عمران خان يبحث عن دعم صيني بعد حزمة إنقاذ سعودية

بكين - أكّدت الصين أنها ستواصل دعمها لمشروع الممرّ الاقتصادي الصيني-الباكستاني الرامي إلى تطوير البنية التحتيّة في باكستان، وذلك إثر استقبال رئيس وزرائها لي كيكيانغ لنظيره الباكستاني عمران خان الذي بدأ الجمعة زيارة لبكين تستمر سبعة أيام، في مسعى للحصول على مساعدات واستثمارات من ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، بعد حزمة إنقاذ سعودية بقيمة ستة مليارات دولار.
ويأتي الموقف الصيني بعد أن سادت مخاوف من أن تدفع الأزمة المالية التي تعاني منها إسلام آباد بكين إلى تقليص مشاريعها في البلاد حيث تساهم في بناء الممرّ الاقتصادي الصيني-الباكستاني، وهو مشروع يهدف إلى تعزيز الروابط في مجالي الطاقة والمواصلات بين منطقة شينغيانغ في غرب الصين وبحر العرب عبر باكستان.
وتُعدّ الصين مستثمراً رئيسياً في باكستان حيث يعمل البلدان على تنفيذ المشروع الذي تناهز قيمته 50 مليار دولار وتموّله بكين جزئياً، ويدخل في إطار مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقها الرئيس الصيني شي جينبينغ كبرنامج دولي طموح مرتبط بالتجارة والبنى التحتيّة.
ولقيت المبادرة ترحيبا دوليا وانتقادات على السواء. وفي حين اعتبر البعض أنها تسدّ نقصا حادّا في التمويل في العالم النامي، اعتبر آخرون أن القروض الصينية قد يكون الهدف منها إغراق الدول التي تتلقاها بالديون.
وتعرّضت مشاريع “الحزام والطريق” لانتقادات حادة في باكستان بسبب غموض شروط الإقراض، وقد اعتبر البعض أن سخاء بكين قد يفاقم الأزمة المالية التي تعاني منها إسلام آباد.
ولم يقدّم المسؤولون سوى قائمة عامة بالاتفاقات الموقّعة، والتي بدت سياسية أكثر منها اقتصادية.
ويأتي اجتماع خان ولي السبت، غداة لقاء عقده رئيس وزراء باكستان مع الرئيس الصيني شرح خلاله بطل الكريكيت السابق المشاكل المالية التي تعاني منها بلاده وقال إن الاقتصاد الباكستاني “في أدنى مستوياته”.
ومنذ وصوله إلى السلطة أغسطس، سعى خان للحصول على قروض من دول “صديقة” على غرار السعودية وتعهّد أيضاً باسترجاع الأموال المسروقة من قبل مسؤولين فاسدين بينما طبّق إجراءات تقشّف لجمع الأموال.
وأعلنت إسلام آباد الثلاثاء الماضي، أن السعودية وافقت على منحها دعما ماليا بالعملة الصعبة، وقرضا إضافيا يصل إلى نحو 3 مليارات دولار في شكل مدفوعات مؤجلة لثلاث سنوات في مقابل واردات نفطية من أجل تفادي أزمة محتملة في ميزان المعاملات الجارية.
وارتفع مؤشر البورصة الباكستانية 3.3 بالمئة الأربعاء بعد أشهر من التراجع المطرد، في أعقاب إعلان موافقة الرياض على وضع وديعة بقيمة ثلاثة مليارات دولار لمدة عام في البنك المركزي الباكستاني لإبقاء احتياطي النقد الأجنبي المتراجع عند مستويات آمنة.
ويعاني الاقتصاد الباكستاني من عجز مزدوج نظرا إلى وصول الفارق بين الصادرات والواردات وبين الإنفاق والموارد إلى مستويات خطيرة.