السيول تفضح واقع البنية التحتية في عدد من الدول العربية

عمان - يشهد عدد من الدول العربية على غرار الأردن والسعودية والبحرين والكويت تقلبات جوية، مصحوبة بأمطار غزيرة أدت إلى تشكل سيول جارفة في عدد من المدن والمناطق، تسببت في وفاة وإصابة وفقدان العشرات، فضلا عن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.
وسجل الأردن أكبر حصيلة من الخسائر منذ الجمعة حيث توفي نحو 12 شخصا وأصيب 9 أشخاص، فيما يجري البحث عن طفلة مفقودة.
وأثارت الخسائر البشرية والأضرار المادية جراء السيول المستمرة احتقان الشارع الأردني الذي اتهم الحكومات المتعاقبة بالتقصير عبر التركيز على العاصمة عمّان وإهمال باقي المحافظات وخصوصا المحافظات الجنوبية.
وأقر رئيس الوزراء عمر الرزاز، في مداخلة له في البرلمان، صباح الأحد بوجود مشاكل في البنية التحتية والخدمات التي ستكون لها أولوية في موازنة عام 2019، خصوصا في المناطق التي تعرضت للسيول.
وأشار الرزاز إلى أن الحكومة تعاملت مع الحالة الجوية عبر مركز الأزمات وبالتنسيق مع مختلف أجهزة الدولة المدنية والعسكرية. وأكد على أن ما تعرض له الأردن نتيجة الظروف الجوية يحدث في كل الدول وتنتج عنه خسائر، مشيرا إلى أن الحكومة تعاملت بكل طاقتها مع هذه الظروف.
وكان النواب قد طالبوا الحكومة بالقيام “بثورة بيضاء”، في البنى التحتية، تلافيا لأي حوادث جديدة جراء الأمطار.
وشهد الأردن قبل أيام حادثة أخرى في البحر الميت بعدما لقي 21 شخصا معظمهم من الطلاب حتفهم، فضلا عن عشرات الإصابات، بعد أن داهمتهم سيول الأمطار، الأمر الذي دفع وزيري السياحة والتعليم إلى الاستقالة، تحت الضغوط الشعبية والنيابية.
ويرى مراقبون أن تحميل حكومة الرزاز المسؤولية عن الخسائر الناتجة عن التقلبات الجوية ينطوي على الكثير من المبالغة لجهة أن الحكومات السابقة هي من تتحمل المسؤولية الأكبر عن هذه الخسائر، حيث أنها لطالما تعاطت مع هذا الملف بطريقة غير جدية، رغم الخسائر التي تتكبدها المملكة سنويا جراء التقلبات المناخية.
وطالت التقلبات الجوية إلى جانب الأردن دولا أخرى مثل السعودية والبحرين والكويت، وأعلن متحدث سعودي الأحد عن قرار إخلاء قرى شمالي المملكة، جرى إيواء سكانها نتيجة الطقس السيء بالبلاد.
وقال المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني بمنطقة الجوف (شمال غرب)، النقيب عبدالرحمن الضويحي إنه تم إخلاء 3 قرى شمالي البلاد وإيواؤهم نتيجة نزول كميات كبيرة من الأمطار.
وأشار الضويحي إلى أن فرق الدفاع المدني أنقذت 41 محتجزا بإحدى هذه القرى دون إصابات. وأوضح أنه “تم إخلاء وإيواء 140 أسرة مكونة من 1028 شخصا تضررت منازلهم من مياه الأمطار إلى أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة”.
وحذر المتحدث السعودي من مخاطر السيول والأمطار، مشددا على ضرورة تعاون المواطنين والمقيمين واتباع تحذيرات الدفاع المدني وعدم المجازفة أثناء هطول الأمطار وجريان السيول.
وفي وقت سابق صباح الأحد، حثت البحرين مواطنيها على عدم الخروج من منازلهم، إلا في حالة الضرورة القصوى نظرا إلى ما تتعرض له البلاد من أمطار غزيرة وانعدام في حالة الرؤية بالشوارع، وفق بيان للداخلية نشرته وكالة الأنباء البحرينية.
ووجهت الداخلية تعليمات للمواطنين بشأن التعامل مع الطقس غير المستقر بينها كيفية التعامل مع السيول الغزيرة حال احتمالية وصولها إلى داخل المنزل. وقبل أيام نقلت الوكالة أن حالة الطقس غير المستقر ستبلغ ذورتها الأحد والإثنين.
وكان شخص في الكويت لقي حتفه السبت بعدما جرفته السيول الناجمة عن سقوط أمطار غزيرة تسبّبت بأضرار في الطرق والجسور والمنازل، وأدت إلى إعلان حالة الطوارئ في عدد من الوزارات والشركات.
وجرفت السيول عشرات السيارات في عدد من مناطق الكويت، خصوصا المناطق السكنية الجديدة، وتسبّبت بغرق العديد من الجسور.
ودفع سوء الأحوال الجوية وزارة النفط والكهرباء ومختلف الشركات النفطية الى إعلان حالة الطوارئ، فيما بادرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى فتح صالات حفلات الزفاف لإيواء المتضررين.
وطالب عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بإقالة الحكومة متهمين إياها بالتقصير في معالجة الخلل الحاصل في البنى التحتية.
وكان وزیر الأشغال العامة وزیر الدولة لشؤون البلدیة الكویتي حسام الرومي، قد تقدم باستقالته إثر الأضرار التي لحقت بالمواطنین جراء الأحداث الأخيرة.
وعادة ما يشهد هذا التوقيت من السنة تقلبات جوية في منطقة الخليج والشرق الأوسط بيد أن هذه الأيام كانت أكثر حدة، الأمر الذي ربطه مختصون بالتغير المناخي.