"ارحل" جديدة في وجه زوكربيرغ

واشنطن - زاد مستثمرو فيسبوك من الضغوط على رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ للتخلي عن منصبه، بعد أن أوضح تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز أن الشبكة الاجتماعية استأجرت شركة استشارات سياسية وعلاقات عامة لتشويه نقادها، ودعا مستثمرو فيسبوك زوكربيرغ إلى الاستقالة من منصب رئيس مجلس الإدارة، الأمر الذي قد يزيد من صعوبة التحدي الهائل الذي يواجه نك كليغ الرئيس العالمي الجديد للسياسات والاتصالات في فيسبوك، والذي انضم إلى الشركة خلال الشهر الماضي وطلب منه إجراء مراجعة لاستخدام فيسبوك لشركات الضغط السياسي.
وهذه ليست المرة الأولى لتقديم اقتراح بإقالته. وأظهرت التحليلات أن 51 بالمئة من المستثمرين المستقلين دعموا ذلك الاقتراح في الاجتماع السنوي للمساهمين. وهناك الآن اقتراح جديد يقضي بتقسيم دور زوكربيرغ المزدوج، وسيخضع للتصويت عليه في اجتماع المساهمين المزمع انعقاده العام المقبل 2019. ومن الواضح أن هذا الاقتراح يكتسب تأييدا متزايدا بالفعل.
وأوضحت أن وجود رئيس مستقل للشركة سيخلق نوعا من “عدم اليقين والارتباك وعدم الكفاءة”. هذا على الرغم من أن تلك الآلية في الإدارة تعمل بسلاسة في الشركات التقنية الأخرى، وضمن ذلك أبل وتويتر ومايكروسوفت.
ودعا جوناس كرون نائب الرئيس ومدير دعم المساهمين في شركة “تريليوم” والتي تمتلك حصة كبيرة في فيسبوك قدرها 11 مليون دولار أميركي، زوكربيرغ إلى الاستقالة كرئيس مجلس إدارة في أعقاب التقرير، وقال “إنه يتصرف بفيسبوك بشكل متفرد وكأنها ملكية خاصة به، وهذا ليس صحيحا، إن فيسبوك شركة والشركات بحاجة إلى الفصل بين رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي”.
وتعرض زوكربيرغ وكليغ نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق، للضغط بسبب التقارير التي أفادت بقيام فيسبوك بالاستعانة بشركة علاقات عامة تسمى “ديفينيرز” للمساعدة في إصلاح سمعة الشبكة الاجتماعية بعد الانتقادات الشديدة التي واجهتها المنصة تبعا لطريقة تعاملها مع الفضائح المتكررة مثل التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية لعام 2016 وفضيحة كامبريدج أناليتيكا.
وتدعي التقارير أن شركة العلاقات العامة قد شجعت على تصوير منتقدي فيسبوك على أنهم معادون للسامية ونشرت مقالات إخبارية تنتقد منافسي فيسبوك، كما تم اتهام الشركة بمحاولة تشجيع الصحافيين على الإبلاغ عن ارتباط الجماعات المناهضة للفيسبوك برجل الأعمال الأميركي جورج سوروس.
وفي المقابل، نفى زوكربيرغ معرفته بأن شركته قد استأجرت ديفينيرز، وقال “بمجرد أن علمت بهذا الأمر، تحدثت مع فريقنا ولم نعد نعمل مع هذه الشركة”.
كما طلب من نك كليغ إجراء مراجعة لاستخدام فيسبوك لشركات الضغط السياسي، وبالرغم من ذلك، فقد قال جوناس كرون إن الكشف الجديد عن استخدام فيسبوك لهذه الشركة قد قدم أسبابا جديدة لزوكربيرغ للتخلي عن دوره المزدوج كرئيس مجلس إدارة ومدير تنفيذي.
وستسمح تنحية زوكربيرغ من منصبه في رئاسة الشركة له بإدراك إخفاقاته والاعتراف بها وإرضاء المساهمين الغاضبين ونقّاد فيسبوك، وفي الوقت نفسه، الحفاظ على سيطرته على الشركة التي وصلت قيمتها إلى 40 مليار دولار والتي أنشأها في غرفة نومه بجامعة هارفارد.
وقد يساعد تنحّيه أيضا على تحقيق الهدف النهائي، المتمثل في جعل عملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك مكانا أفضل وأكثر أمانا لمستخدميه البالغ عددهم ملياري مستخدم. وانخفضت أسهم فيسبوك بنسبة 3 بالمئة الجمعة، وهو أدنى مستوى منذ أبريل 2017.
ويحتل زوكربيرغ (34 عاما) الذي كان ثالث أغنى شخص في العالم، المرتبة السادسة على مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات.
وانخفضت ثروة زوكربيرغ، التي وصلت الآن إلى 55.3 مليار دولار أكثر من 31 مليار دولار في يوليو الماضي.