التقاعد.. هل هو نهاية المطاف أم رحلة استكشاف

الدراسات تظهر أن الأشخاص الذين لديهم صورة إيجابية عن التقدم في العمر سوف يتقدمون في العمر وهم يحسون بالسعادة.
الأربعاء 2018/09/26
المتقاعدون اليوم غالبا مفعمون بالحيوية

برلين - غالبا ما تتردد عند الشباب مقولة “سوف أفعل هذا عندما أتقاعد”. ولكن هل فعلا يفعلون ذلك؟ عندما لا تضطر إلى العمل ويترك الأبناء المنزل وتكون الحياة لا تزال أمامك، فأنت أخيرا حر لتحقيق بعض أحلامك. ومما لا شك فيه، يميل الشباب بالذات للنظر إلى التقدم في العمر على أنه مشحون بالأمراض المكتسبة والضعف أكثر من كونه مفعما بالحكمة المكتسبة ووقت الفراغ.

ويرى إرهارد هاكلر، مدير الرابطة الألمانية للمسنين، أن “وجهة النظر التقليدية هذه عن التقدم في العمر خاطئة تماما”، وينصح المتقاعدين باستغلال حريتهم الجديدة إلى أقصى حد ممكن.

ويشير هاكلر إلى أنه “ليس هناك ثعلب مثل الثعلب العجوز”. يجب على المتقاعدين التجرؤ على خوض تجارب جديدة، ربما تعلم لغة أجنبية أو ممارسة رياضة غير مألوفة بالنسبة لهم، أو تحقيق أمنيات معلقة منذ فترة طويلة أو القيام برحلة إلى مكان لم يقصدوه من قبل أو ببساطة الرقص مجددا.

ويقول “الأمر يتعلق باختبار حدود صحتك، بمجازفة معينة، ولكن شرط أن تكون في حيز المستطاع”. ورغم ذلك ربما يشعر المتقاعدون بالنشوة في البداية، ولكنهم يعانون من الحرية التي وجدوها حديثا.

وتعقّب الأخصائية النفسية بيترا أولنبروك التي تصف التقاعد برحلة استكشافية قائلة إن المتقاعدين يفتقدون في البداية روتينهم اليومي المعتاد والأشخاص الذين قضوا معهم وقتا أثناء العمل وما يصاحب ذلك من تقدير متبادل.

وتضيف “كلما تمكنت من الانفصال عن الروتين السابق وطرق التفكير، زاد فضولك تجاه الكثير من الاحتمالات الجديدة، وزادت إمكانية أن تصير رحلة الاستكشاف هذه مثيرة.. وأول ما تتخلص منه هو التفكير في أنك قد تقدمت في العمر وأنه لا ينبغي عليك فعل أشياء كثيرة، فالمتقاعدون اليوم يتمتعون بلياقة بدنية، وهم غالبا مفعمون بالحيوية”.

ويقول أستاذ علم النفس كلاوس روترموند “أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم صورة إيجابية عن التقدم في العمر سوف يتقدمون في العمر وهم يحسون بالسعادة”، مضيفا أن وجود خطط للمستقبل أمر مفيد لصحة كبار السن لأن ذلك يحفزهم على البقاء في صحة جيّدة.

21