إيطاليا لا تريد تنظيم مؤتمر بشأن ليبيا دون حفتر

جوزيبي كونتي يصل بنغازي قبل ساعات من مؤتمر باليرمو لإقناع خليفة حفتر بالحضور.
الاثنين 2018/11/12
هل تنجح روما في جمعهم

القاهرة - تحاول روما إنقاذ مؤتمر باليرمو بشأن الأزمة الليبية والمقرر انعقاده يومي، الاثنين والثلاثاء، في صقلية بشتى الطرق، وقد التقى جوزيبي كونتي رئيس وزراء إيطاليا في بنغازي، الأحد، المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي.

وكشفت مصادر مطلعة لـ“العرب” أن ذهاب كونتي إلى حفتر في مقر إقامته، وفي هذا التوقيت، جاء لإقناعه بعدم التخلف عن المؤتمر، ومحاولة منع انهياره قبل انعقاده، لأن غيابه سيمثل ضربة قوية للجهود الإيطالية الساعية للخروج بحزمة قرارات مؤثرة تساهم في تسوية الأزمة الليبية.

وقالت المصادر، إن كونتي ذهب لإقناع حفتر وثنيه عن رغبة راودته في عدم الحضور، اعتراضا على الخطوات التي اتخذها غريمه، فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي مؤخرا، وأبرزها زيارة إسطنبول، الجمعة، ولقاؤه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في إشارة تنطوي على انحياز لجماعة الإخوان في ليبيا، التي تدعمها أنقرة، ويقيم عدد كبير من رموزها في إسطنبول، ويتلقون دعما ماديا وسياسيا من أردوغان.

واستقبل السراج وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في طرابلس، الاثنين الماضي، على رأس وفد حزبي وعسكري عالي المستوى، ناقش التعاون بين السراج وأنقرة، ومحاولة تطويره وتوسيع نطاقه، وطلب قيام تركيا بدور عسكري أكبر على الساحة الليبية، في إشارة تنطوي على تحد لقوة المشير حفتر.

وأكدت المصادر لـ“العرب” أن حفتر تساءل كيف يلتقي في باليرمو السراج وهو يتسلح بدعم تركيا له، وميوله الظاهرة في الاستئثار بالسلطة لأطول فترة ممكنة، كما أن انحيازه للميليشيات المسلحة وجماعة الإخوان وعناصر من النظام القديم، كلها علامات تحمل دلالات على وضع عراقيل أمام مخرجات المؤتمر.

خليفة حفتر يرفض حضور مؤتمر باليرمو اعتراضا على الخطوات التي اتخذها فايز السراج بزيارة إسطنبول ولقاء أردوغان

ونجحت بعض الجهود العربية في إلغاء حضور عدد كبير من رموز المجتمع المدني، وإلغاء عملية دمجها ضمن جدول أعمال المؤتمر الرسمي، ثم إلغاء فكرة عقدها لقاء مقترح، قبل يوم من انعقاد المؤتمر وعلى هامشه، وهو ما يمثل ضربة قوية لجهود تركيا وقطر، حيث راهنتا على حضور عدد من الرموز الإسلامية في صفوف المجتمع المدني.

وتشير استجابة روما لهذا الطلب إلى قراءتها الجيدة للواقع، ورغبتها في خروج مؤتمرها بصورة جيدة، والابتعاد عن الأجندات الخفية.

ولم يجد جوزيبي كونتي وسيلة سوى الذهاب إلى حفتر في شرق ليبيا، وتقديم ضمانات سياسية بمراعاة جميع هواجسه السابقة، ووعد بأن يكون البيان الختامي منصفا وغير منحاز للسراج.

وقالت مصادر قريبة من أجواء مؤتمر باليرمو لـ“العرب”، إن البيان الختامي سيراعي مصالح الشعب الليبي، ولن ينساق وراء رغبات السراج، وإن حفتر قوة وازنة من الصعوبة تجاهلها في الوقت الراهن.

وأضافت أن مسألة الترتيبات الأمنية في طرابلس ستكون من نصيب قوات نظامية، لا دخل للميليشيات بها، وسيتم التركيز على ضرورة توحيد الجيش، واستمرارها في مسارها الحالي، أي في عهدة القاهرة، التي حققت تقدما كبيرا في هذا المسار. ويملك حفتر قوة عسكرية تصل إلى نحو مئة ألف ضابط وجندي في شرق وجنوب ليبيا، وحرص على تنويع علاقاته السياسية، واكتسب دعما من فرنسا وإيطاليا على حد سواء.

وجاءت زيارة حفتر لموسكو الأسبوع الماضي، لتقلب بعض الحسابات، لأنها حملت رسالة تؤكد أن قدرته العسكرية قابلة للتطوير، وأصبحت ترافقها قوة سياسية لا يستهان بها، ما يجعل دوائر كثيرة تتعامل معه باعتباره الرجل الأقوى في ليبيا حاليا.

Thumbnail

وألمحت المصادر لـ“العرب”، إلى أن حفتر قد يحضر مؤتمر باليرمو، لكنه سيحاول تجنب التفاعل كثيرا مع المؤتمر، وربما يذهب، احتراما لزيارة رئيس وزراء إيطاليا، ويمتنع عن لقاء السراج على طاولة واحدة.

وأشارت إلى أن حفتر بات يفكر جديا في اتخاذ خطوة كبيرة، تقلب الطاولة على السراج وتنهي العبث الراهن، وتعيق الترتيبات التي يتبناها مع غسان سلامة، لأنها معيبة في جوهرها، وتؤدي إلى انتكاسة جديدة لتسوية الأزمة.

كما أن سيناريو إجراء انتخابات في أوائل العام المقبل، حسب رغبة سلامة التي أعلنها في إفادته أمام مجلس الأمن، الخميس، يرمي إلى الحفاظ على السراج، ويعزز مكانة الكتائب المسلحة وجماعة الإخوان، ما يضاعف من صعوبة اقتلاعهما في المستقبل.

ولم تستبعد المصادر أن يكون حفتر قد بدأ يفكر جديا في القيام بخطوة اقتحام طرابلس من خلال قواته مباشرة، أو قوات عسكرية موالية له في غرب ليبيا، لكنه ينتظر التوقيت الملائم، واتخاذ الترتيبات اللازمة لتأييد الخطوة من قوى إقليمية ودولية مؤثرة.

4