هل يتخذ عيسى قاسم من النجف منصة هجوم على البحرين

أوساط بحرينية تعبر عن تخوّفها من أن يتّخذ من عيسى قاسم منابر النجف الدينية منطلقا للهجوم مجدّدا على سياسات البحرين.
السبت 2018/12/29
حاضنة عراقية

النجف (العراق) - أثار ظهور رجل الدين البحريني عيسى قاسم في النجف إلى جانب المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني تساؤلات بشأن طبيعة زيارة قاسم هذه، وإن كانت لها أبعاد سياسية على اعتبار أن الرجل من كبار رموز المعارضة الشيعية في البحرين، وكان بصدد تنفيذ حكم قضائي صادر ضدّه قبل أن يُسمح له الصيف الماضي بأمر ملكي، ولدواع إنسانية، بالمغادرة إلى لندن للعلاج، نظرا لكون جنسيته البحرينية سبق أن سحبت منه بأمر قضائي.

وقام مكتب السيستاني، الجمعة، بتوزيع صورة على وسائل الإعلام توثّق استقبال المرجع الشيعي العراقي، صاحب الظهور الإعلامي النادر، لعيسى قاسم.

وفيما توقّعت مصادر عراقية أن يكون حلول قاسم بالنجف بغرض الإقامة الدائمة، عبّرت أوساط بحرينية، عن تخوّفها من أن يتّخذ من منابرها الدينية، منطلقا للهجوم مجدّدا على سياسات المملكة، وللتواصل مع إيران بهذا الشأن.

وعلّق وزير بحريني سابق على وجود قاسم بالنجف مذكّرا بأن العراق سبق له أن مثّل بالفعل حاضنة لعناصر مناوئة لمملكة البحرين، بل منطلقا لتهريب السلاح والعناصر المدرّبة في إيران أو على الأراضي العراقية من قبل الميليشيات الشيعية إلى الداخل البحريني لإثارة العنف والفوضى هناك.

ولم يتردّد الوزير السابق في تصريح لـ”العرب” في تحميل قاسم “مسؤولية المساهمة في محاولات التأسيس للطائفية في البحرين وجعلها أساسا لما يسمى معارضة سياسية بشكل هدّد وحدة وتعايش المجتمع”.

وتساءل “يا ترى ما الذي يخطط له عيسى قاسم في العراق حيث التأم شمله مع أتباعه من الإرهابيين الهاربين من القانون”، في إشارة إلى عدد من البحرينيين الملاحقين في قضايا إرهابية والمقيمين في العراق.

وقبل سفره للعلاج بلندن كان قاسم يقيم في قرية الدراز إحدى ضواحي العاصمة المنامة، منذ أن أمرت محكمة بحرينية بسحب جنسيته وحبسه سنة مع وقف التنفيذ إثر إدانته بتهم من بينها جمع أموال دون وجه قانوني.

وكثيرا ما يُتهم قادة سياسيون ورجال دين شيعة بحرينيون بتأسيس برنامج سياسي على أسس طائفية مهدّدة لوحدة المجتمع.

وشهدت المملكة بعد سنة 2011 اضطرابات متقطّعة فجّرتها المعارضة الشيعية بقيادة جمعية الوفاق التي وقع حلّها بحكم قضائي ومعاقبة زعيمها علي سلمان بالسجن تسع سنوات لتحريضه على الطائفية ودعوته لتغيير النظام بالقوة. ويعتبر عيسى قاسم مرشدا روحيا للجمعية المذكورة.

3