استمرار الألم رغم الراحة يستوجب استشارة الطبيب

التمارين الرياضية الخالية من الألم تعتبر خطوة هامة في العلاج، و30 دقيقة من الركض تخفض الالتهاب في مفاصل الركبة.
الأحد 2018/11/04
ألم الركبة يرجع إلى الإجهاد الشديد أو التحميل الخاطئ

هامبورغ (ألمانيا) – في بعض الأحيان يشعر الرياضي بألم في الركبة بعد التدريب بقوة، فمتى يستلزم هذا الألم استشارة الطبيب؟

للإجابة على هذا السؤال قالت طبيبة العظام الألمانية كارولين فيركمايستر، إن ألم الركبة بعد التدريب بقوة غالبا ما يرجع إلى الإجهاد الشديد أو التحميل الخاطئ، مشيرة إلى أنه يمكن في البداية مواجهة الألم من خلال تبريد مفصل الركبة بواسطة كمادات الحليب المخثر، مع مراعاة عدم التدريب بشكل مكثف في المرة التالية.

وأضافت فيركمايستر أن ألم الركبة يستلزم استشارة الطبيب في حال ملاحظة بعض العلامات التحذيرية مثل تورم الركبة بشكل واضح وعدم زوال الألم رغم الراحة وكمادات التبريد.

كما أن الآلام، التي تهاجم مفصل الركبة بشكل متكرر ودون سبب واضح، تستدعي استشارة الطبيب دائما.

وتعتبر العضلات الرباعية الرؤوس (عضلات الفخذ الأمامية) المواقع الرئيسية لامتصاص أي صدمات يتعرض لها مفصل الركبة. وإن لم تكن تلك العضلات قوية بما فيه الكفاية لمجابهة الجهد الذي يقوم به الإنسان، فإن الركبة ستتعرض للألم.

ويمكن أن يظهر ذلك عند حدوث الإجهاد لمرة واحدة، مثل لعب عدة جولات من التمارين الرياضية بعد انقطاع عن ممارستها، أو حدوث إجهاد مزمن، مثل الوقوف لفترات طويلة بالمطبخ مع زيادة الوزن، مما يشكل إجهادا وعبئا زائدا على الركبة.

وتجدر الإشارة إلى أن التمارين الرياضية الخالية من الألم تعتبر خطوة هامة في العلاج. فالعلاج بالتمارين التي تكون تحت إشراف المختصين- بالمقارنة مع الخلود البسيط إلى الراحة والامتناع عن ممارسة الأنشطة التي تؤدي إلى حدوث الألم- قاد إلى خفض شدة الألم وإلى تحسين الوظائف فورا.

وخلال فترة النقاهة، يوصي أخصائيو العلاج الطبيعي بضرورة الامتناع عن أي نشاط مسبب للألم؛ فإن كان المتدرب يركض، فعليه تجنب الركض لمسافات أقصر أو يجب عليه البحث عن تمارين آيروبيك بديلة مع الحرص على تجنب الرياضات الشاقة وتجنب الجلوس جلسة القرفصاء والانحناء وارتداء الكعب العالي، والنزول على السلالم وتجنب الجلوس مع ثني الركبة إلا لفترات قصيرة، فإبقاء الرجل ممدودة أو منثنية قليلا يقلل من الضغط على الركبة.

وفي دراسة سابقة نشرت في المجلة الأوروبية لعلم وظائف الأعضاء التطبيقية، وجد باحثون في جامعة بريغهام أن 30 دقيقة من الركض فعلا خفضت الالتهاب في مفاصل الركبة.

وتم جلب 15 من العدائين الأصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و35 إلى المختبر حيث أخذت عينات من الدم وسائل من الركبة قبل وبعد الركض لمدة 30 دقيقة على جهاز المشي، كما تم تقييم نفس العينات عندما كانوا مستقرين.

وتوقع الباحثون أن يجدوا زيادة في الجزيئات التي تحفز الالتهاب في سائل الركبة لدى الأشخاص بعد الركض، لكنهم بدلا من ذلك، وجدوا أن العلامات المؤدية للالتهابات انخفضت في الواقع بعد 30 دقيقة.

وأوضح مؤلف الدراسة أن البيانات تؤكد أن رياضة الركض مفيدة جدا للمفاصل.

المهم في هذه التمارين هو التركيز على تقوية متانة ومرونة الأنسجة المحيطة بالركبة، وعلى وجه الخصوص العضلات الرباعية الرؤوس التي ترتبط مباشرة بحركة الركبة، لأنها تكون ضعيفة في الغالب. كما يفضل الاهتمام كثيرا بتمارين الاستطالة للعضلات الرباعية الرؤوس وأوتار باطن الركبة وعضلات الورك والأرداف.

18