جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة تواصل إحياء روح المغامرة

عدد المخطوطات المشاركة في الدورة السابعة عشرة لـ"جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة" للعام 2019 بلغ 51 مخطوطة جاءت من 12 بلدا عربيا.
الجمعة 2019/01/18
أدباء معاصرون يسيرون على خطى ابن بطوطة

منذ تأسيسها سنة 2003 تستمر جائزة ابن بطوطة التي تمنح سنويا لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، في إحياء الاهتمام العربي بالأدب الجغرافي، اهتمام يؤكده عدد الأقلام العربية التي راحت تخوض مغامرة الكتابة في هذا الجنس الأدبي، رافدة المكتبة العربية بمؤلفات مهمة، ومحققة جسور تواصل بين الحضارة العربية والحضارات الأخرى.

أبوظبي - لندن - أعلن أخيرا في أبوظبي ولندن عن نتائج الدورة السابعة عشرة لـ”جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة” للعام 2019، وهي الجائزة التي يمنحها “المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق” ويرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي إلى جانب عدد من المشروعات التنويرية الورقية والإلكترونية تحت مظلة “دارة السويدي الثقافية”. ويشرف عليها مدير عام المركز الشاعر نوري الجراح.

وقد تألفت لجنة لتحكيم الجائزة هذا العام من الأساتذة خلدون الشمعة، عبدالرحمن بسيسو، وليد علاءالدين، الطائع الحداوي، شعيب حليفي.

كتب متوجة

وفق ما جاء في بيان “جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة” لدورتها هذا العام فقد بلغ عدد المخطوطات المشاركة 51 مخطوطة جاءت من 12 بلدا عربيا، توزعت على الرحلة المعاصرة، والمخطوطات المحققة، واليوميات، والرحلة المترجمة. وقد نُزِعَتْ أسماءُ المشاركين من المخطوطات قبل تسليمها لأعضاء لجنة التحكيم لدواعي السريّة وسلامة الأداء.

وجرت تصفية أولى تم بموجبها استبعاد الأعمال التي لم تستجب للشروط العلمية المنصوص عليها بالنسبة إلى التحقيق، والدراسة، أو ما غاب عنه المستوى بالنسبة إلى الجائزة التي تمنحها الدارة للأعمال المعاصرة. وفي التص

مغامرات في كتابة أدب الرحلة
مغامرات في كتابة أدب الرحلة 

فية الثانية بلغ عدد المخطوطات 21 مخطوطة، وفي التصفية النهائية، تم إقرار الفائزين.

ففي فرع “النصوص الرحلية المحققة” من الجائزة ارتأت اللجنة تتويج كتاب “نَشْوَة الشَّمول في السَّفر إلى إسلامبول، ونشوة المدام في العودة إلى مدينة السّلام” لأبي الثناء محمود شهاب الدين الآلوسيّ (1217 هـ/ 1802) – (1270 هـ/1854) حققها وقدم لها هيثم سرحان.

وكتاب “أسفار فتح الله الحلبي 1830-1842” حققها وقدم لها أسامة بن سليمان الفليّح.

وفاز بالجائزة عن فرع “الرحلة المعاصرة-سندباد الجديد” أربعة كتب هي “أسفار الاستوائية: رحلات في قارة أفريقيا” لعثمان أحمد حسن من السودان، و”مرح الآلهة: 40 يوما في الهند” للمصري مهدي مبارك، “في بلاد السامبا: يوميات عربي في البرازيل” مختار سعد شحاته من مصر كذلك، ختاما بكتاب “رحلة العودة إلى الجبل: يوميات في ظلال الحرب” للسورية خلود شرف.

وفاز بالجائزة عن فرع “اليوميات” الكاتب السوري خيري الذهبي عن كتابه “من دمشق إلى حيفا: 300 يوم في الأسر الإسرائيلي”. أما فرع “الترجمة” من الجائزة ففازت به كتب “وراء الشمس: يوميات كاتب أحوازي في زنازين إيران السرية” ليوسف عزيزي من إيران، وقد ترجمه السعودي عائض محمد آل ربيع، كما نال الجائزة كتاب “فاس: الطواف سبعا” للكاتب الألماني شتيفان فايدنر، بترجمة كاميران حوج من سوريا.

فيما حجبت هذا العام جائزة الدراسات لعدم كفاءة النصوص المشاركة.

