تجدد الاحتجاجات بتونس غداة انتحار شاب

تونس – اندلعت احتجاجات في مناطق تونسية إثر انتحار مصور صحافي حرقا في مدينة القصرين غرب البلاد، وتزامنت هذه الأحداث مع اقتراب إحياء الذكرى الثامنة لإسقاط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011.
وتوفي المصور الصحافي عبدالرزاق زرقي مساء الاثنين بعد أن أضرم النار في نفسه في اليوم ذاته احتجاجا على البطالة والأوضاع المتردية في ولاية القصرين.
وقال زرقي في شريط فيديو سجله بنفسه قبل وفاته “من أجل أبناء القصرين الذين لا يملكون مورد رزق (…) اليوم سأقوم بثورة، سأضرم النار في نفسي”.
وبدأت الاحتجاجات في أحياء وسط مدينة القصرين منذ ليلة الاثنين الثلاثاء وتواصلت بصفة متقطعة إلى ليلة الثلاثاء الأربعاء.
وتجددت الاشتباكات بين المحتجين والشرطة ليل الثلاثاء الأربعاء في عدد من أحياء المدينة. ورشق المحتجون بالحجارة قوات الأمن التي ردت باستعمال الغاز المسيل للدموع. ولم يردد المحتجون هتافات ولم يرفعوا شعارات محددة.
وقال وزير الداخلية هشام الفراتي في تصريحات للصحافيين الأربعاء إنه تم توقيف 13 شخصا في القصرين وإن “التحركات الليلية تسعى للمس من الممتلاكات العامة والخاصة واستهدفت الكاميرات الخاصة بوزارة الداخلية… وستتم متابعة كل مخرب”، مشيرا إلى إمكانية توظيف المحتجين.
والقصرين من بين المدن الأولى التي اندلعت فيها الاحتجاجات الاجتماعية أواخر 2010 وقتلت قوات الشرطة خلالها محتجين قبل أن تتسع رقعة التظاهرات في المناطق الداخلية المهمشة من قبل السلطة وتطيح بنظام الرئيس زين العابدين بن علي.
وتواترت الاحتجاجات في هذه المنطقة منذ 2010 ضد ما يصفونه بتهميش السلطة المركزية.
وقال مسعود الرمضاني، رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية “هناك قطيعة بين السياسيين والشباب الذي يعيش الفقر في المناطق الداخلية والذي يرى ضبابية مستقبله في غياب خطاب سياسي مطمئن”.
ويشتكي سكان المناطق الداخلية التونسية من “الاحتقار” الذي عانوا منه منذ عهد أول رئيس لتونس الحبيب بورقيبة (1956-1987) مرورا بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي (1987-2011) ووصولا إلى الحكومات التي تعاقبت على السلطة منذ 2011.