إيرادات ليبيا النفطية تقفز بنسبة 73 بالمئة

طرابلس - أظهرت بيانات حديثة أن إنتاج النفط في ليبيا ارتفع لأعلى مستوى له منذ أربع سنوات ليحقق قفزة في الإيرادات، في تحول اعتبره الخبراء مؤشرا على عودة نشاط القطاع رغم الصراعات المستمرة.

وصعد إجمالي إيرادات مبيعات الخام إضافة إلى الغاز والمكثفات بنحو 73 بالمئة في أكتوبر الماضي، على أساس شهري، وهي الأعلى منذ بداية 2018. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية في بيان أمس إن إجمالي العوائد “بلغت حوالي 2.87 مليار دولار، بزيادة قدرها نحو 1.2 مليار دولار بمقارنة سنوية”.

ويتضمن إجمالي الإيرادات النفطية الضرائب والرسوم المفروضة على الصادرات، والشركات العاملة في الإنتاج والنقل وإيرادات الغاز والمكثفات. وقدرت المؤسسة إجمالي العائدات المتوقّعة كامل 2018 بنحو 23.7 مليار دولار، بزيادة قدرها 73 بالمئة بمقارنة سنوية.

وأوضحت المؤسسة أن “الفضل في تحقيق هذه الإيرادات النفطية لشهر أكتوبر يعود إلى الارتفاع الملحوظ في عدد شحنات النفط الخام”. ويشكل هذا الصعود نقطة انطلاق للدولة الغارقة في المشاكل الأمنية والسياسية منذ حوالي سبع سنوات، ما أدى إلى أزمات اقتصادية انسحبت على حياة المواطنين.

ويشكك محللون في إمكانية تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي أعلنت عنها الحكومة بقيادة فايز السراج في سبتمبر الماضي، في ظل الانقسامات وتقاذف الاتهامات بشأن أسباب تسارع وتيرة تدهور الأوضاع رغم ارتفاع عوائد صادرات النفط.

إنتاج ليبيا بلغ 1.1 مليون برميل يوميا في أكتوبر مقابل 1.05 مليون برميل يوميا في سبتمبر

وتعتبر إيرادات الخام المصدر الرئيس للنقد الأجنبي للبلد العضو في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ومصدر أول للسيولة المالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا والتي تسيّر شؤون الدولة من طرابلس.

ولكن الزيادة في الإنتاج تمثل تحديا جديدا لأوبك والدول المنتجة خارجها قبل الاجتماع المرتقب الأربعاء المقبل في فيينا لمناقشة تمديد اتفاق خفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا بهدف تعزيز الأسعار العالمية.

واستعادت ليبيا نسق الصعود في إنتاج الخام، فوق حاجز مليون برميل يوميا، منذ الربع الثالث من العام الجاري من حقول آمال والفارغ وزلطن في المنطقة الشرقية وحقول الشرارة والفيل والوفاء في جنوب غرب طرابلس.

وبحسب بيانات منظمة أوبك، صعد إجمالي إنتاج ليبيا النفطي إلى حوالي 1.1 مليون برميل يوميا في أكتوبر الماضي مقابل نحو 1.05 مليون برميل يوميا في الشهر السابق له.

ورغم الاضطرابات التي تحاصر النشاط النفطي الليبي، إلا أن هناك مساع حثيثة لإعادة تشغيل معظم الحقول النفطية المتضررة.

وقال مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، نهاية الشهر الماضي، إن “إنتاج ليبيا من النفط صعد إلى 1.27 مليون برميل يوميا”.

وبلغت خسائر ليبيا جراء الانخفاض في إنتاج النفط خلال السنوات الأربع الماضية، نحو 50 مليار دولار، وفق تقديرات صندوق النقد الدولي.

وتراجع إنتاج البلاد لأقل من 300 ألف برميل في 2013، مع اشتداد التوترات الأمنية، قبل أن تبدأ رحلة صعود ثم استقرار خلال العام الجاري.

وتلقى الاقتصاد الليبي ضربات شديدة من تراجع صادرات النفط بحوالي 80 بالمئة عن مستويات ما قبل الثورة حين كانت تصل إلى 1.6 مليون برميل يوميا في عام 2010.