الصين تفتح آفاق إنتاج الفوسفات في الجزائر

الجزائر تحاول جذب استثمارات أجنبية لإنعاش اقتصادها المتعثر والذي عانى كثيرا في السنوات الأربع الأخيرة بسبب تراجع عوائد الطاقة المصدر الرئيسي للعملة الصعبة.
الثلاثاء 2018/11/27
محاولات للحاق بركب الجيران

تبسة (الجزائر)- وقّعت الجزائر والصين أمس على اتفاق شراكة لبناء مصنع للفوسفات في شرق البلاد، تقول السلطات الجزائرية إنه مشروع هو الأكبر من نوعه منذ عقد من الزمن.

وتحاول الجزائر جذب استثمارات أجنبية لإنعاش اقتصادها المتعثر والذي عانى كثيرا في السنوات الأربع الأخيرة بسبب تراجع عوائد الطاقة المصدر الرئيسي للعملة الصعبة، ما دفع الحكومة إلى فرض سياسة التقشف في الميزانية.

وأبرمت شركتا سوناطراك وأسميدال منال الجزائريتان على الاتفاق مع شركة سيتيك الصينية وشريكتها وانغفو الصينية لإنجاز المشروع البالغة تكلفته نحو 6 مليارات دولار لاستغلال وتحويل الفوسفات والغاز الطبيعي لمناجم منطقة بلاد الحدبة بولاية تبسة.

ونسبت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية لرئيس الوزراء أحمد أويحيى قوله على هامش توقيع الاتفاق إن “المشروع المندمج لتحويل الفوسفات هو أكبر وأهم مشروع صناعي تطلقه الجزائر منذ ما يقارب عشرية”.

أحمد أويحيى: المشروع يعد أكبر مشروع صناعي تطلقه الجزائر منذ ما يقارب عشرية
أحمد أويحيى: المشروع يعد أكبر مشروع صناعي تطلقه الجزائر منذ ما يقارب عشرية

وأضاف “ستسمح آثار المشروع بإحداث تغيير على منطقة شرق البلاد وستعزز الاقتصاد الوطني حيث سيوفر 3 آلاف فرصة عمل مباشرة، في حين أن الوحدات الصناعية في أربع ولايات ستوفر 14 ألف فرصة عمل”.

وأشار إلى أن المشروع الموزع بين منجم بلاد الحدبة بتبسة على ألفي هكتار ووادي الكبريت بسوق أهراس بنحو 1.4 ألف هكتار ومنطقة أرضية حجر السود في سكيكدة على 149 هكتارا وميناء عنابة على 42 هكتارا، سيبدأ الإنتاج بحلول عام بحلول 2022 وسيؤمن عائدات من العملة الصعبة تقارب ملياري دولار سنويا.

وليس للجزائر تقاليد في إنتاج الفوسفات ومن الواضح أنها تحاول اللحاق بنجاحات المغرب في هذا المضمار والاستفادة من تعثر جارتها تونس التي كانت في وقت ما الثانية عالميا في هذا المجال قبل أن يتراجع القطاع إلى مستوى غير مسبوق.

وتريد الدولة العضو في منظمة البلدلن المصدرة للبترول (أوبك) تعويض النقص في الاحتياطات النقدية التي كانت عند 194 مليار دولار في منتصف 2014، قبل أن تهبط بعد ذلك بسبب تراجع إيرادات النفط، لتفقد الدولة 106 مليارات دولار منذ ذلك التاريخ إلى اليوم.

وكان وزير الصناعة والمناجم الجزائري يوسف اليوسفي قد أشار في سبتمبر الماضي خلال مؤتمر صحافي عقب جلسة استماع في البرلمان إلى أن قيمة الاستثمارات ستكون بين منجم بلاد الحدبة بنحو 1.2 مليار دولار ووادي الكبريت في سوق أهراس بنحو 2.2 مليار دولار.

وأوضح اليوسفي حينها أن حوالي 2.5 مليار دولار ستذهب إلى أرضية حجر السود، فيما سيتم ضخ 200 مليون دولار في ميناء عنابة.

وتقدر حصة الشريك الصيني بنحو 49 بالمئة من المشروع، وسيتم بموجب ذلك تأسيس شركة مشتركة تضم الأطراف المستثمرة ومن المتوقع أن تظهر قبل نهاية العام الجاري.

وتريد الجزائر استغلال الفوسفات المستخرج من منجم بلاد الحدبة والذي تقدر طاقة إنتاجه بنحو نصف مليار طن لإنتاج الأسمدة والأمونياك والسيليسيوم وغيرها من المواد المستخدمة في الأنشطة الاقتصادية ولا سيما قطاع الزراعة.

ويتضمن المشروع عمليا استخراج كمية تقدر بنحو 6 ملايين طنا سنويا من الفوسفات ذي النوعية عالية الجودة من بلاد الحدبة وإنتاج 3 ملايين طن من حمض الفوسفوريك بواد الكبرين من منجم سكيكدة.

وإلى جانب ذلك سيتم إنجاز وحدة مرافقة لاستخراج الانبعاثات الضارة انطلاقا من وحدات إنتاج حمض الفوسفوريك وهو ما سيمكن من إنتاج 60 ألف طن من حمض الهيدروفلوريك ونحو 57 ألف طن من ثاني أكيد الكربون. كما يشمل هذا المجمع إنتاج حوالي 1.2 مليون طن سنويا من مادة الأمونياك و4 ملايين طن من الأسمدة سنويا.

10