التصعيد بين موسكو وكييف على طاولة مجلس الأمن

نيويورك ـ دعا الاتحاد الأوروبي كل من روسيا وأوكرانيا إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" بعد أن أطلقت روسيا النار على ثلاث سفن تابعة للبحرية الأوكرانية كانت تحاول عبور مضيق كيرتش.
وقالت المتحدثة المعنية بالشؤون الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي، مايا كوسيانشيتش، في بيان مساء الأحد "نتوقع أن تعيد روسيا حرية العبور إلى مضيق كيرتش ونحث الجميع على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتهدئة الوضع على الفور".
ودعا من جهته حلف شمال الأطلسي (الناتو) أطراف التصعيد في بحر آزوف (روسيا وأوكرانيا) إلى التهدئة وضبط النفس.
وقالت المتحدثة باسم الناتو أوانا لونغيسكو في بيان، إن الحلف يراقب عن كثب تطورات الأوضاع في بحر آزوف.
ويبحث مجلس الأمن الدولي في اجتماع طارئ الاثنين التصعيد العسكري الذي حصل الأحد بين روسيا وأوكرانيا إثر احتجاز البحرية الروسية ثلاث سفن عسكرية أوكرانية في مضيق كيرتش، كما أفاد دبلوماسيون.
وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين لوكالة فرانس برس إنّ كلاًّ من روسيا وأوكرانيا طلبت عقد هذا الاجتماع وإنّ موسكو اقترحت أن يعقد في الساعة 11,00 (16,00 ت غ).
وأعرب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو عن "تنديده بهذا العمل العدواني الذي قامت به روسيا بهدف الدفع عمداً نحو تفاقم الوضع" في هذه المنطقة، مؤكدا أنه سيقترح على البرلمان إعلان الأحكام العرفية في البلاد بعد أن هاجم الجيش الروسي ثلاث سفن تابعة للبحرية الأوكرانية واحتجزها في البحر الأسود.
وقال بوروشينكو إن البرلمان قد يوافق الاثنين على إعلان الأحكام العرفية التي ستقيد الحريات المدنية وتمنح مؤسسات الدولة سلطات واسعة.
بالمقابل أكّدت موسكو أنّها احتجزت السفن الثلاث في إجراء أطلقت خلاله النار مما أسفر عن إصابة ثلاثة بحارة أوكرانيين بجروح، بينما قال الجيش الأوكراني إنّ عدد جرحاه هو ستّة وليس ثلاثة.
واتّهمت موسكو السفن الحربية الأوكرانية بالقيام بـ"أنشطة غير مشروعة في المياه الإقليمية الروسية".
ومضيق كيرتش هو الطريق البحري الوحيد بين البحر الأسود وبحر آزوف ويعتبر محوراً استراتيجياً ذا أهمية قصوى لكلّ من روسيا وأوكرانيا.
وكان جهاز الأمن الروسي قال في بيان الأحد إنّه "بغية إرغام السفن العسكرية الأوكرانية على التوقّف تم استخدام السلاح"، مؤكّداً أنّه "تم احتجاز سفن البحرية الأوكرانية الثلاث".
وأضاف بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية أنّ "ثلاثة عناصر من الطاقم الأوكراني أصيبوا بجروح تلقّوا رعاية طبية وحياتهم ليست في خطر".
وتابع البيان أنّ "السفن الأوكرانية - بيرديانسك ونيكوبول وياني كابو - اخترقت صباح الاثنين الحدود الروسية وحاولت مجدّداً في 25 نوفمبر في الساعة 19,00 (بتوقيت موسكو) القيام بأنشطة غير قانونية في المياه الإقليمية الروسية".
وبحسب جهاز الأمن الروسي فإن السفن الأوكرانية لم تستجب "للطلبات المشروعة" لسفن السلطات الروسية بالتوقّف و"قامت بمناورة خطرة".
ولفت الجهاز أيضاً إلى أنّه تم الشروع بملاحقات بحقّ السفن الثلاث لاختراقها الحدود الروسية.
وأصبح بحر آزوف، الواقع في الشمال الشرقي من شبه جزيرة القرم، ساحة جديدة في الصراع بين أوكرانيا وروسيا في الأشهر القليلة الماضية.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، رداً على الاطاحة بالرئيس الاوكراني الموالي لموسكو، وسط احتجاجات جماهيرية تدعو إلى توثيق العلاقات مع الغرب.
واندلع القتال في شرق أوكرانيا، حيث اتهم الغرب روسيا بدعم الانفصاليين الموالين لموسكو في المنطقة.
ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 10 آلاف شخص خلال الصراع، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.