أبومازن في باريس بحثا عن المستحيل

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يبدي استعداده لبدء مفاوضات سرية أو علنية مع إسرائيل بوساطة دولية.
السبت 2018/09/22
التوازنات تغيرت

باريس - أبدت مصادر سياسية عربية استغرابها طرح رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عبّاس (أبومازن) موضوع المؤتمر الدولي من أجل السلام مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ووصفت هذا الطرح بأنّه بحث عن المستحيل في ضوء الظروف الإقليمية والتوازنات الدولية القائمة وموقف الولايات المتحدة من مثل هذا المؤتمر.

وقالت المصادر إن أبومازن، الذي التقى ماكرون الجمعة في قصر الإليزيه، يبدو في موقع غير المطلع على الوضع في المنطقة أو على القدرة المحدودة للرئيس الفرنسي على التأثير في السياسة الأميركية أو الإسرائيلية.

وأعرب الرئيس الفلسطيني، الجمعة، عن الاستعداد لبدء مفاوضات، سرية أو علنية، مع إسرائيل، بوساطة دولية. جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون، عقب لقاء جمعهما في قصر الإليزيه.

وقال عباس إن “الجانب الفلسطيني لم يرفض المفاوضات إطلاقا”، مشيرا إلى أن “(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو هو من يعطلها”.

وتأتي زيارة الرئيس الفلسطيني لباريس ضمن جولة دولية تشمل فرنسا وأيرلندا، قبيل توجهه إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال سفير فلسطين في باريس، سلمان الهرفي، إن زيارة عباس الرسمية لباريس تستغرق ثلاثة أيام.

وبحث ماكرون وعباس آخر التطورات السياسية بما فيها الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، بالإضافة إلى الأزمة المالية التي تعاني منها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عقب قطع الولايات المتحدة مساعدتها للوكالة.

كما بحثا المواضيع التي ستطرح على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، والاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين.

ورجحت المصادر أن يكون ذلك عائدا إلى انهيار ما بقي من الدبلوماسية الفلسطينية أو أنّ البعثة الفلسطينية في باريس لا تضم أشخاصا يمتلكون مستوى معينا أو الحد الأدنى من الوعي السياسي.

وقالت إنّه لو كان مثل هذا الوعي متوفرا لدى أفراد البعثة الفلسطينية في باريس، لكان ذلك مكّنهم من فهم ما يدور في فرنسا من جهة، وشرح حقيقة ما تستطيع فرنسا عمله وما لا تستطيعه من جهة أخرى.

وعزت ذلك إلى غياب سفير فلسطيني قادر على أن يكون له أي تأثير في الدوائر السياسية الباريسية.

واعتبرت أن افتقاد مثل هذه العناصر البشرية، القادرة على إقامة علاقات مع دوائر فرنسية بارزة تمتلك دورا في صنع القرار السياسي، وراء بلوغ الدبلوماسية الفلسطينية الدرك الذي بلغته.

وذكرت أن ذلك جعل أبومازن يبحث عن ملء الفراغ السياسي ومواجهة انسداد الآفاق السياسية عبر صورة تلتقط له مع الرئيس الفرنسي.

وأشارت إلى أن هذه الصورة لا تغطي بأي شكل فضيحة من نوع الاعتقاد بأن فرنسا تستطيع لعب دور على صعيد التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في ظل المشاغل الداخلية والأوروبية لماكرون.

1