وستصدر الأعمال الفائزة عن “دار السويدي” في سلاسل “ارتياد الآفاق” للرحلة المحققة والرحلة المعاصرة “سندباد الجديد” والرحلة المترجمة واليوميات، وذلك بالتعاون مع “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” في بيروت. أما الرحلة المترجمة والأعمال المنوه بها من قبل لجنة الجائزة من يوميات ورحلات فتنشر بالتعاون مع “دار المتوسط” في ميلانو.

الجائزة برعاية الشاعر محمد أحمد السويدي
الجائزة برعاية الشاعر محمد أحمد السويدي

وتوزع الجوائز في احتفالين متعاقبين يقامان الأول في الدار البيضاء وتستضيفه وزارة الثقافة المغربية في 10 فبراير القادم خلال معرض الكتاب، ويقام الثاني في أبوظبي أواخر شهر أبريل خلال معرض أبوظبي للكتاب.

أدب الرحلة

إلى جانب المخطوطات الفائزة وتلك التي أوصت اللجنة بطبعها تبنت الجائزة نشر عدد من الرحلات المعاصرة واليوميات جاءت إما بشكل منفصل عن الجائزة، وإما مما اختارته لجنة التحكيم لقيمته الاستثنائية، وسيجري الإعلان عن هذه الرحلات لاحقا في بيان منفصل. لكن الجائزة عبرت هذا العام عن استمرارها في الكشف عن الجديد باب اليوميات والرحلة المعاصرة، والكشف بالتالي عن يوميات لأقلام عربية مرموقة، لم يسبق لها أن غامرت في كتابة أدب الرحلة وأخرى جديدة. لتضيف النصوص الفائزة إلى كوكبة الرحالة المعاصرين مغامرين جددا، وإلى أدباء هذا اللون الأدبي الممتع أسماء جديدة.

مع هذه الدورة رأى الشاعر محمد أحمد السويدي راعي “المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق” والجائزة، أن نتائج هذا العام لم تشذ في قيمتها ومستواها عن النتائج التي أسفرت عنها في الأعوام الماضية. لافتا إلى أن الجديد الذي يمكن الإشارة إليه هو تلك الوفرة في نصوص الرحلة المكتوبة من قبل أدباء معاصرين سافروا وتجولوا في العالم، وآخرين كتبوا يوميات تجوالهم في بلادهم، أو في جوارها القريب، وهو ما يغني خزانة الرحلة المعاصرة.

انفتاحا أكبر على بعض بلدان آسيا
انفتاح أكبر على البلدان

وشدد السويدي على أن هذا هو أحد أبرز أهداف مشروع “ارتياد الآفاق” و”جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة”. التي تشجع على الكتابة في جنس أدبي ممتع، هو الانفتاح بأوسع صورة ممكنة على الجغرافيات والثقافات المختلفة، وتطوير حوار مع الآخر من خلال السفر في عالمه، والتعامل مع صور الاختلاف التي يتكشف عنها هذا العالم، وكذلك تقديم صورة لم تعد شائعة عن طبيعة الذات الحضارية العربية في تعددها وثرائها، وعن استعداد الثقافة العربية للتحاور مع الآخر المختلف عنها، بندية وحضارية.

وختم بالإشارة إلى ما سبق الإعلان عنه من أن العام 2019 سيشهد انفتاحا أكبر من قبل الجائزة على بعض بلدان آسيا، خصوصا الهند التي ارتبطت ثقافتها بالثقافة العربية.

ورأى الشاعر نوري الجراح، المشرف على أعمال “المركز العربي للأدب الجغرافي” وندوته العلمية وجائزته السنوية، أن المؤلفات الفائزة هذا العام تؤكد مجددا على تزايد الاهتمام بأدب الرحلة من قبل الباحثين والأدباء العرب. وإلى جانب إقبال الكتاب الجدد على كتابة يومياتهم في السفر نشطت الأكاديميا العربية في تقديم دراسات جادة في هذا اللون الأدبي الممتع والخطير. وهو ما يكشف بصورة جلية أولاً عن الدور المتعاظم للجائزة ولمشروع “ارتياد الآفاق” في تشجيع الأدباء والدارسين العرب، وحضهم على تطوير البحث والكتابة في هذا المضمار.

تجدر الإشارة إلى أن باب قبول الطلبات للجائزة في دورة العام 2020 مفتوح منذ إعلان هذا البيان.

الجديد في هذه الدورة هو الوفرة في نصوص الرحلة المكتوبة من قبل أدباء معاصرين سافروا وتجولوا في العالم
الجديد في هذه الدورة هو الوفرة في نصوص الرحلة المكتوبة من قبل أدباء معاصرين سافروا وتجولوا في العالم

 

14