ابتعاد أكبر شركة تكرير هندية يضيّق خناق الإمدادات الإيرانية

لندن – كشفت ريلاينس اندستريز الهندية، الشركة المالكة لأكبر مجمع تكرير في العالم، أنها أوقفت استيراد النفط الخام الإيراني، قبل 3 أسابيع من سريان دخول العقوبات الأميركية على قطاع النفط الإيراني حيّز التنفيذ.
ويقول محللون إن قرار الشركة الهندية يعدّ ضربة قوية لإيران وتجعلها في موقف أكثر تخبّطا بحثا عن منافذ لتصريف نفطها في الأسواق العالمية بعيدا عن الحظر الأميركي.
وتخطط الولايات المتحدة لتقييد قطاع النفط الإيراني في 5 نوفمبر المقبل، في محاولة للحدّ من نفوذ طهران في الشرق الأوسط، ودفعها إلى طاولة التفاوض بخصوص برنامجها للصواريخ الباليستية.
ونسبت وكالة رويترز للمدير المالي لشركة ريلاينس، في.سريكانث، قوله إن الشركة “زادت مشترياتها من مورّدين آخرين في الشرق الأوسط والولايات المتحدة لتعويض فقدان الشحنات الإيرانية وهبوط إمدادات النفط الفنزويلي”.
وأضاف “الإمدادات الإيرانية توقفت. لذا تعيّن علينا البحث عن بدائل مثل خامات الشرق الأوسط، ونشتري أيضا بعض الخامات الأميركية”.
وريلاينس، وهي شركة هندية عملاقة يسيطر عليها الملياردير موكيش أمباني، منكشفة بشكل كبير على النظام المالي في الولايات المتحدة، حيث تدير بعض الشركات التابعة.
وكان مصدر مطلع قد قال لرويترز في مايو الماضي، إن قرار الشركة بوقف مشترياتها من الخام الإيراني سيبدأ من أكتوبر أو نوفمبر 2018 وهو يأتي بعد مشورة قدّمتها شركات التأمين التي تتعامل معها.
وأظهرت بيانات تتبع السفن تم الحصول عليها من مصادر تعمل في قطاع الطاقة أن ريلاينس استوردت مليوني برميل من النفط الإيراني في سبتمبر الماضي.
في هذه الأثناء، كشفت مصادر مطلعة أن شركة توبراش، أكبر شركة تكرير في تركيا، تجري محادثات مع مسؤولين أميركيين للحصول على إعفاء يسمح لها بمواصلة شراء النفط الإيراني بعد فرض العقوبات.
وتعتمد تركيا بكثافة على الواردات لتلبية احتياجاتها من الطاقة، وإيران المجاورة أحد مصادرها الرئيسية للنفط بسبب قربها الجغرافي وجودة نفطها الخام وملاءمة فروق الأسعار.
وأكد مصدر بالقطاع على دراية بالأمر أن أنقرة تبذل مساعي لخفض مشترياتها قبيل العقوبات الأميركية، لكنها ستفضل الإبقاء على قدر من واردات النفط الإيرانية بعد نوفمبر.
وقال “سيرغبون في التمكّن من مواصلة استيراد ثلاث أو أربع شحنات شهريا، مثلما كانوا يفعلون خلال جولة العقوبات السابقة. لكن إذا أبلغتهم الولايات المتحدة بأن يتوقفوا، فسيلتزمون ويعملون صوب ذلك.
ولم يتسن الحصول على تعقيب من متحدثة باسم توبراش ولا من وزارة الطاقة التركية، لكن برايان هوك، مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن إيران ورغم أنه لم يعلّق مباشرة على أي محادثات تخص الإعفاءات مع تركيا قال للصحافيين الاثنين الماضي، إن الدول التي تطلب إعفاء من العقوبات يجب أن “تشرح ظروفها الخاصة والمنفردة”.
واستوردت تركيا نحو 97 ألف برميل يوميا من النفط الإيراني في أغسطس الماضي، و133 ألف برميل يوميا في سبتمبر الماضي، مقارنة مع ما يزيد قليلا على 240 ألف برميل يوميا في أبريل، وفقا لما تظهره بيانات تتبع الناقلات والشحن.
وفي أول أسبوعين من أكتوبر، اشترت تركيا 3 شحنات الواحدة بمقدار مليون برميل من النفط الإيراني، ما يعادل 97 ألف برميل يوميا ما لم تشتر شحنات أخرى هذا الشهر.
وعارضت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، علنا العقوبات الأميركية على إيران وتقول إنها لن تقطع علاقاتها التجارية مع طهران بناء على توجيهات من دول أخرى.
وفي 2017، تصدرت إيران موردي النفط الخام إلى تركيا بما يعادل 11.5 مليون طن من إجمالي مشتريات أنقرة التي تقارب 26 مليون طن، يليها العراق وروسيا.
ومع اشتداد الخناق الأميركي على طهران، بدأ أسطول النفط الإيراني البحث عن ملاذ أخير في السوق الصينية، حيث أفادت مصدر ملاحية إيرانية وبيانات “رفينيتيف أيكون” أن كمية غير مسبوقة من الخام الإيراني ستصل إلى ميناء داليان هذا الشهر وفي أوائل نوفمبر.
وقال مصدر بشركة الناقلات الوطنية الإيرانية إن الشركة تشحن أكثر من 20 مليون برميل من النفط إلى داليان بشمال شرق الصين.
وأضاف “سيكون من المستحيل منع إيران من بيع النفط. نملك سبلا عدة لبيع نفطنا، وعندما تصل الناقلات إلى داليان سنقرر هل نبيع إلى مشترين آخرين أم إلى الصين”.
وبحسب الأرقام، فإن إجمالي 22 مليون برميل من النفط الخام الإيراني قد حُملت حتى الآن على متن ناقلات مملوكة لشركة الناقلات الإيرانية باتجاه داليان، التي تتلقى عادة وفق بيانات تعود لعام 2015، بين مليون وثلاثة ملايين برميل من النفط الإيراني شهريا.