جايير بولسونارو: يميني متطرف معجب بالحكم العسكري رئيسا للبرازيل

بولسونارو سيتولى الرئاسة لأربع سنوات خلفا للمحافظ ميشال تامر الذي تنتهي ولايته بتدن تاريخي لشعبيته.
الثلاثاء 2018/10/30
الشعبويون ينهون 3 عقود من سيطرة اليسار

برازيليا - دفع انتخاب أول رئيس يميني متطرف بعد أكثر من ثلاثين عاما على آخر نظام دكتاتوري، البرازيل إلى المجهول وكشف الشروخ التي يعانيها هذا البلد العملاق في أميركا اللاتينية.

وحصل جايير بولسونارو الذي سيتولى مهامه في الأول من يناير 2019، الأحد على تفويض واضح من الناخبين في الاقتراع الذي حصد فيه أكثر من 55 بالمئة من الأصوات، متقدما على خصمه اليساري فرناندو حداد (45 بالمئة من الأصوات)، على إثر حملة قسمت البلاد إلى نصفين.

والرائد السابق في الجيش الذي أكد بعد إعلان فوزه الأحد أنه يريد عند توليه مهامه في قصر بلانالتو في برازيليا “بناء برازيل عظيمة لنا جميعا”، سيكون عليه بذل جهود شاقة بعد حملة سعى خلالها بجد إلى إعادة تجميع بلد انقسم بعمق.

وسيتولى بولسونارو الرئاسة لأربع سنوات خلفا للمحافظ ميشال تامر الذي تنتهي ولايته بتدن تاريخي لشعبيته.

ويفترض أن يتوجه بولسونارو الثلاثاء، إلى برازيليا ليتحادث مع تامر وكذلك مع رئيس المحكمة العليا دياس توفولي ورئيس أركان الجيش الجنرال ادواردو فياس بواس.

وهذا النائب الذي لم يقدم سوى قانونين خلال 27 عاما أمضاها في البرلمان وعرف بخطبه النارية، سيتولى رئاسة بلد يضم 208 ملايين نسمة دون أن يملك أي تجربة في السلطة، على غرار وزراء حكومته المقبلة.

وتزداد فئات البرازيليين القلقين من المستقبل بعد تصريحاته العدائية خلال حملته والتي قال فيها إنه يريد أن يحكم “من أجل الأغلبية لا من أجل الأقلية” وعنى بذلك السود والنساء والمثليين وكذلك ناشطي اليسار والهنود وأعضاء حركة الفلاحين بلا أرض ومنظمات غير حكومية والمدافعين عن البيئة والصحافيين.

ويعتقد الأكثر تفاؤلا أن هذا المعجب بالحكم الدكتاتوري العسكري (1964-1985) سيتخلى عن خطابه القاسي خلال الحملة بعد توليه مهامه، لكن آخرين يتوقعون أن يحكم على أسس عقائدية أكثر منها براغماتية، ما يجعل البرازيل تعيش تحولا هائلا.

وقال لياندرو غابياتي مدير المكتب الاستشاري “دومينيوم” في برازيليا “ما زالت هناك مخاطر، من الواضح من سوابقه وتصريحاته المثيرة للجدل أنه أثار الاهتمام”، مضيفا “لكن يجب ألا يغيب عن بالنا أن البرازيل واحدة من أمتن الديمقراطيات في أميركا اللاتينية”.

والقيادة التي ستتولى حكم ثامن اقتصاد في العالم مجهولة أيضا بوجود رئيس يعترف بعجزه الكامل في المجال. وانتخاب بولسونارو لقي ترحيبا من قبل قادة آخرين لليمين القومي في العالم.

وصرح ماتيو سالفيني زعيم اليمين المتطرف في إيطاليا بأن “المواطنين في البرازيل أيضا طردوا اليسار! أداء جيد للرئيس بولسونارو والصداقة بين شعبينا وحكومتينا ستكون أقوى”.

وتمنت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان “حظا موفقا” لبولسونارو الذي قالت إن عليه “تحسين الوضع الاقتصادي والأمني والديمقراطي السيء في البرازيل”.

ورأت أن “البرازيليين عاقبوا للتو الفساد المستشري والإجرام المخيف اللذين ازدهرا في عهد حكومات اليسار المتطرف”.

5