ترامب يطفئ جبهة الحروب التجارية مع كندا والمكسيك

كندا والمكسيك توافقان على حصة قدرها 2.6 مليون سيارة ركاب يتم تصديرها للولايات المتحدة في حالة فرض دونالد ترامب رسوما جمركية نسبتها 25 بالمئة على السيارات.
الثلاثاء 2018/10/02
ترامب يفرض شروطه على كندا والمكسيك ليوجه أنظاره إلى الصين

شهدت المناوشات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب انعطافة كبيرة بالتوصل إلى اتفاق مع كندا ينقذ اتفاقية نافتا الذي يضم المكسيك أيضا. وقد أدى ذلك إلى إشاعة حالة من التفاؤل في الأسواق بشأن إمكانية إخماد الحروب التجارية الأميركية مع الصين والاتحاد الأوروبي.

واشنطن- انقلبت خارطة المواجهات التجارية بعد إعلان الولايات المتحدة وكندا عن التوصل إلى اتفاق ينقذ اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية التي تضم المكسيك ويصل حجم التبادل التجاري فيها إلى 1.2 تريليون دولار بعد أن كانت على وشك الانهيار.

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذلك الانقلاب بترحيبه بالاتفاق الجديد، الذي وصفه بأنه “رائع” لكل الأطراف ويعالج العيوب التي كان يشكو منها في بنود الاتفاقية الحالية.

وأشاع ذلك حالة تفاؤل في الأسواق بإمكانية تكرار السيناريو لتحقيق انفراج في المواجهات التجارية مع الصين والاتحاد الأوروبي إذا ما تمت معالجة الثغرات التي تنتقدها الإدارة الأميركية.

وكان الهدف الأساسي لإعادة صياغة نافتا، هو تقليص العجز التجاري لبلاده، وهو هدف يسعى إليه أيضا مع بكين من خلال فرض رسوم جمركية بمئات المليارات من الدولارات على السلع الواردة من الصين.

كريستيا فريلاند: كندا والولايات المتحدة توصلتا لاتفاق يتلاءم مع واقع القرن الحالي
كريستيا فريلاند: كندا والولايات المتحدة توصلتا لاتفاق يتلاءم مع واقع القرن الحالي

وبينما يتجنب الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك فرض رسوم جمركية، فإنه سيزيد على شركات إنتاج السيارات العالمية صعوبة تصنيع سيارات رخيصة الثمن في المكسيك. كما يهدف الاتفاق إلى خلق المزيد من فرص العمل في الولايات المتحدة. وأشار مسؤول أميركي كبير إلى أن مسؤولين من بلاده يعتزمون توقيع الاتفاق مع كندا والمكسيك في نهاية نوفمبر قبل أن يُرفع إلى الكونغرس الأميركي لأخذ الموافقة عليه.

وسيُبقي الاتفاق على آلية لتسوية النزاعات كانت كندا سعت جاهدة للحفاظ عليها من أجل حماية قطاع الأخشاب الكندي وغيره من القطاعات من رسوم مكافحة الإغراق الأميركية، وفقا لما ذكرته مصادر كندية.

لكن ذلك كان له ثمن، إذ وافقت كندا على السماح للمزارعين المنتجين للألبان في الولايات المتحدة بالوصول إلى نحو 3.5 بالمئة من سوق الألبان المحلية الكندية البالغة استثماراتها السنوية نحو 16 مليار دولار.

كما يشترط الاتفاق نسبة مكونات أعلى في السيارات من إنتاج مناطق في أميركا الشمالية ودفع أجر لا يقل عن 16 دولارا في الساعة، وهو بند يهدف إلى تقليص انتقال الوظائف من الولايات المتحدة إلى المكسيك.

ووافقت كندا والمكسيك على حصة قدرها 2.6 مليون سيارة ركاب يتم تصديرها للولايات المتحدة في حالة فرض ترامب رسوما جمركية نسبتها 25 بالمئة على السيارات على أسس تتعلق بالأمن القومي. لكن الاتفاق لم يضع حلا للرسوم الأميركية على صادرات كندا من الصلب والألومنيوم.

وكتب ترامب في تغريدة “إن الاتفاق بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (اوسمكا) الجديد رائع للدول الثلاث ويصحح عيوب وأخطاء” اتفاق نافتا المعمول به منذ 24 عاما.

وقال ترامب بعد تحقيق إحدى المبادرات البارزة في سياسته، إن الاتفاق الجديد “يفتح أسواقا لمزارعينا ومصنعينا” وفي الوقت ذاته يقلل العوائق التجارية “وسيجمع الدول العظمى الثلاث في منافسة مع باقي العالم. الاتفاق هو تحول تاريخي”.

وأعلنت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند والممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر في بيان مشترك أن “كندا والولايات المتحدة توصلتا إلى اتفاق مبدئي يتلاءم مع واقع القرن الواحد والعشرين”.

دونالد ترامب: الاتفاق بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا رائع للدول الثلاث ويصحح عيوب واخطاء اتفاق نافتا الحالي

وقال البيان إن “الاتفاقية الاقتصادية الأميركية المكسيكية الكندية” البديلة لنافتا “ستسمح بجعل الأسواق أكثر حرية والتجارة أكثر عدلا وبنمو اقتصادي متين لمنطقتنا”.

وكان رئيس الحكومة الكندي جاستن ترودو دعا وزراءه إلى جلسة استثنائية خاصة بهذا الملف الاستراتيجي. ولدى خروجه من الجلسة امتنع ترودو عن الرد على أسئلة الصحافيين واكتفى بقول “إنه يوم جيد لكندا”.

وأرسل نص الاتفاق إلى الكونغرس الأميركي فور التوصل إليه. وهذا يسمح باحترام مهلة الستين يوما التي يفرضها القانون قبل توقيع الوثيقة في نهاية نوفمبر من قبل ترامب وترودو والرئيس المكسيكي المنتهية ولايته انريكي بينيا نييتو. ويتعين إقرار الاتفاقية التجارية الجديدة من قبل النواب الأميركيين والكنديين والمكسيكيين لتصبح نافذة.

ورحب خيسوس سيادي المستشار الاقتصادي للرئيس المكسيكي اندريس مانويل لوبيز أوبرادور بالاتفاق، معتبرا أنه “يمنع التفتت التجاري للمنطقة”. وقال إن الاتفاق الجديد “سيقدم الأمن والاستقرار لتجارة المكسيك مع شريكتيها في أميركا الشمالية”. ومن المتوقع أن يتمكن ترامب من استغلال النجاح في تعديل الاتفاقية لكسب أصوات في انتخابات التجديد النصفي الشهر المقبل، والانتخابات الرئاسية المقبلة خلال عامين.

10