رياح التحول السعودي تهب على إم بي سي بإدارة جديدة

تعيين محمد التونسي مديرا للمجموعة السعودية لجعلها جزءا من المشهد الإقليمي العام.
الثلاثاء 2018/10/02
التحدي يتطلب المزيد من الجهد على صعيد الكم والنوع

الرياض - شدد مراقبون على أن مجموعة “إم بي سي” تتجه من خلال قرار تعيين مدير عام جديد لقنوات المجموعة في السعودية، إلى الدفع باتجاه أخذ مكانة جديدة داخل المشهد الإعلامي العربي العام، من موقعها كمنبر إعلامي سعودي يعكس الرؤية السعودية الجديدة في كافة جوانبها.

وأعلنت المجموعة عن تعيين محمد التونسي في منصب المدير العام لقنوات “إم بي سي” في السعودية. وقالت الأنباء إن تعيين التونسي يهدف إلى الاستمرار في تعزيز مكانة المملكة ومكانها، أكثر وأكثر، في قلب المؤسسة وقالبها، وهو النهج الذي اعتمدته منذ تأسيسها في لندن كأول فضائية عربية خاصة عام 1991.

ويرى المراقبون أن السعودية باتت تحتاج إلى دفع مجموعة “إم بي سي” لتكون رافعة من روافع التحولات الثقافية والإعلامية الجارية في المملكة.

وأضاف هؤلاء أن قنوات المجموعة تحظى بنسب مشاهدة عالية في السوق السعودي كما في السوق العربي، وأن سعودة القنوات أو الدفع باتجاه حقن الجدول البرامجي بنسب أعلى من المحتوى السعودي، ستجعل علاقة القنوات بالداخل السعودي أكثر مصداقية، فيما سيتيح ذلك للمتلقي العربي الاطلاع عن كثب على التحولات السعودية وجعلها جزءا من المشهد الإقليمي العام.

وتأتي خطوة تعيين التونسي للاستفادة من مسيرته المهنية الحافلة بهدف البناء على الاهتمام المتزايد بالمملكة، محليا وإقليميا وعالميا، من خلال العمل على زيادة برامج شؤون الساعة والتغطيات الخاصة.

ويجزم خبراء في شؤون الإعلام والفن والثقافة أن التطور الإداري والإنتاجي داخل قنوات “إم بي سي” سينشط صناعة الإنتاج الفني السعودي بما يتكامل مع قطاعات داخلية تم الدفع بها لتشجيع كافة القطاعات الاجتماعية على الانفتاح وحسن التواصل مع شروط العصر، لا سيما داخل فئة الشباب.

تعيين محمد التونسي للاستفادة من مسيرته المهنية بهدف البناء على الاهتمام المتزايد بالمملكة
تعيين محمد التونسي للاستفادة من مسيرته المهنية بهدف البناء على الاهتمام المتزايد بالمملكة

ورحّب رئيس مجلس إدارة مجموعة “إم بي سي” الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، بانضمام التونسي إلى المجموعة، وقال “أُهنِّئ الزميل محمد التونسي على تولّيه منصبه الجديد، هو الذي تأتي مؤهّلاته الشخصية ومسيرته المهنية لتُضاف إلى طاقات فريق العمل في ‘إم بي سي السعودية’ وخبراته التراكمية وتجاربه
الناجحة”.

وختم آل إبراهيم “تأتي هذه الخطوة في سياق الاستمرار في تعزيز المحتوى السعودي ضمن برامج شؤون الساعة والتغطيات الخاصة وغيرها، والتي تواكب مسيرة التحديث والتطوير التي تشهدها المملكة”.

ويقول متابعون لشؤون المملكة إن إنشاء هيئة الترفيه كما تشجيع المبادرات الشبابية في مجالات التعليم والتكنولوجيا وغيرها بات من مسلمات الراهن داخل المجتمع السعودي، وأن على مجموعة إم بي سي وقنواتها أن تكون حاضرة، مواكبة، مشجعة ومروجة لرياح التحولات التاريخية الكبرى التي تشهدها المملكة منذ تبوء الملك سلمان بن عبدالعزيز عرش الحكم في المملكة وإشراف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على إطلاق تلك التحولات التي خيل للمراقب استحالتها قبل سنوات.

وقد توجه التونسي بالشكر إلى رئيس مجلس إدارة “مجموعة إم بي سي” على ثقته، وأعرب عن “حرصه على التعاون الوثيق مع كافة الزملاء، ضمن فريق عمل متكامل يُسهم في مراكمة المزيد من الخبرات وتحقيق النجاحات، ما يعكس الحرص المشترك على الاستمرار في تعزيز مكانة المملكة داخل القنوات، على كافة الصعد والمستويات”.

ويطرح الأخصائيون أسئلة حول القدرة على إنتاج محتوى ثقافي وفني سعودي غزير وعالي الجودة بما يتناسب مع ما تتطلبه الطموحات الجديدة لمجموعة إم بي سي.

ويقول هؤلاء إن السعودية أظهرت جدارة في السنوات الأخيرة في إنتاج أعمال كبرى في مجال الدراما استطاعت أن تلقى نسب مشاهدة عالية عربيا إضافة إلى تلك المسجلة في السعودية، غير أن التحدي يتطلب المزيد من الجهد في الكم والنوع على نحو يؤمن للقنوات استمرارية في جذب المشاهد والتلاؤم مع ذائقته، لا سيما وأن السوق يعج بالمنتجات المنافسة المتعددة المصادر عربيا.

والجدير ذكره أن محمد التونسي شغل قبل التحاقه بـ”إم بي سي السعودية” العديد من المناصب وأُنيطت به مسؤوليات عدّة، أبرزها مستشار إعلامي في وزارة شؤون الرئاسة لدولة الإمارات العربية المتحدة، منذ عام 2012؛ رئيس التحرير المؤسس لصحيفة “الرؤية” الإماراتية و”منصة الرؤية”، ومدير عام شركة “آي ميديا” للحلول الإعلامية المتكاملة (2012-2018)؛
رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” السعودية (2008-2011)؛ مدير عام قناة “الإخبارية” السعودية (2005-2008)؛ رئيس تحرير صحيفة “إيلاف” الإلكترونية (2003-2005)؛ رئيس التحرير المؤسس لصحيفة “الاقتصادية” (1992–2003)؛ نائب رئيس تحرير صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية والمشرف على الملحق الاقتصادي منذ
تأسيسه (1988-1992)؛ المستشار الإعلامي لوزير البترول والثروة المعدنية ومدير العلاقات العامة والإعلام ـ وزارة البترول والثروة المعدنية السعودية – الرياض (1986-1988)… وغيرها.

ويخلص متخصصون في الشؤون الإعلامية إلى أن أمام المجموعة التي اكتسبت شعبية وشهرة وحضورا منذ تسعينات القرن الماضي تحديات جديدة كبيرة.

ويرى هؤلاء أن المجموعة التي كانت تمثل صورة أخرى تختلف عن صورة المملكة في الداخل في عهد “الصحوة”، مطالبة بأن تمثل هذه المرة المملكة من الداخل بعد العبور إلى مرحلة ما بعد “الصحوة”. وأن على المجموعة أن تكون رافدا ورفعة للسعودية الجديدة وما تمثله من قيم جديدة في الداخل كما في كل أرجاء المنطقة.

18