إسلام آباد تدعو الرياض لتكون شريكا ثالثا في الممر الاقتصادي الصيني

اسلام اباد- دعت إسلام اباد المملكة العربية السعودية للاستثمار في مشروع للبنى التحتية بمليارات الدولارات تموّله الصين في باكستان، بحسب ما أعلن وزير الإعلام الباكستاني الخميس، وسط تصاعد القلق بشأن مستوى الدين العام للبلاد.
ويمثل المشروع المعروف باسم "الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني" خطة طموحة لبناء منشآت للطاقة والنقل تربط منطقة شينجيانغ في غرب الصين ببحر العرب عن طريق باكستان، في إطار مبادرة بكين المعروفة "الحزام والطريق" الأوسع نطاقا.
لكن غياب المعلومات حول تمويل الممر يثير القلق فيما تواجه باكستان أزمة في ميزان المدفوعات بينها مخاوف بشأن قدرتها على تسديد القروض الصينية.
ويقول المحللون إنه يتعين على حكومة رئيس وزراء الجديد عمران خان أن تتخذ خطوات عاجلة وأن تسعى ربما لقرض من صندوق النقد الدولي ما لم تتمكن من الحصول على أموال من جهة أخرى.
وقال وزير الإعلام الباكستاني فواد شودري للصحافيين في إسلام أباد في اعقاب زيارة خان إلى المملكة إن "السعودية أول الدول التي دعوناها للانضمام إلى الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني كشريك ثالث".
وأضاف أن وفدا سعوديا يضم وزيري المال والطاقة سيزور باكستان خلال الأسبوع الأول من أكتوبر لوضع حجر الأساس "لتعاون مالي كبير" بين الدولتين. ولم يقدم المزيد من التفاصيل حول "الشراكة" الجديدة لكنه قال إنه سيكون للمملكة العربية السعودية استثمارات مباشرة في مشاريع كبرى في إطار المشروع.
وللسعودية تاريخ في تقديم العون المالي لباكستان. ففي 2014، بعد ستة أشهر من حصول باكستان على قرضها السابق من صندوق النقد الدولي، أقرضت السعودية إسلام أباد 1.5 مليار دولار استخدمتها الحكومة في تعزيز عملتها (الروبية).
واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر السلام بجدة، الأربعاء، رئيس الوزراء الباكستاني، كما استقبله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث تم استعراض العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، وتطورات الأحداث الإقليمية.
وقبيل زيارة خان إلى السعودية، ترددت تكهنات بأن إسلام أباد ستطلب قرضا لمساعدة باكستان في تفادي أن تضطر إلى طلب دعم مالي آخر من صندوق النقد.
وأوضح قائلا "الان في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، ستكون السعودية شريكنا الاستراتيجي الثالث وشريكنا الاقتصادي، وبإذن الله ستأتي استثمارات ضخمة من السعودية إلى باكستان".
ومبادرة الصين الضخمة المعروفة باسم "الحزام والطريق" عبارة عن حزام أرضي يصل الصين بأوروبا الغربية عبر آسيا الوسطى وروسيا وطريق بحري يتيح لها الوصول إلى أفريقيا وأوروبا عبر بحر الصين والمحيط الهندي.
وتعهدت بكين بتقديم 60 مليار دولار لبناء محطات للكهرباء وطرق سريعة رئيسية وإنشاء وتطوير طرق للسكك الحديدية وزيادة طاقة الموانئ، للمساعدة في تحويل باكستان إلى طريق بري رئيسي يربط غرب الصين بالعالم.
ولجأت باكستان مرارا إلى صندوق النقد الدولي منذ اواخر الثمانينات الماضي. والمرة الأخيرة كانت في 2013 عندما حصلت إسلام أباد على قرض بقيمة 6,6 مليار دولار لمواجهة أزمة مماثلة.
وأشارت باكستان في السابق إلى أن دولا أخرى يمكن أن تنضم إلى سي.بي.إي.سي، لكن الرد كان فاترا بسبب القلق من أن الصين ستهيمن على أي علاقة.
ويقول المحللون هذه المرة إنه على الحكومة الجديدة التصرف بسرعة لأن البلاد على حافة أزمة جديدة في ميزان المدفوعات يمكن أن تهدد عملتها وقدرتها على سداد ديونها أو دفع مستحقات وارداتها.
وزايد العجز في ميزانيتها بشكل مطّرد خلال السنوات الخمس الماضية من 4 بالمئة إلى 10 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي. ونتيجة لذلك انخفضت احتياطياتها من العملة الأجنبية إلى حوالي 10,3 مليار دولار أي ما يغطي فترة أقل من شهرين من الواردات. وتم خفض قيمة الروبية أربع مرات منذ ديسمبر ما تسبب في ارتفاع التضخم.