لوحات شمسية تكافح الاغتصاب في مخيمات مقديشو

شباب صوماليون يدعمون مخيمات النازحين في ضواحي مقديشو، بــ"لوحات الطاقة الشمسية" التي تعتبر البديل الأمثل للكهرباء بالنسبة إلى هؤلاء النازحين نظرا لدخلهم المحدود.
الثلاثاء 2018/11/27
حلول آمنة للأسر الفقيرة

مقديشو- أطلق شباب صوماليون مبادرة لدعم مخيمات النازحين في ضواحي العاصمة مقديشو، بــ”لوحات الطاقة الشمسية” رخيصة الثمن، لتأمين أبسط حقوق النازحين. وتستهدف المبادرة توفير الطاقة الكهربائية، بما يساهم في التصدي لاعتداءات جنسية وجسدية يتعرض لها نازحون؛ بسبب الظلام في مخيمات تنقصها الكثير من الأساسيات. وتستعيد أسرة مريمة محمود، مشهدا فريدا بالنسبة لها، لحظة إضاءة “اللوحة الشمسية” في كوخها بمخيم شبيلي، بضواحي مقديشو.

وتقول مريمة، إن أسرتها أنهت مسيرة طويلة مع الظلام الدامس، بعد أن تمكنت من شراء لوحة شمسية تضيء كوخهم المصنوع من أغصان وبلاستيك. وتضيف مبتسمة، “كنا محرومين من الإضاءة ليلا.. كنا نهرع إلى ترتيب كل حاجياتنا قبل حلول الظلام، لكن الآن نؤجل بعض أعمالنا لنقوم بها ليلا ونحن نتجاذب أطراف الحديث”.

وتقتصر الكهرباء في مخيمات النازحين بضواحي مقديشو على المحال التجارية وأعمدة الإنارة في الشوارع الرئيسية، وذلك بسبب التوزيع العشوائي لأكواخ المخيمات.

ويقول خالد أحمد، مدير شركة “بلشو بلي” للطاقة الشمسية، إن فكرةالاستثمار في مخيمات النازحين ومنازل الأسر الفقيرة بأسعار زهيدة نابعة من مجموعة شباب صوماليين، لتوفير أبسط احتياجات النازحين.

مخيمات تنقصها الكثير من الأساسيات
مخيمات تنقصها الكثير من الأساسيات

ويشير أحمد إلى أن اللوحات الشمسية هي البديل الأمثل للكهرباء بالنسبة إلى هؤلاء النازحين؛ نظرا لدخلهم المحدود وإقامتهم في مناطق مؤقتة. وتوجد قرابة 100 ألف أسرة في مخيمات النازحين محرومة من التيار الكهربائي ليلا نهارا، بحسب إحصاءات رسمية، وهو ما يؤثر سلبا على حياتها العامة، فضلا عن تعليم أطفالها.

وتقول سعادة محمد إبراهيم، وهي أم لأربعة أولاد، بينما ترتب دفاتر أبنائها المدرسية، إن أبناء المخيمات يستفيدون من النهار فقط، ولا يحتسبون ساعات الليل. لكن بعد اقتنائها لوحة شمسية، بسعر مناسب تغير جدول منزلها، حيث يجد أبناؤها وقتا كافيا لمراجعة دروسهم ليلا، ويساعدون والدهم نهارا في أعمال منزلية وغيرها.

وتختلف اللوحات الشمسية، بما يتناسب مع القدرة الشرائية للنازحين. وهو ما يوفر حلا كذلك للأسر الفقيرة في مقديشو، إذ لا تتحمل تكاليف فاتورة الكهرباء المرتفعة. وتوفر شركة “بولشو بلي” للنازحين وغيرهم فرصا لشراء لوحات شمسية ودفع الثمن على طريقة التقسيط، بما يتناسب مع ذوي الدخل المحدود.

وتلقى “اللوحات الشمسية” إقبالا كبيرا في مقديشو، وفي المخيمات وبين الأسر الفقيرة في  العاصمة، ويقول مسؤولون في مخيمات النازحين إن حوادث الاعتداءات الجنسية والسطو المسلح، التي يتعرض لها سكان المخيمات ليلا، كان سببهما انعدام التيار الكهربائي.

ويوضحون أن فكرة اللوحات الشمسية تجدي نفعا في الحد من ظاهرة الاغتصاب والسطو والنهب، التي تطال محال المخيمات والأسر النازحة. وأكدت رئيسة مخيم شبيلي، زهرة أحمد، أن سكان المخيمات يواجهون تحديات تهدد حياتهم أحيانا، منها حوادث اغتصاب يرتكبها مجهولون يستغلون غياب الكهرباء وظلام المخيمات ليلا.

21