مبادرة مستقبل الاستثمار السعودية تبرم صفقات بقيمة 50 مليار دولار

الرياض – أكد مسؤولون سعوديون أن اليوم الأول لمؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” التي انطلقت أعمالها في الرياض أمس، شهد توقيع اتفاقات تزيد قيمتها على 50 مليار دولار في قطاعات النفط والغاز والبنية التحتية وقطاعات أخرى.
وتبدد التشاؤم الناتج عن مقاطعة عدد من المسؤولين لأعمال المؤتمر بسبب تداعيات قضية اغتيال الإعلامي جمال خاشقجي، بعد أن سجل عدول كثير من المسؤولين ومدراء الشركات العالمية وحضورهم إلى المؤتمر بعد تعهد الرياض بإجراء تحقيق شفاف في ملابسات الاغتيال.
وعززت مشاركة وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين ولقاؤه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من حالة التفاؤل في المؤتمر، بعد تأكيدهما على متانة العلاقات السعودية الأميركية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه جرى خلال اللقاء “التأكيد على أهمية الشراكة الاستراتيجية السعودية الأميركية، والدور المستقبلي لهذه الشراكة في برنامج التحول الاقتصادي في السعودية”.
كما سجل المؤتمر مشاركة عدد من زعماء الدول ورؤساء الحكومات وعدد كبير من رؤساء الشركات الكبرى وخاصة شركات الطاقة الأميركية والأوروبية والآسيوية.
وذكر التلفزيون السعودي الرسمي أن الصفقات التي تم توقيعها شملت شركات ترافيغورا لتجارة السلع الأولية وتوتال وهيونداي ونورينكو وشلمبرغر وهاليبرتون وبيكر هيوز.
وقالت ترافيغورا إنها وقعت اتفاقا لمشروع مشترك بمليارات الدولارات مع شركة التعدين الحديثة السعودية يتضمن تطوير مجمع متكامل لصهر النحاس والزنك والرصاص في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية.
وأضافت الشركة، التي مقرها سويسرا أن الصفقة تأتي في إطار “رؤية المملكة 2030” لتطوير قطاعها التعديني وتغطية أنشطة النقل والتخزين والتسويق.
وقالت أرامكو السعودية إنها وقعت اتفاقات مع 15 شريكا دوليا تزيد قيمتها على 34 مليار دولار، تشمل تشييد مجمع بتروكيمياويات متكامل ومنطقة لأنشطة المصب ضمن المرحلة الثانية من مصفاة ساتورب المملوكة لأرامكو وتوتال الفرنسية.
وكشف باتريك بويان الرئيس التنفيذي لشركة توتال عن مشروع مشترك مع أرامكو لإنشاء شبكة تجزئة في السعودية.
وأرسلت روسيا وفدا كبيرا بقيادة كيريل ديمترييف رئيس صندوق الاستثمار المباشر، الذي قال إن خطة السعودية للتحول الاقتصادي “مهمة للعالم” وإن إقامة شراكات بين صناديق الثروة تمثل “فرصة عظيمة”.
وقال ديمترييف إن السعودية قد تستثمر حوالي 5 مليارات دولار في مشروع الغاز الطبيعي المسال 2 بالقطب الشمالي، الذي تقوده شركة الطاقة الروسية نوفاتك.
ووقع وزير النقل السعودي نبيل العامودي اتفاقا لتنفيذ المرحلة الثانية من خط قطارات الحرمين فائق السرعة مع تحالف إسباني.
وانضم مئات من المصرفيين والمسؤولين التنفيذيين بالشركات إلى المؤتمر الذي يهدف إلى المساعدة في جذب رؤوس أموال أجنبية في إطار إصلاحات تسعى لتنويع الاقتصاد السعودي وتقليل اعتماده على صادرات النفط.
ورغم مقاطعة عدد من كبار مسؤولي الشركات العالمية إلا أن تلك الشركات أرسلت مسؤولين تنفيذيين أقل مستوى خشية فقدان فرص إبرام صفقات كبيرة، في مؤشر على حرصها على مواصلة العمل مع السعودية.
وقال ياسر الرميان، مدير صندوق الاستثمارات العامة، إن بلاده تزداد شفافية وإن الصندوق مستمر في تطوير صناعات جديدة في إطار الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها السعودية.
وذكر أن الصندوق استثمر في نحو 60 شركة عبر صندوق رؤية سوفتبنك للاستثمار في تكنولوجيا المستقبل وسيجلب معظم تلك الشركات إلى السعودية. والتزم صندوق الاستثمارات العامة باستثمار 45 مليار دولار في صندوق رؤية سوفتبنك.
وسجل المؤتمر مشاركة واسعة من الشركات الأميركية والصينية واليابانية، ما يجعل المؤتمر الذي يعقد على مدى ثلاثة أيام نشطا بما يكفي لضمان النجاح.
ويقول مراقبون إن بعض الشركات غامرت بفقدان صفقات كبيرة. وذكرت وكالة بلومبيرغ إن عدم مشاركة الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس الألمانية جو كايزر قد تؤدي إلى تأجيل توقيع عقد لتوليد الطاقة الكهربائية يمكن أن تصل قيمته إلى 20 مليار دولار.
وذكرت الوكالة أنه كان من المقرر أن يوقع كايزر الاتفاقية خلال المشاركة في المؤتمر ، إلا أن المصادر أوضحت أنه من المتوقع أن يمضي المشروع، ربما في وقت لاحق.
وأكدت السعودية خلال المؤتمر دورها المحوري في استقرار أسواق النفط العالمية باعتبارها أكبر مصدر للنفط في العالم.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن الرياض تأمل أن توقع أوبك وشركاؤها من المنتجين المستقلين بقيادة روسيا اتفاقا في ديسمبر للتعاون في مراقبة سوق النفط وتحقيق استقرارها.
وكانت باكستان من أبرز الرابحين بالكشف عن موافقة السعودية على تقديم دعم مالي وتأجيل مدفوعات واردات نفطية للمساعدة في تجنب حدوث أزمة في المعاملات الجارية.