ولد عبدالعزيز يعثر على "ميدفيدف الموريتاني"

وزير الدفاع مرشح النظام للانتخابات الرئاسية، و أغلب النخبة الموريتانية باتت مقتنعة بأن الجنرال القوي ولد الغزواني هو الحاكم الفعلي للبلاد.
الأربعاء 2019/01/30
ولد عبدالعزيز يضمن بقاءه قريبا من السلطة

محمد ولد الغزواني وزير الدفاع الموريتاني مرشح النظام لخوض غمار الانتخابات الرئاسية المقبلة والذي يحظى بدعم الرئيس الحالي محمد ولد عبدالعزيز، ما يرسخ التوقعات التي تكهنت بسيناريو التنازل عن السلطة على طريقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

نواكشوط – استقر خيار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز على وزير الدفاع في الحكومة الحالية محمد ولد الغزواني، لترشيحه للانتخابات الرئاسية القادمة، ما يؤكد ما أثير مؤخرا من أبناء بشأن انكبابه على بحث “ميدفيدف الموريتاني”.

وأبلغ محمد ولد عبدالعزيز عددا من السياسيين دعمه ترشيح محمد ولد الغزواني للانتخابات الرئاسية المقررة في البلاد خلال أشهر، حسب مصدر سياسي.

وقال المصدر بالأغلبية الحاكمة، الذي طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخوّل بالحديث للإعلام، إن “الرئيس ولد عبدالعزيز استقبل عددا من السياسيين الموريتانيين في القصر الرئاسي بنواكشوط، وأبلغهم دعمه ترشيح وزير الدفاع ولد الغزواني".

وأكد وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، سيدي محمد ولد محم، دعم رئيس البلاد محمد ولد عبدالعزيز، ترشيح وزير الدفاع الحالي محمد ولد الغزواني للانتخابات الرئاسية المقررة خلال أشهر.

وقال ولد محم، وهو أيضا رئيس حزب “الاتحاد من أجل الجمهورية” الحاكم في تغريدة عبر “تويتر”، إن اختيار وزير الدفاع محمد ولد الغزواني “يعد أفضل خيار لاستمرار المشروع الوطني الرائد”.

وأضاف “اختيار معالي الوزير محمد ولد الغزواني ليكون مرشحنا كنظام في الانتخابات الرئاسية المقبلة، يشكل أفضل خيار لاستمرارية هذا المشروع الوطني الرائد مشروع الأمن والديمقراطية والتنمية الذي أسسه وقاده رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبدالعزيز”.

وتبدد هذه التصريحات، مخاوف المعارضة التي لم تتوقف عن اتهام ولد عبدالعزيز بالتخطيط للولاية الثالثة، رغم نفيه مرارا لتلك الاتهامات. وقالت المعارضة في أكثر من مناسبة إن الرئيس الموريتاني يخطط لتعديل الدستور بشكل يخول له الترشح للولاية الثالثة، عن طريق البرلمان، بعد ما نجح في التخلص من مجلس الشيوخ عبر الاستفتاء الذي جرى في أغسطس 2017.

بوادر ترشيح محمد ولد الغزواني ظهرت بعدما عين في منصب وزير الدفاع وهي بداية خطواته في الميدان السياسي

وفي 2012 عندما أصيب ولد عبدالعزيز بطلق ناري عن طريق الخطأ، سطع اسم ولد الغزواني.

وعلقت وسائل إعلام موريتانية حينئذ، بأن رئيس أركان الجيش الجنرال محمد ولد الغزواني “أصبح الحاكم الفعلي للبلاد”.

ونقلت بعضها تصريحات لمعارضين قولهم إن “أغلب النخبة الموريتانية باتت مقتنعة بأن الجنرال القوي ولد الغزواني، قائد أركان الجيش، هو الحاكم الفعلي للبلاد في ظل غياب الرئيس ولد عبدالعزيز”.

وبدأت بوادر ترشيح الغزواني تظهر بعدما عين في منصب وزير الدفاع وهي بداية خطواته في الميدان السياسي.

وكانت تقارير إعلامية تحدثت الأشهر الماضية عن سعي ولد عبدالعزيز للتخلي عن السلطة على طريقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي مطلع ديسمبر الماضي نشرت أسبوعية “جون أفريك” الفرنسية مقالا أكدت خلاله أن ولد عبدالعزيز يبحث عن “ميدفيدف” على الطريقة الموريتانية، وذلك في إشارة إلى التبادل على الرئاسة بين فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ديمتري ميدفيدف.

وتعد عملية تبادل السلطات بين بوتين وميدفيدف أمرا مألوفا، حيث سبق أن تبادلا المناصب عدة مرات.

واعتبر كاتب المقال أن تعيين قائد أركان الجيش الجنرال محمد ولد الغزواني مجرد وزير للدفاع، وهو أول منصب سياسي يتولاه، فاجأ الجميع حتى دوائر السلطة، ما يورد تساؤلا حول حقيقة الإشاعات التي تتحدث بشأن ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد.

Thumbnail

وبخصوص ”الخليفة” المنتظر، أوضح المقال أنّ أسماء بعينها يجري تداولها منذ مدة، منها وزير الدفاع ووزير المالية المختار ولد أجاي، ورئيس الجمعية الوطنية الشيخ ولد بايه، والوزير الأول السابق يحي ولد حدمين. ومن غير المعروف ما إذا كان الرئيس الموريتاني يخطط لرئاسة الحكومة بعد الانتخابات الرئاسية، لكنه أكد في تصريحات سابقة أنه لن يترك السياسة وسيبقى قريبا من السلطة.

ويترقب الشارع الموريتاني منذ أشهر إعلان المرشح المقرر أن يدعمه الرئيس ولد عبدالعزيز في الانتخابات الرئاسية، باعتبار أنه سيكون المرشح الأوفر حظا بالفوز.

وفي 15 يناير الجاري، أعلن الرئيس الموريتاني عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، ودعا إلى وقف كافة المبادرات الداعية إلى تعديل الدستور بهدف التمديد له.

وتنتهي الولاية الرئاسية الثانية لولد عبدالعزيز منتصف عام 2019، وينص الدستور على ولايتين رئاسيتين فقط. ولم يعلن بعد عن موعد الانتخابات الرئاسية، لكن يفترض أن تنظم قبل انتهاء فترة الرئيس الحالي والتي تنتهي قبل يوليو المقبل.

4