إيران تلغي مهرجان الصحافة الوطني بعد تخليها عن إنقاذ القطاع

طهران - أعلن عباس صالحي، وزير الثقافة الإيراني، إلغاء انعقاد مهرجان الصحافة في طهران هذا العام، بسبب الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تعاني منها جميع الصحف المحلية ووسائل الإعلام الأخرى.
وقال صالحي للصحافيين، عقب اجتماع لمجلس الوزراء، إنه “بناء على طلب بعض وسائل الإعلام، لن يُعقد مهرجان الصحافة في طهران لهذا العام؛ لأسباب عدة أبرزها الأزمة الاقتصادية والمشاكل المالية التي تعاني منها جميع الصحف المحلية”. بحسب ما ذكرت وكالة أنباء “إيسنا” الحكومية.
وينظم المهرجان السنوي للصحافة ووسائل الإعلام الإيرانية، في 28 من أكتوبر من كل عام، ويشهد مشاركة واسعة من كبار الصحافيين والكتّاب ويحضره العديد من السياسيين الكبار في البلاد.
وأضاف صالحي “من المرجح أن يقام مهرجان الصحافة على مستوى المحافظات والمناطق، وليس هناك مهرجان وطني واسع يقام في طهران كما هو كل عام”.
وتابع أن “مقترح إقامة مهرجان الصحافة بحسب المحافظات والمقاطعات تقدمت به بعض وكالات الأنباء والصحف المحلية مع تحملها الجزء الأكبر من تكاليف المهرجان؛ لأن الظروف الاقتصادية الخاصة التي تواجهها تدفع لإلغاء المهرجان الوطني”.
وعادة ما يفتتح الرئيس الإيراني ومسؤولون في حكومته أعمال مهرجان الصحافة، الذي يستمر ثمانية أيام.
وتواجه الصحف الإيرانية أزمة شديدة بسبب ارتفاع أسعار الورق وعدم توفر العُملة الأجنبية اللازمة لشرائه، ما جعل الكثير منها تتخذ خيارات صعبة تتمثل بالإغلاق، أو الاكتفاء بالنسخة الرقمية على الإنترنت، ما يجعل الحديث عن مهرجان الصحافة غير منطقي في ظل الظروف الحالية التي أبدت فيها الدولة تخليها عن الصحف في أزمتها، والاكتفاء بالرقابة المشددة على ما تبثه وسائل الإعلام وما يقوله الصحافيون في مقالاتهم أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأطلق محمد تقي روغني، رئيس مجلس الصحافة الإيرانية، مؤخرا تحذيرا من أن بعض الصحف في البلاد تواجه “أزمة شديدة” في توفير الورق تهدّد بإغلاق بعضها، أو تحوّلها إلى الفضاء الإلكتروني، أو تقليل عدد صفحاتها المطبوعة.
من المرجح أن يقام مهرجان الصحافة على مستوى المحافظات، لكن ليس هناك مهرجان واسع يقام في طهران
وقال روغني في حديث لوكالة أنباء “مهر” الحكوميّة، إنه “وجَّه كتابا إلى رؤساء تحرير الصحف الورقية في البلاد، طالب فيه بضرورة تقليل عدد الصفحات المطبوعة بسبب أزمة ارتفاع تكلفة إصدار الصحف الورقية”، لافتا إلى أن “الزيادة الحادّة في أسعار الورق والانخفاض الكبير في الإعلانات، من المشاكل الرئيسية التي تواجه الصحافة الإيرانية”.
وأضاف أنه “على الصحف الإيرانية -من أجل التغلّب على هذا الوضع- استبدال النسخة المطبوعة بنسخ إلكترونية وفق نظام الاشتراكات المالي”.
وفي مطلع أكتوبر الحالي أعلنت “بامشاد سبز”، وهي واحدة من أقدم وأكبر مطابع طهران، التوقف عن العمل بعد 30 عاما من طباعة الصحف الإيرانية المعروفة والكتب الدراسية، بسبب شح الورق وعدم توفير العملة الأجنبية اللازمة لشرائه من الخارج.
وأبلغت المطبعة رؤساء مجالس إدارات الصحف المتعاقدة مع المطبعة بإفلاسها، وبأنها لن تستطيع مواصلة عملها، وأشارت إلى مسؤولي الصحف بضرورة البحث عن مطبعة أخرى. وبالفعل بدأت عدة صحف إيرانية البحث عن بديل لطباعة صحفها اليومية التي لم ينفعها خفض صفحاتها في الأشهر الأخيرة.
وارتفعت أسعار الصحف في إيران بنسبة 120 بالمئة خلال الشهرين الماضيين. ويقول أصحابها إن “أزمة الورق قد تشكّل ضربة قاضية لها في ظل معاناتها المالية”.
ولا ينظر العاملون في قطاع الصحافة والإعلام إلى التفاؤل بخصوص تحسن أوضاع المطبوعات، إذ تسير الأمور من سيء إلى أسوأ نظرا إلى الأسعار المرتفعة وشحّ الورق.
ويستبعد أصحاب المطابع إمكانية تطوير أعمالهم في ظل الظروف الراهنة، ويؤكدون أنه إذا استمر هذا الوضع الاقتصادي، فإنهم سيغلقون أبواب مطابعهم، حتى نهاية هذا العام، ومن ثم يعلنون إفلاسهم.
وكانت صحيفة قانون قد تناولت في سبتمبر الماضي، قضية غلاء وشحّ الورق في سوق الطباعة بإيران بشكل عام، مشيرة إلى أن هذا الوضع ينذر بتوقف عدد كبير من المطبوعات الصحافية الإيرانية. وأضافت الصحيفة “أن عددا من الصحف قررت خفض عدد صفحاتها، لتقليل النفقات في الوقت الذي قررت فيه صحف أخرى التحول إلى الصحافة الإلكترونية، هروبا من أزمة الورق.
واضطرت همشري، الصحيفة الأكثر تداولا في إيران، إلى تقليص عدد صفحاتها اليومية إلى 8 صفحات، بينما اختارت صحف أخرى الإغلاق بشكل نهائي.