أوروبا على خطى الصين في استرضاء ترامب تجاريا
بروكسل - بدأ الاتحاد الأوروبي في اتخاذ خطوات مماثلة للخطوات التي اتخذتها الصين من أجل استرضاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل تخفيف التوترات التجارية.
وأشارت بيانات أعلنتها المفوضية الأوروبية أمس أن واردات الاتحاد الأوروبي من فول الصويا الأميركي ارتفعت في النصف الثاني من العام الماضي بنسبة 112 بالمئة مقارنة بالمستويات التي كانت عليها قبل عام.
وقالت المفوضية إن ذلك الارتفاع يأتي كجزء من اتفاقيات التنسيق التجاري التي توصل إليها جان كلود يونكر رئيس المفوضية خلال اجتماعه العام الماضي مع ترامب.
ويأتي الإعلان عن النتائج قبل يوم واحد من جولة المحادثات الجديدة التي ستجريها سيسيليا مالمستروم، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التجارة، مع نظيرها الأميركي روبرت لايتهايزر في واشنطن.
وكانت المفوضية قد أعلنت أن الولايات المتحدة تسهم حاليا بنسبة نحو 75 بالمئة من واردات الاتحاد الأوروبي من فول الصويا، ما يظهر استعدادها لمعالجة المشكلات التجارية.
وتوترت العلاقات التجارية بين بروكسل وواشنطن منذ أن أعلن ترامب زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم العام الماضي، مع التهديد بإجراء مماثل ضد قطاع السيارات في الاتحاد الأوروبي.
والتقى ترامب مع يونكر في يوليو الماضي بهدف تهدئة الخلاف التجاري وتعهدا حينها من بين أمور أخرى بالعمل على الحد من الحواجز وزيادة التجارة في سلع من بينها فول الصويا.
ومع ذلك، لم يتحقق سوى تقدم ضئيل في العلاقة التجارية منذ ذلك الحين. وقال المتحدث باسم المفوضية دانيل روزاريو إن “الفكرة تتمثل في تنفيذ المزيد من أجندة التجارة الإيجابية التي اتفق عليها” ترامب ويونكر.
واتفق ترامب ويونكر في ذلك الوقت على استهداف إلغاء الجمارك تماما على السلع الصناعية، فيما عدا السيارات، وتقليل الحواجز في ما يتعلق بالخدمات والكيماويات والأدوية والمنتجات الطبية.
ولكن لم يتضح بعد ما الذي سوف تشمله المفاوضات، وفقا لما قالته مالمستروم لوكالة الأنباء الألمانية الشهر الماضي.
وقالت مالمستروم إن “الأميركيين ليسوا حريصين تماما على بدء العملية لتحديد ذلك، ما يعرف بتحديد النطاق”، مشيرة إلى أنها تأمل في أن يكون لديها فكرة أوضح بعد محادثات هذا الأسبوع.
وعقب المحادثات الثنائية سيناقش الجانبان غدا الأربعاء مسألة الممارسات التجارية غير النزيهة مع نظيريهما الياباني، مع تسليط الضوء على الصين.
وتم تعزيز مبيعات فول الصويا كمثال على التعاون التجاري الناجح بين بروكسل وواشنطن رغم أن الزيادة في الواردات الأميركية تعزى إلى انخفاض الأسعار.
وتتوقع المفوضية الأوروبية التوقيع خلال الأسابيع المقبلة على اقتراح بالترخيص باستخدام فول الصويا الأميركي في إنتاج الوقود الحيوي، وهي خطوة من شأنها أن تعزز الصادرات الأمريكية إلى الاتحاد بشكل أكبر ، حسبما قالت المفوضية في بيان.
ويستورد الاتحاد الأوروبي نحو 14 مليون طن من فول الصويا سنويا لعلف الماشية وإنتاج الحليب. وكانت معظم وارداته تأتي قبل ذلك من البرازيل.
