انطلاقة سعودية واعدة لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار

الرياض ـ بدأت السعودية توقيع اتفاقات بأكثر من 50 مليار دولار في قطاعات النفط والغاز والصناعات والبنية التحتية خلال مؤتمر استثماري في الرياض الثلاثاء.
وأوضح التلفزيون الرسمي أن الصفقات تشمل شركات ترافيجورا وتوتال وهيونداي ونورينكو وشلومبرجر وهاليبرتون وبيكر هيوز.
وستشمل الصفقات إنشاء مصهر للنحاس والزنك والرصاص مع مجموعة ترافيجورا، واتفاقا مشتركا لتشييد مجمع بتروكيماويات متكامل ومنطقة لأنشطة المصب ضمن المرحلة الثانية من مصفاة ساتورب المملوكة ملكية مشتركة بين أرامكو السعودية وتوتال، واستثمارات في محطات الوقود بين أرامكو وتوتال أيضا.
ووقع وزير النقل السعودي اتفاقا للمرحلة الثانية من خط قطارات الحرمين عالي السرعة مع كونسورتيوم إسباني حسبما ذكر تلفزيون الإخبارية الحكومي في حسابه على تويتر.
واعتبر المدير التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديمترييف أن خطة تحويل الاقتصاد السعودي مهمة للعالم، مشيرا إلى أن السعودية شريك مهم وأن الشراكات بين صناديق الثروة السيادية هي "فرصة عظيمة".
وانطلقت في الرياض الثلاثاء أعمال مؤتمر استثماري هام في خضم تداعيات قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول والتي تسببت بانسحاب مسؤولين ورؤساء شركات من المنتدى.
وافتتح المؤتمر الهادف إلى استقطاب الاستثمارات للمملكة الغنية بالنفط والساعية إلى تنويع اقتصادها، عند الساعة 09,30 بالتوقيت المحلي (06,30 ت غ) وسط إجراءات أمنية مشددّة في فندق "ريتز كارلتون" في العاصمة السعودية.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء الاثنين التقى وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في الرياض، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.
وقالت الوكالة إنه جرى خلال اللقاء "التأكيد على أهمية الشراكة الاستراتيجية السعودية الأميركية، والدور المستقبلي لهذه الشراكة وفق رؤية المملكة 2030".
وبحسب البيان تم أيضا "استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية في الجانبين التجاري والاستثماري، وفرص تطويرهما".
كذلك أشار البيان إلى أن اللقاء تطرق أيضا إلى "عدد من المسائل ومنها الجهود المشتركة المبذولة في محاربة الفساد وتمويل الإرهاب".
ومن المقرر أن يتحدث في اليوم الأول من المنتدى الذي يستمر حتى الخميس الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمارات الخاصة الروسي كيريل ديميتريف، ورئيس مجلس إدارة المجموعة النفطية الفرنسية "توتال" باتريك بوياني.
ولم يتأكّد بعد حضور ولي العهد الامير محمد بن سلمان للمنتدى. وكان شارك في النسخة الاولى للمنتدى العام الماضي قائلا إنه سيقود السعودية نحو "الانفتاح".
وينظم المؤتمر صندوق الاستثمارات العامة الذي يترأسه ولي العهد.
وتسعى السلطات السعودية من خلال هذا الحدث إلى تقديم المملكة المحافظة على أنها وجهة تجارية واستثمارية مربحة، في إطار خطة تنويع الاقتصاد المرتهن تاريخيا للنفط، وتمهيد الطريق لمبادرات جديدة وعقود بمليارات الدولارات.
ولكن مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول يطغى على المؤتمر الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام اسم "دافوس في الصحراء" تيمّناً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
فبعدما أكدت السلطات السعودية أن خاشقجي غادر القنصلية التي دخلها في الثاني من اكتوبر، عادت وقالت إنه قتل في داخلها، نافية أي دور لولي العهد في ذلك بعدما تحدثت تقارير إعلامية عن احتمال تورطه.
وحمّلت الرياض مسؤولية مقتل خاشقجي لمجموعة من السعوديين قالت إنهم حاولوا التفاوض معه في القنصلية لإعادته إلى المملكة، قبل ان يندلع شجار و"اشتباك بالأيدي" ما أدى الى مقتله.
وذكرت أنها أوقفت 18 شخصا على ذمة القضية، متعهدة بمحاسبة المتورطين، وقامت بإعفاء مسؤولين أمنيين من مهامهم، بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري والمستشار في الديوان الملكي برتبة وزير سعود القحطاني.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال الأحد أن خاشقجي ضحية عملية قتل، نافيا أن يكون الأمير محمد أمر بهذه العملية، ومؤكدا أن الرياض "تجهل مكان وجود الجثة".
من جهتها، قالت سيدة الأعمال السعودية لبنى العليان الثلاثاء إنها واثقة من أن الحكومة السعودية يمكنها حل الملابسات المحيطة بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقالت في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض "أود أن أقول لكل ضيوفنا الأجانب إن الأفعال المريعة التي ترددت في الأسابيع الأخيرة غريبة على ثقافتنا... وأنا واثقة أننا سنواصل الطريق وسنخرج منها أكثر قوة".