إعلام الظل يحتكر المشهد في إقليم كردستان العراق

روح الانتقام من الصحافيين تسود الإقليم، والمال السياسي والأخبار الكاذبة تحولا إلى شبحين يخيمان على حرية الإعلام.
الاثنين 2019/01/21
صحافيون مهددون في أي وقت

أربيل (العراق) – أكد مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحافيين في إقليم كردستان العراق، أن مشهد الإعلام الكردستاني سادته روح الانتقام من الصحافيين فضلا عن أن المال السياسي والأخبار الكاذبة، تحولا إلى شبحين يخيمان على حرية الإعلام، كما أن إعلام الظل يحتكر المشهد، والإعلام الحر في تراجع خلال عام 2018.

وكشف المركز في مؤتمر صحافي عن تقريره السنوي حول نوع وشكل وطبيعة الانتهاكات التي مورست ضد الصحافيين والإعلاميين خلال العام الماضي (2018) وجاء فيه، أن 264 شكوى قدمتها وسائل الإعلام حول 349 انتهاكا من قبل السلطات بحق الصحافيين والإعلاميين ووسائل الإعلام في الإقليم.

وتنوعت الانتهاكات بين منع من التغطية والتمييز، وحجز صحافيين خارج إطار قانون العمل الصحافي، وضرب وكسر آلات التصوير وحجز آلات عمل، وتهديدات وإهانات متفرقة وهجمات مسلحة على منازل صحافيين، وحرق مقار إعلامية، وإيقاف بث قنوات محلية.

وأضاف التقرير، أن “حرية الصحافة في إقليم كردستان، نظمتها قوانين أقرها برلمان الإقليم، ومن بينها قانون العمل الصحافي لعام 2007، وقانون حق الحصول على المعلومة لعام 2013، وعلى الرغم من أن حق الحصول على المعلومات محفوظ، إلا أنه مع تصاعد الخلافات بين القوى السياسية، يصبح الصحافيون ضحية”.

وقال رحمان غريب مدير إدارة مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحافيين، على هامش المؤتمر “إن هذه الحقائق تؤكد مرة أخرى أن حكومة إقليم كردستان بأجهزتها الأمنية، لا تزال تضرب بالقوانين عرض الحائط غير آبهة بالانتقادات بتاتا، حيث تضيق الخناق على الفضاء العام وتحاول بكل جهدها الإجهاز على التعددية الإعلامية”.

ودعا المركز حكومة إقليم كردستان، إلى أن “تقوم مجددا بالتحقيق بصورة شفافة في الاعتداءات والتهديدات التي لم يوضع حد لها إلى حد الآن، وأن تعطي ضمانة موثوقة بالحفاظ على حياة الصحافيين، عند إعدادهم لتقارير تتناول الفساد الإداري والاستغلال السيء للسلطة”، معتبرا في الوقت نفسه أن “روح الانتقام من الصحافيين هي السائدة في الإقليم”.

ولفت التقرير، إلى أن “بعض الشركات والشبكات الإعلامية، ووسائل أخرى متصلة بالعمل الإعلامي، قامت بخرق واضح وفاضح لمواد قانون العمل الصحافي، وهضم حقوق الصحافيين العاملين لديها، وتسريحهم ومن دون أي ضمانات تذكر، وهذا يشكل خرقا للمواد الواردة في القانون”.

وأشار المركز، إلى “تنامي وانتشار إعلام الظل على حساب الإعلام الحر، لوجود العشرات من وسائل الإعلام الإلكترونية غير الشرعية، تنشر أخبارا تدّعي أنها جديدة وصحيحة على وسائل التواصل الاجتماعي، دون مراعاة للقيم الأخلاقية، وفي كل مرة يكون شخص ما أو جهة سياسة هدفا لها”.

ونقل المركز عن  منظمة مراسلون بلا حدود، القول إن “الشغب والفتن والأكاذيب التي تمارسها الجيوش الإلكترونية تمثل أحد الأشكال الواضحة في كل العالم، وهي تمثل اليوم، أخطر هجوم يشن على حرية الإعلام، والحرب الإلكترونية اليوم لا تشنها الدول فقط، بل كل أعداء حرية الصحافة، ممّن شكلوا جيوشا إلكترونية للهجوم على كل من يسعى وراء الحقيقة وإضعافه وجعله في مواقع الدفاع”.

وتابع التقرير، “رُصدت العديد من المواقع الإلكترونية في العام الماضي، بأسماء وأغراض مختلفة، منها ما هو مختص بالعلوم أو الصحة أو الفنون أو علوم الكمبيوتر أو الأخبار الرياضية أو مواقع ترفيهية، ولكن في الآونة الأخيرة الكثير من هذه المواقع بدأت بنشر إعلانات تروج لأحزاب معينة”.

وقبيل إطلاق التقرير، أعلن المركز العراقي لدعم حرية التعبير (حقوق)، الأربعاء الماضي، عن اعتقال سلطات الإقليم لمدير مكتب فضائية كردية في أربيل، مطالبا بالإفراج عنه فورا.

وقال المركز في بيان صحافي، “إننا نطالب بالإفراج عن مدير مكتب قناة أن.آر.تي” (NRT) الفضائية، في أربيل، ريبوار كاكي، الذي اعتقلته شرطة أربيل صباح الأربعاء”.

وأضاف المركز “في الوقت الذي يستنكر المركز العراقي لدعم حرية التعبير (حقوق)، تكرار احتجاز واعتقال الصحافيين في إقليم كردستان، فإننا ندعو حكومة الإقليم إلى احترام عمل الصحافيين وتوفير مساحة آمنة لهم أثناء تغطيتهم الأحداث في الإقليم”.

18