هل تكفي المطالب المتصاعدة بتنحي البشير

الصادق المهدي يؤيد دعوات المتظاهرين لرحيل نظام الرئيس عمر حسن البشير.
السبت 2019/01/26
المعارضة ليست في حجم الزخم الشعبي

الخرطوم - دعا الصادق المهدي زعيم أكبر حزب معارض في السودان نظام الرئيس عمر حسن البشير إلى الاستقالة، وذلك أثناء كلمة للمئات من أنصاره، في وقت تجددت فيه الاحتجاجات في العاصمة السودانية الخرطوم ومناطق وسط البلاد.

يأتي هذا فيما ترفض الحكومة تقديم أي تنازلات مكتفية باتهام جهات مجهولة بالوقوف وراء التصعيد والدعوات إلى إقالة البشير.

وقال المهدي الجمعة في مسجد بضفة نهر النيل المقابلة للخرطوم “هذا النظام يجب أن يرحل وفترة انتقالية في القريب العاجل”.

وعبر المهدي، الذي كان رئيسا للوزراء، عن تأييده للاحتجاجات وندد باستخدام قوات الأمن للذخيرة الحية.

وفي ظل انسداد الأفق وتواصل الاحتجاجات، يتحرك الرئيس السوداني في كل اتجاه بحثا عن دعم خارجي سريع للخروج من الأزمة. وفيما بدا أن قطر لم تعطه سوى الوعود، أعلنت الحكومة السودانية، الجمعة، عن زيارة مرتقبة للبشير، إلى دولة الكويت.

وقال وزير الإعلام بشارة جمعة، المتحدث باسم الحكومة، إن “الزيارة تأتي في إطار جولة للبشير إلى عدة دول عربية استهلها الأسبوع الماضي بزيارة قطر”.

وأوضح أن زيارة البشير إلى الكويت (دون تحديد زمنها) “تأتي أيضا في إطار التنسيق المشترك في كافة القضايا الإقليمية والعربية خاصة القضايا التي تهم المنطقة”.

ويقول متابعون إن المهدي، كغيره من قيادات الأحزاب المعارضة، يحاول استثمار الاحتجاجات لتحقيق مكاسب سياسية مباشرة. لكن المعارضة لم تكن بحجم الزخم الشعبي والشعارات القوية التي تطالب بإسقاط النظام فيما كان المعارضون يأملون في أن يقدم البشير تنازلات تمكنهم من مشاركة أكبر في السلطة.

ونفى الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، عمر باسان، اتجاه حزبه لإحداث تعديل في تشكيلة الحكومة الحالية، على خلفية الأحداث الجارية.

واتهم باسان جهات بالسعي لعدم استقرار السودان، قائلا “هنالك جهات غير راغبة في استقرارنا (..) بلادنا ونظام الحكم الموجود في الخرطوم لهما أعداء (لم يحدد هويتهم)”.

وأكد قدرة الحكومة “على تجاوز هذا العداء الذي يضع (المطبات) ويصطنع الأزمات”.

ورغم الجمود السياسي، فإن الاحتجاجات تتوسع يوما بعد آخر ويتواصل سقوط الضحايا.

وأكد المتحدث باسم الشرطة السودانية اللواء هاشم عبدالرحيم الجمعة وفاة شخصين خلال التظاهرات المناهضة للحكومة التي هزت الخرطوم الخميس.

Thumbnail

وتظاهر المئات في شوارع الخرطوم ومدينة أم درمان الخميس بينما خرجت مسيرات متزامنة في عدة مدن وبلدات سودانية داعية الرئيس السوداني إلى الاستقالة.

وقال عبدالرحيم “شهدت عدة ولايات (في) البلاد تجمعات غير قانونية (وخرجت تجمعات مشابهة كذلك) في أجزاء متفرقة من ولاية الخرطوم. فرقتها الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع”.

وأضاف “سجلت الشرطة في ولاية الخرطوم حالتي وفاة”، دون أن يحدد الكيفية التي توفي بها الشخصان.

وفي وقت متأخر الخميس، ذكر مسؤول سوداني رفيع أن متظاهرا توفي خلال تجمع في أم درمان.

وأكدت لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة باتحاد المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات أن متظاهرين اثنين لقيا حتفهما الخميس.

وبذلك، ترتفع حصيلة القتلى منذ اندلاع الاحتجاجات في ديسمبر إلى ثلاثين، وفق الأرقام الصادرة عن المسؤولين. وقدرت المجموعات الحقوقية بدورها عدد القتلى بأكثر من 40.

وقال عبدالرحيم إن الشرطة أوقفت عدة أشخاص الجمعة بينما ألقت القبض على شخص كان “يحمل مسدسا داخل مظاهرة” وأوقفت “سيارة تحمل وسائل اتصال بعيدة المدى”.

وتهز احتجاجات دامية السودان منذ 19 ديسمبر عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز بثلاثة أضعاف، قبل أن تتحول سريعا إلى تظاهرات واسعة تدعو إلى إنهاء حكم البشير المستمر منذ ثلاثة عقود.

1