الحياد التام مستحيل على الإعلام الرياضي الأردني

التحيز لا يقع دائما على الإعلامي، حيث توجد ضغوط خارجية تمارس على الإدارات الصحافية التي لها سياسات وحسابات خاصة.
الخميس 2018/09/27
وجهات النظر حول المهنية متباينة بين الجمهور والإعلاميين

عمان - يرفض الإعلاميون والصحافيون في الوسط الرياضي الأردني الاتهامات بـ”التحيّز الإعلامي” الذي يشتكي منه جمهور عريض من المتابعين والمعنيين المباشرين بالحقل الرياضي وأنديته المعروفة، مؤكدين أن هناك مبالغة في الاحتجاج “لأنها تنطلق من هوى، وبالتالي ليس كل ما تعتقده تحيزا هو في الواقع دقيق أو صحيح”.

وينبّه محمد جميل عبدالقادر، رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، ومؤسس القسم الرياضي في التلفزيون الأردني منذ سبعينات القرن الماضي، إلى أن “مسألة التحيّز الإعلامي يجب ألا يُنظر إليها بمعزل عن تحيز العناصر الأخرى ذات العلاقة بلعبة كرة القدم، وتشمل قرارات الاتحاد ولجانه والتحكيم والأمن وإدارات الملاعب، وغيرها، بما ينعكس سلبا أو إيجابا على الرسالة الإعلامية التي تتأثر أيضا بما تبثه الجماهير من روح التعصب الأعمى".

وأضاف أن التحيز الصحافي أو الإعلامي لفريق معين، وبشكل فاضح، يعني أن هذا الصحافي يعاني من ضعف في قدراته ونقص بأدواته المهنية ومحدودية في ملكات الذكاء والفطنة لديه، وبالتالي يصبح مصدرا لإثارة الجماهير وما يتبعها من تداعيات لا تحمد عقباها، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية “بترا".

ولفت إلى مهنية الإعلاميين الغربيين إضافة إلى ذكائهم في مخاطبة الجماهير، وهو ما لمسه عن قرب خلال مشاركته في التعليق على العشرات من المباريات في الدوريات العالمية.

الموضوعية لدى الإعلامي تحتاج إلى مهارات وحرفية ليتمكن من إخفاء ميوله إلى ناديه وتحيزه لفريقه الرياضي

ومن جهته ركز أمجد المجالي، رئيس الاتحاد الأردني للإعلام الرياضي، ومدير الدائرة الرياضية في صحيفة الرأي، على عدد من النقاط، منها: أنه يستحيل الوصول للحيادية المثالية، كما أن التحيز لا يقع دائما على الإعلامي فهناك ضغوط خارجية تمارس على الإدارات الصحافية التي لها سياسات وحسابات خاصة، بالإضافة إلى ظروف الصحيفة مثل عدد الصفحات الرياضية الممنوحة لنا يوم تحليل المباراة، كما أن وفرة الأخبار وتنوعها في ذلك اليوم، يقللان من حجم المساحة للحديث عن المباراة، مشيرا إلى أن هذا كله عوامل تساهم ليبدو كأن هناك تحيزا مقصودا.

وأكد أن الموضوعية لدى الإعلامي تحتاج إلى مهارات وحرفية ليتمكن من إخفاء ميوله إلى ناديه وتحيزه لفريقه، وهو يخاطب الجماهير لما لذلك من فائدة على مسيرته المهنية.

 وذكر مواقف حين ينحاز فيها إعلامي، فيضطر إلى تدارك الموقف في أعداد مقبلة للصحيفة لإرضاء الفريق الآخر وجماهيره التي يقول عنها إنها غالبا ما تكون نظرتها هوى لأن المشاعر هي التي تتحكم بتصرفاتها لا عقولها، وبالتالي لا يمكنها رؤية الحقيقة واضحة.

وأوضح أن آلية اعتماد الاتحاد للإعلاميين الرياضيين، محددة بمن يعمل في الصحافة اليومية والإذاعات والتلفزيون، وإعلاميي المواقع الرياضية فقط.

وبدوره أكد الإعلامي الرياضي مأمون بيضون، أن من حق الإعلامي الرياضي أن يشجع فريقا معينا، شريطة ألا يؤثر ذلك على حياديته ونزاهته وموضوعيته والتزامه بالمعايير المهنية خلال ممارسته لعمله.

ويرى بيضون أن تحيز الإعلامي الرياضي يشكل عائقا كبيرا أمام تطوره على الصعيد الشخصي، كما يؤثر على صورة وسمعة وجماهيرية الوسيلة الإعلامية التي يمثلها.

وشدد على أهمية الالتزام بالاستقلالية والثقة وتفادي التحيز، الذي يسهم في تعزيز ظاهرة التعصب لدى الجماهير، مؤكدا أن حالات أو مواقف التحيز لدى بعض الإعلاميين الرياضيين في الأردن تعتبر محدودة مقارنة بالواقع السائد في الدول العربية.

18