تفجير "العدوي" رسالة تؤكد هشاشة الوضع في مناطق سيطرة الأسد

دمشق – تعرضت منطقة العدوي في شمال شرق دمشق الخميس لتفجير بعبوة ناسفة، استهدف مكانا قريبا من السفارة الروسية، من دون أن يوقع ضحايا، في اعتداء هو الثاني من نوعه في العاصمة خلال أيام قليلة.
ويجهض التفجير الجديد الرواية التي تسوقها الحكومة السورية بأن الوضع بات تحت السيطرة الكاملة في المناطق التي تقع تحت نفوذها ومنها العاصمة دمشق. ويؤشر التفجير على تغير في تكتيكات القوى المعارضة للنظام، والتي تريد بالواضح إرسال رسالة له بأنها لا تزال قادرة على التحرك واستهدافه في عمقه.
وأفاد الإعلام الرسمي السوري الخميس بأن “تفجيرا إرهابيا جرى بعبوة ناسفة في منطقة العدوي”، الواقعة في شمال شرق العاصمة. ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن العبوة كانت “مزروعة في سيارة”، وتسببت “بوقوع أضرار مادية بدون وقوع إصابات بين المواطنين”.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته إصابة أربعة أشخاص بجروح طفيفة. وقال مديره رامي عبدالرحمن إن التفجير وقع في “مكان قريب من مقر السفارة الروسية”. ويعد هذا التفجير الثاني من نوعه في العاصمة السورية في بضعة أيام، بعد تفجير وقع الأحد في جنوب دمشق بالقرب من فرع أمني، أوقع قتلى وجرحى بحسب المرصد، الذي لم يتمكن حتى الآن من تحديد سبب التفجير.
وأوردت وكالة سانا الأحد أنه نجم عن “تفجير عبوة مفخخة بدون وقوع ضحايا”، مشيرة إلى “معلومات مؤكدة بإلقاء القبض على إرهابي”. وكان ذلك التفجير الأول في دمشق منذ أكثر من عام، بحسب المرصد الذي أفاد بأن آخر تفجير تمّ في ديسمبر 2017 ونجم عن انفجار عربة مفخخة في جنوب العاصمة، من دون أن يسفر عن سقوط قتلى.
وسبقه في الشهر نفسه، تفجيران تبنتهما هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) واستهدفا أحد أحياء دمشق القديمة وتسببا بمقتل أكثر من 70 شخصاً، غالبيتهم من الزوار الشيعة العراقيين.
ومنذ العام 2011، بقيت دمشق نسبياً بمنأى عن النزاع الذي تشهده البلاد. إلا أنها شهدت تفجيرات دامية أودت بالعشرات وتبنت معظمها تنظيمات جهادية، بينها تفجير تبناه تنظيم الدولة الإسلامية في مارس 2017 واستهدف القصر العدلي مسفراً عن مقتل أكثر من 30 شخصاً.
وشكلت دمشق على مدى سنوات هدفاً لقذائف أطلقتها الفصائل المعارضة التي كانت تسيطر على أحياء في أطرافها وعلى الغوطة الشرقية. لكن إثر عمليات عسكرية واتفاقات إجلاء مع الفصائل المعارضة والجهاديين، استعاد الجيش السوري في مايو كافة أحياء مدينة دمشق ومحيطها.
ويأتي تفجير الخميس بعد يومين من مقتل مدني وإصابة 14 آخرين بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة اللاذقية، وفق ما نقل الإعلام الرسمي، في اعتداء نادر في المحافظة الساحلية التي تتحدر منها عائلة الرئيس السوري بشار الأسد وبقيت بمنأى نسبياً عن النزاع منذ اندلاعه.