خطة أميركية لخصخصة الحرب الأفغانية

تقرير يشير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس استبدال القوات الأميركية في أفغانستان بمجموعة من الشركات الأمنية الخاصة.
الأربعاء 2018/09/19
مفاوضات سلام يحرسها السلاح

لندن – نشرت صحيفة التايمز البريطانية الثلاثاء، تقريرا كتبته مراسلتها للشؤون الدبلوماسية، كاترين فيلب، أشارت فيه إلى وجود خطة أميركية لخصخصة الحرب الأفغانية، فيما فندت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تصريحات كبار قادة البيت الأبيض حول وجود تحسن كبير للوضع الأمني في أفغانستان.

ويشير التقرير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس استبدال القوات الأميركية في أفغانستان بمجموعة من الشركات الأمنية الخاصة.

ونقلت الصحيفة عن أريك برينس، الذي تصفه بأنه من يقف وراء الفكرة، قوله إن ترامب تأسف على عدم اتخاذه قرار خصخصة الحرب في أفغانستان عندما راجع البنتاغون استراتيجيته فيها العام الماضي.

ويضيف أنه عَلم قبل ثلاثة أسابيع أن الرئيس الأميركي يعيد النظر في خطته، وقد استبدل قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون نيكلسون بالجنرال سكوت ميلر، المحارب المخضرم المتخصص بالعمليات الخاصة.

ويصف برينس ميلر بأنه “شخص غير تقليدي” مضيفا “وأنا واثق من أنه قد أرسل إلى هناك بتفويض لتغيير كيف يجري العمل هناك”.

وتتوخى خطة رجل الأعمال سحب 15000 من القوات الأميركية من أفغانستان واستبدالهم بثمانية آلاف من المتعاقدين، فضلا عن خصخصة الدعم الجوي أيضا.

ويدافع برينس عن خطته بالقول إنها ستخفض الـ70 مليار التي تشكل كلفة الحرب في أفغانستان سنويا. وتقول الصحيفة إن شركة برينس السابقة “بلاك ووتر” ذات تاريخ ملوث في أفغانستان والعراق، وبشكل خاص عندما أطلق حراسها النار على 17 مدنيا عراقيا في قلب بغداد في عام 2007.

مايك بومبيو: دور القوات الأجنبية قد يكون على طاولة المفاوضات مع طالبان
مايك بومبيو: دور القوات الأجنبية قد يكون على طاولة المفاوضات مع طالبان

وتضيف أن تصريحاته تلك تأتي في وقت وضع تحت المراقبة بعد استجوابه ضمن تحقيق مولر بشأن مزاعم التواطؤ بين روسيا وفريق حملة ترامب الانتخابية. وترى الصحيفة أن برينس، الذي تعمل أخته بيتسي دي فوس وزيرة للتعليم في إدارة ترامب، قد استوجب بشأن لقائه مدير صندوق تمويل روسي، حيث أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن الهدف من اللقاء كان تهيئة قنوات اتصال سرية بين ترامب وموسكو.

وينفي برينس ذلك، قائلا إنه لم يكن يعرف مسبقا بوجود حضور روسي وإنه ناقش معهم قضايا الاستثمار وبناء علاقات ثنائية أفضل.

وكشف تقرير رسمي نشرته مؤخرا، وزارة الدفاع الأميركية، أن التصريحات المتفائلة حول تحسّن الوضع الأمني في أفغانستان لا تتفق والواقع، إذ إن الوضع الميداني يظهر “مؤشرات قليلة جدا” لحصول تقدم على الصعيد الأمني بعد 17 عاما من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لهذا البلد.

وأوضح التقرير الفصلي الذي أعدّه المفتش العام للبنتاغون حول العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان خلال الربع الأول من العام الجاري أنه في الوقت الذي لا تنفك فيه وزارة الدفاع الأميركية تردد، يوما تلو الآخر، أن الوضع الأمني يتحسّن في أفغانستان، فإن الواقع يظهر أن حركة طالبان ما زالت تشن هجمات تحصد ضحايا مدنيين.

وكان القائد العام السابق للقوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون قال، إن الجيش الأفغاني “اجتاز المنعطف” في هذه الحرب، الأطول على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة، متوقعا أن تتمكن القوات الحكومية في غضون عامين من توسيع نطاق سيطرتها لتشمل مناطق يقطنها 80 بالمئة من السكان مقابل 64 بالمئة اليوم.

لكن المفتش العام لوزارة الدفاع الأميركية قال في تقريره إنه لم يجد سوى “تغير إيجابي ضئيل” في الربع الأول من العام الجاري إذ ارتفعت نسبة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية أو نفوذها إلى 65 بالمئة، أي أن الزيادة مقدارها 1 بالمئة فقط.

واعتبر المفتش العام في تقريره أن هذا الانخفاض في العدد “يجدد المخاوف” بشأن عمليات التجنيد في القوات الأفغانية وقدرتها على الاحتفاظ بعناصرها ومعدلات الإصابة في صفوفها و”الفعالية الشاملة” لهذه القوات.

وأزاحت تقارير إعلامية مؤخرا الستار عن دخول حركة طالبان في محادثات غير معلنة مع الولايات المتحدة من أجل مناقشة أسس عملية السلام في البلاد، في تطور لافت لمواقف الحركة التي رفضت دعوات سابقة، فيما شكك محللون في جدية الحركة وحسن نواياها في قبول اتفاقية سلام تكون حكومة كابول جزءا منها.

وأعلن مسؤولون أفغان أن وفدا من طالبان زار أوزبكستان الشهر الماضي، لإجراء محادثات حول عملية السلام في أفغانستان وانسحاب القوات الأجنبية، مع اشتداد المعارك بين المتمردين والقوات الأفغانية قرب كابول.

وتأتي الاجتماعات التي استضافتها الجارة الشمالية لأفغانستان عقب تقارير وردت مؤخرا عن إرسال طالبان وفودا مشابهة إلى الصين، ما يظهر الطموحات المتصاعدة للحركة لإجراء محادثات مستقلة مع الحكومات الأجنبية في الوقت الذي يتزايد فيه زخم التوصل إلى تسوية سلمية في البلاد.

وأجرى رئيس المكتب السياسي لطالبان في قطر شير محمد عباس ستانكزاي لقاءات مع وزير الخارجية الأوزبكستاني عبدالعزيز كاميلوف طوال أربعة أيام بدءا من 6 أغسطس، حيث ناقشا “آفاق عملية السلام في أفغانستان”، وفق ما ذكره بيان لوزارة الخارجية في أوزبكستان.

و الشهر الماضي أشارت واشنطن إلى تغيير في سياساتها القديمة الثابتة عندما أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو أن الولايات المتحدة مستعدة لـ”دعم وتسهيل والمشاركة” في المحادثات، فاتحا الباب أمام لقاء مسؤولين أميركيين في قطر بالمسلحين، مشيرا إلى أن دور القوات الأجنبية في أفغانستان قد يكون على الطاولة.

5