ثناء شعبي على صرامة عمران خان في مواجهة الإسلاميين

إسلام آباد - أشاد العديد من الباكستانيين الخميس، بصرامة رئيس الوزراء عمران خان في مواجهة الإسلاميين المعارضين لتبرئة المسيحية آسيا بيبي من عقوبة الإعدام على خلفية اتهامها بالتجديف، فيما تتواصل التظاهرات في مناطق عديدة في البلاد.
وانتقد خان بشدة في خطاب نُقل عبر محطات التلفزة، المتشددين الذين نزلوا بالآلاف للتنديد بالحكم، مهددين بموت القضاة الذين أصدروه وداعين الجيش إلى التمرد.
ودعا الباكستانيين إلى احترام الحكم وحذّر المتظاهرين من أن الدولة “لن تتسامح إزاء التخريب” و”ستتحمل مسؤولياتها” إذا لزم الأمر.
ورحّب عدد كبير من الباكستانيين بلهجة خان الصارمة مشيرين إلى أنها نادراً ما تستخدم في البلاد، فالتجديف مسألة حساسة جدا في باكستان حيث يمكن أن تتسبب اتهامات غير مثبتة بإهانة الإسلام بأعمال عنف حتى الموت.
وقال الكاتب خرام حسين في صحيفة “داون” الباكستانية التي تصدر باللغة الإنكليزية، الخميس أن رئيس الحكومة اعتمد “خطاً متشدداً ولا لبس فيه ضد التعصّب الديني والكراهية، لم نشهد له مثيلاً منذ قرابة عقدين”.
وحتى الآن أبدى قادة باكستانيون مختلفون مرونة أكثر مع الإسلاميين الذين وصفهم حسين بأنهم “قوى صغيرة لكن منظمة جداً، هي قوى كراهية تعشش في جهازنا السياسي”.
وحتى قبل فترة قصيرة، تعرّض خان لانتقادات لدعمه المطلق لقانون التجديف، خصوصاً أثناء حملته الانتخابية في يوليو.
وكان حكم الإعدام صدر على آسيا بيبي، وهي أم لأربعة أبناء، عام 2010 لتصبح أول امرأة يُحكم عليها بالإعدام بموجب قوانين التجديف الصارمة في باكستان التي يقول منتقدون إنها قاسية للغاية وكثيرا ما يساء استخدامها.
وأدينت بيبي بسبب تعليقات مزعومة بها ازدراء للإسلام بعد أن اعترض جيرانها على شربها الماء في أكوابهم لأنها ليست مسلمة، فيما تنفي الأخيرة تهمة التجديف.
وأغضبت قضيتها المسيحيين في أنحاء العالم وكانت مثار انقسام داخل باكستان حيث اغتيل سياسيان حاولا مساعدتها.
ولا شيء كان يوحي الخميس بأن السلطات تنوي تفريق آلاف المتظاهرين الذين يواصلون إغلاق تقاطعات طرق عديدة في لاهور وإسلام آباد وكراتشي.
ويقول معظم هؤلاء المتظاهرين إنهم ينتمون إلى “حركة لبيك يا رسول الله الباكستانية” الراديكالية المعروفة بخطها المتشدد بشكل خاص في موضوع التجديف، حيث تمكنت الحركة التي تأسست في العام 2015، من إرغام وزير العدل على الاستقالة بعد اعتصام نوفمبر 2017.
وبعد أن تحوّلت الحركة إلى حزب، حصدت 2.23 مليون صوت في الانتخابات التشريعية في يوليو، حتى ولو أن مرشحيها لم يُنتخبوا نواباً.
وتُقام هذه التظاهرات في حين يستعدّ خان للقيام بزيارة تستمرّ أربعة أيام إلى الصين، حيث من المفترض أن يفاوض للحصول على مساعدة مالية كبيرة لباكستان.