البرلمان التونسي يتحوّل إلى حلبة ملاكمة

تونس - تحولت قبة البرلمان التونسي الأربعاء، إلى حلبة صراع بين نواب البرلمان وصلت درجتها حد التشابك بالأيدي والعنف مما أجبر قوات الأمن المخصصة لحراسة مجلس النواب على التدخّل لفض المعركة بين عدد من البرلمانيين.
أثار قرار رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر القاضي بعدم إعطاء كلمة لأحد النواب خلال الجلسة العامة، حفيظة النائب عن الجبهة الشعبية الجيلاني الهمامي الذي عارض بشدة قرار محمد الناصر قبل أن يحتدم النقاش وتتحول الجلسة العامة والمخصصة لمواصلة النظر في مشروع القانون الأساسي المتعلق بإحداث برنامج وكالة الأمان الاجتماعي للنهوض بالفئات الفقيرة إلى مشادات كلامية وإلى أشبه بحلبة ملاكمة بين عدد من النواب.
وبدا محمد الناصر رئيس البرلمان هادئا، رغم تشنج نواب الجبهة الشعبية على مسألة تأجيل النقاش بشأن الإضراب العام في القطاع العام الذي أقره الاتحاد العام التونسي للشغل الخميس عقب فشل مفاوضات الطرف النقابي مع الحكومة حول الزيادة في أجور موظفي القطاع العام.
وحاول توضيح المسألة، إلا أن النائب الجيلاني الهمامي تشبّث بحق التدخّل في ملف الإضراب رغم تأكيد محمد الناصر أن رئيس كتلة الجبهة الشعبية أحمد الصديق تحصل على حقه في التدخل وأن الملف أحيل لاجتماع رؤساء الكتل.
وبعد أن تدخل محمّد الناصر، احتد النقاش وغادر نواب الجبهة الشعبية مقاعدهم احتجاجا على عدم تمكينهم من التدخل لمناقشة الملف لإبراز فشل الحكومة في تلبية تطلعات موظفي القطاع العام.
وعمّت الفوضى الجلسة العامة عقب إصرار كل من النائبين الجيلاني الهمامي ونزار عمامي عن الجبهة الشعبية على وجوب منحهما حق التدخّل، لتعم الفوضى أمام منصة رئاسة البرلمان وهو ما أجبر فريق الأمن التابع لرئيس البرلمان على التدخّل في محاولة لفض الجدال بين الطرفين.
وعلى إثر ذلك، قرر رئيس البرلمان رفع الجلسة، فيما تواصلت الفوضى تحت قبة مجلس نواب الشعب وسط تهديد بتبادل العنف.