الخرطوم تمتص الغضب بإطلاق سراح المعتقلين

البشير يرفض الدعوات لتنحيه، ويحمّل مجموعات من "المتسللين" مسؤولية العنف في التظاهرات.
الأربعاء 2019/01/30
هل ينجح البشير في امتصاص غضب الشارع

الخرطوم - أصدر مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني، الثلاثاء، قرارا بإطلاق سراح جميع المعتقلين خلال التظاهرات المناهضة للحكومة، في خطوة تعكس رغبة من نظام الرئيس عمر البشير في امتصاص الغضب المتصاعد في الشارع السوداني.

وقالت وزارة الإعلام السودانية “أصدر مدير جهاز الأمن والمخابرات قرارا بإطلاق سراح جميع المعتقلين في الأحداث الأخيرة”.

وتقول الجماعات الحقوقية إن أكثر من ألف متظاهر وقيادي في المعارضة وناشط وصحافي، احتجزوا منذ بدأ جهاز الأمن والاستخبارات بقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في مختلف أنحاء البلاد في 19 ديسمبر.

ويتحرك الرئيس السوداني في كل اتجاه للحصول على دعم عاجل يساعده على طمأنة السودانيين بأن النظام قادر على تقديم حلول عاجلة لتطويق ارتفاع الأسعار وارتفاع نسبة التضخم. لكن ذلك لا يبدو في المتناول حاليا، كما أن الاحتجاجات لا تكاد تتوقف.

وأطلقت الشرطة، الثلاثاء، قنابل الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم ومدينة أم درمان. ونزل المحتجون، أمس، إلى الشوارع في ثلاث مناطق في الخرطوم ومثلها في أم درمان المحاذية لنهر النيل، لكن سرعان ما أطلق عليهم الغاز المسيل للدموع، بحسب شهود. وصرخ المحتجون “حرية، سلام، عدالة” و”لسنا خائفين”، عندما استهلّوا التظاهرة.

Thumbnail

ودعا تجمّع المهنيين السودانيين الذي يقود التظاهرات، إلى احتجاجات يومية ضدّ حكومة البشير الذي وصل إلى السلطة بعد انقلاب مدعوم من الإسلاميين في عام 1989.

ودعا التجمع، الاثنين، إلى تظاهرات في عدد من المدن والبلدات، ومن بينها ثلاث مناطق متنازع عليها، هي دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. لكن لم تنطلق تظاهرات في تلك المناطق.

وفي وقت مبكّر من الثلاثاء، نفّذ سودانيون من قبيلة البجا في مدينة بورتسودان الواقعة على البحر الأحمر اعتصاما ضدّ البشير، وذلك إحياء لذكرى 21 شخصا من مدينتهم قتلوا قبل 14 عاما.

ونادى هؤلاء “حرية، سلام، عدالة”، وهو الشعار الأساسي للحراك الحالي المناهض للحكومة، متجمعين في ساحة وسط المدينة. ويرفض البشير الدعوات لتنحيه، ويحمّل مجموعات من “المتسللين” مسؤولية العنف في التظاهرات.

ويقول المسؤولون الحكوميون إن 30 شخصا قتلوا في عنف مرتبط بالتظاهرات منذ بدئها، فيما تؤكد جماعات حقوقية أن عدد القتلى تجاوز أربعين شخصا.

1