حراك دولي وإقليمي يعيد المصالحة الفلسطينية إلى الواجهة السياسية

الحركة تتعمد أن تظهر مرونة وانفتاحا على الجميع لتبعد عنها شبح الاتهامات برغبتها في الهيمنة على القطاع.
السبت 2019/01/26
تحركات جوفاء

القاهرة – تحاول حركة حماس الاستفادة من تركيز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على همومه السياسية في الداخل حاليا، لتضاعف من تحرّكاتها في الخارج.

وتتعمّد الحركة أن تظهر مرونة وانفتاحا على الجميع لوضع حلول تتوافق مع تصوّراتها للمشكلات الفلسطينية، وتبعد عنها شبح الاتهامات برغبتها في الهيمنة على قطاع غزة، وتجاوز العثرات الموضوعة أمام الانتخابات.

وكشف السفير محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، الجمعة، أنّ حركة حماس اقترحت دعوة الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية إلى الدوحة لمناقشة ملف الانتخابات وتحديد رؤية القضية الفلسطينية ورسالتها للمرحلة المقبلة.

وأوضح أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، لـ”العرب”، أن حديث العمادي بخصوص اجتماع في الدوحة، “محاولة منها للعودة للملف الفلسطيني وإيجاد قدم لها بعد فشلها المتكرر في تحقيق إنجاز واضح ومحدد”.

وعلمت “العرب” أن القاهرة مرجح أن تستقبل، الأسبوع المقبل، قيادات رفيعة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لإجراء المزيد من المشاورات بشأن ملفي الانتخابات الفلسطينية والتهدئة مع إسرائيل.

وأخذت الدعوة التي وجهتها موسكو مؤخرا إلى عقد مؤتمر للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، زخما جديدا، مع تسرّب معلومات قالت إن اللقاء المنتظر سوف يعقد منتصف فبراير، بحضور جميع القوى الرئيسية، بما فيها رئيس السلطة محمود عباس (أبومازن).

وقال مصدر دبلوماسي مصري لـ”العرب”، إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أطلع نظيره المصري سامح شكري، على تحركات موسكو حول اجتماع الفصائل الفلسطينية، في إطار آلية التشاور السياسي المشتركة بين البلدين حول القضايا الإقليمية.

القاهرة تؤكد أن الدوحة لم تتوقف عن العبث بالقضية الفلسطينية منذ سنوات، وفي كل مرة تحاول البحث عن ذريعة توحي بها أن القاهرة تستهدف الشعب الفلسطيني

وأعلنت وزارة الخارجية في بيان لها، الاثنين، أن شكري تناول في اتصال هاتفي مع لافروف تطورات القضية الفلسطينية، واكتفى البيان بالإشارة إلى أن الجانبين بحثا “مواصلة دعم المساعي الرامية إلى تحقيق السلام الشامل والعادل القائم على حلّ الدولتين، باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها”.

وأكد المصدر أن القاهرة ترحب بأيّ جهود لتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس وتوحيد الجبهة الداخلية، لمواجهة المخططات الإسرائيلية التي تسعى إلى تعميق الهوّة بين قطاع غزة والضفة الغربية.

ويشير انفتاح حماس على مسارات مختلفة إلى رغبتها في تغيير انطباعات عنها هزّت صورتها لدى بعض الدوائر السياسية، ويمكن أن تؤثر سلبا على شعبيتها في الشارع الفلسطيني، بعد ارتفاع نسبة تأييد إجراء الانتخابات كمخرج لحلّ جزء معتبر من الانسداد السياسي الراهن.

وأبدت السلطة الفلسطينية تجاوبا للذهاب إلى الانتخابات النيابية، واجتمع أبومازن مؤخرا مع حنا ناصر (رئيس لجنة الانتخابات) ومنحه المجال والفرصة للتشاور مع كلّ الجهات المعنية، بما فيها حماس.

ويقوم وفد من المخابرات العامة المصرية بزيارة رام الله وغزة وتل أبيب، لبحث عدد من الملفات المتعلّقة بالأوضاع في القطاع، خاصة اتفاق التهدئة بين الفصائل، فضلا عن رغبة القاهرة وضع آلية لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والإشراف عليها بمشاركة جميع المواطنين، والحفاظ على صمود التهدئة بين حماس وإسرائيل.

ولم تأل قطر جهدا على مناكفة مصر التي تلعب دورا رئيسيا في ملف المصالحة، وتحاول الأولى استغلال التعثّر الحالي في عملية الوساطة، بسبب التجاذبات بين القوى المختلفة، للقفز على بعض محتوياتها.

وقلّلت مصادر مصرية من جدوى الجهود القطرية، مؤكدة أن الدوحة لم تتوقف عن العبث بالقضية الفلسطينية منذ سنوات، وفي كل مرة تحاول البحث عن ذريعة توحي بها أن القاهرة تستهدف الشعب الفلسطيني، والادعاء أن مصر تفرض حصارا عليه.

2