الأفغان يتوقعون أن تكون سنة 2019 أكثر سوءا ودموية

كابول - يترقب الأفغان سنة أكثر دموية وسط تخوف من خفض عدد العسكريين الأميركيين وانتخابات رئاسية وشيكة يتوقع أن تؤجج أعمال العنف، بعد سنة شهدت أعمال عنف دامية أوقعت أكبر عدد من القتلى.
وخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خفض عدد الجنود المنتشرين في أفغانستان قبل توصّل المفاوضين إلى اتفاق سلام مع طالبان، قضت على آمال العديد من الأفغان في إنهاء نزاع مستمر منذ 17 عاما.
والأنباء التي لم يؤكدها البيت الأبيض بعد، تطوي صفحة عام مروّع في الدولة المنهكة بالحروب والتي تشير بعض التقديرات إلى أنها تخطت سوريا على قائمة أعنف مناطق النزاع.
وقال المواطنون الأفغان الذين يتكبدون العبء الأكبر في النزاع المستمر لوكالة فرانس برس إنهم يشعرون بيأس متزايد إزاء آفاق المستقبل في وقت تواجه حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية تعزيز الإجراءات الأمنية ويقومان بشن هجمات شبه يومية على مدنيين وقوات الأمن. وتوصلت دراسة أجرتها منظمة آسيا فاونديشن في ديسمبر إلى أن أكثر من 60 بالمئة من الأفغان يرون أن بلادهم تسير في الاتجاه الخاطئ دون تغيير عن السنة السابقة.
وتظهر العديد من المؤشرات الرئيسية أن الأمن الأفغاني عالق في دوامة، حيث سجل القتلى المدنيون رقما قياسيا في النصف الأول من العام، في وقت تقوم عناصر طالبان بقتل القوات الأفغانية بأعداد متزايدة.
وشهد هذا العام أيضا عددا من أعنف الهجمات الانتحارية منذ اندلاع النزاع عام 2001، منها تفجير سيارة إسعاف مفخخة في شارع مزدحم في كابول في يناير ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وجرح مئات آخرين. وتصاعدت أعمال العنف الدامية مع إعلان ترامب استراتيجية جديدة لأفغانستان في أغسطس 2017، تضمنت تعزيز قواته بالآلاف من الجنود على الأرض وإعطاء وحداته الجوية هامشا أكبر للتحرك ضد طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية.
ويشير أحد التقديرات إلى سقوط أكثر من 40 ألف قتيل في حوادث مرتبطة بالنزاع، ما يعادل تقريبا مجموع تلك الأرقام في سوريا واليمن، وفقا لبيانات قام بجمعها “مشروع جمع بيانات مناطق النزاع المسلح وأحداثه” ومقرّه في الولايات المتحدة.
وما فاقم الوضع تعرضها لجفاف هو الأسوأ في التاريخ الحديث أجبر أكثر من 250 ألف شخص على الفرار من منازلهم ليزيدوا الضغط على الوكالات الإنسانية التي تعمل فوق طاقتها لتوفير المواد الغذائية والملاجئ.
وأقامت الآلاف من العائلات النازحة خيما عشوائية على أطراف مدن، وقد وصل الأمر ببعض أفرادها إلى حد بيع وتزويج فتياتهم الصغيرات لتسديد ديون أو شراء مواد غذائية.
وقال توماس راتينغ المدير المشارك في شبكة محللي أفغانستان “كانت سنة سيئة جدا، الوضع لم يتحسن على الإطلاق”.