شعبويو إيطاليا يعلنون الحرب على الصحف المناوئة لهم

لويجي دي مايو زعيم حركة 5 نجوم في إيطاليا يعلن الحرب على الصحف المتهمة بـ"تلويث النقاش" العام.
الاثنين 2018/09/17
لا أموال للأقلام المعارضة

روما - أعلن لويجي دي مايو أحد ركني الحكومة اليمينية الشعبوية في إيطاليا الحرب على الصحف المتهمة بـ”تلويث النقاش” العام، مهددا بحرمانها من إعلانات الشركات العامة.

وقال دي مايو زعيم حركة 5 نجوم عبر فيسبوك “إن الصحف تلوث يوميا النقاش العام والأسوأ أنها تفعل ذلك بفضل المال العام”، في انتقاد لتصدي بعض الصحف الحكومية لسياسات الحكومة اليمينية المتطرفة.

وأضاف أن الميزانية الإيطالية القادمة “ستشهد خفضا للمساهمات العامة غير المباشرة للصحافة، ونحن بصدد إعداد رسالة إلى الشركات التي تملك الدولة مساهمة فيها لنطلب وقف الدفع للصحف”.

وحركة خمس نجوم ومؤسسها بيبي غريلو على قناعة بأن وسائل الإعلام التقليدية ترغب في إفشال تجربتها في الحكم بالتحالف مع حزب الرابطة بزعامة ماتيو سالفيني اليميني المتشدد.

ويوجه دي مايو (32 عاما) ووزراء حركة خمس نجوم، وكذلك رئيس الحكومة جوزيبي كونتي وعدد من وزراء الرابطة، الانتقادات عبر فيسبوك وتويتر إلى الصحافة التقليدية وإلى ما تنشره، باسم الدفاع عن “الشعب” ضد “المنظومة القائمة”.

وقال دي مايو نائب رئيس الحكومة ووزير التنمية الاقتصادية “هذه ليست صحافة بل دعاية تعمل للدفاع عن مصالح نخبة صغيرة تعتقد أن بإمكانها الاستمرار بالتحكم” في البلد. وأضاف “لا أقرأ الصحف الإيطالية بهدف الاطلاع على ما يحصل بل فقط لأفهم كيف يريدون مهاجمتنا”.

ودي مايو، الذي أمضى ولاية واحدة نائبا معارضا قبل الوصول إلى الحكم، هو بحسب رافاييل لوروسو الأمين العام للفيدرالية الوطنية للصحافة الإيطالية “غير معتاد على ضغط الصحافة وواقع أن الصحافة حرة”.

وأضاف لوروسو أن دي مايو، وماتيو سالفيني وهو صحافي سابق في إذاعة الرابطة، “يفضلان الشبكات الاجتماعية لأنهما بذلك يتوجهان مباشرة إلى أنصارهما ويمكنهما أن يقولا ما يناسبهما”، حيث يكثف السياسيان طوال اليوم نشر أشرطة الفيديو عبر فيسبوك والرسائل عبر تويتر.

لويجي دي مايو: وسائل الإعلام التقليدية ترغب في إفشال تجربتها في الحكم
لويجي دي مايو: وسائل الإعلام التقليدية ترغب في إفشال تجربتها في الحكم

وفي مقابلة حديثة قال سالفيني إن ثمانية ملايين شخص شاهدوا أشرطة الفيديو التي نشرها عبر فيسبوك، معلقا “هذا رقم يفوق بكثير ما يمكن أن أحصل عليه من وسيلة إعلامية تقليدية”.

وهذا الهجوم المستمر من زعيم حركة تدعو للديمقراطية المباشرة عبر الإنترنت وتنتقد باستمرار “الأخبار الزائفة” للصحف الكبرى، يثير القلق في أعلى هرم الدولة. وانبرى الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا مدافعا عن الصحافة، وأكد في رسالة وجهها إلى صحف صقلية أن “حرية الصحافة غير المشروطة تشكل مفتاح الديمقراطية وعنصرها الأساسي”.

وكتب ايزيو مورو الذي أدار لسنوات صحيفتين يوميتين، في افتتاحية لصحيفة لاريبوبليكا “في عالم دي مايو الخاص تمثل الصحف أعداء ودخلاء وخارجين عن القانون”، مضيفا أن الإجراءات التي ينوي اتخاذها “تكشف خوفه من رأي عام حر ومستقل وتعددي”.

وهاجم دي مايو أيضا إصلاح قانون الملكية الفكرية الهادف إلى جعل الشركات الكبرى للإنترنت تدفع المال مقابل المحتويات الفنية والمقالات التي تستخدمها، حيث حصل مشروع القانون الأربعاء على موافقة البرلمان الأوروبي.

ويرى دي مايو أن إقرار هذا القانون أمر “مخز”، معتبرا أنه “بذريعة هذا الإصلاح لحق الملكية الفكرية، شرع البرلمان الأوروبي الرقابة الاستباقية”.

وأضاف “سيكون من الممتع أن نرى بعد الانتخابات الأوروبية القادمة” في مايو 2019 “طبقة من القادة على المستوى الأوروبي جديدة بالكامل لا تفكر في تمرير مثل هذه التفاهات”.

واستهل الشعبويون في إيطاليا فترة حكمهم بنشر مسودة “عقد حكومي” بين الرابطة اليمينية المتطرفة وحركة خمس نجوم، أثارت قلقا داخليا وخارجيا بعد أن ورد فيها الخروج من منطقة اليورو وإعادة التفاوض حول المعاهدات الأوروبية وإلغاء 250 مليار يورو من الديون.

ومن بين الإجراءات العديدة التي ورد ذكرها في الوثيقة التي أتت في 39 صفحة إدخال تدابير “تقنية ذات طابع اقتصادي وقانوني تسمح للدول الأعضاء بالخروج من الوحدة النقدية وبالتالي استعادة السيادة النقدية”.

ووردت في فقرة أيضا إمكانية الطلب من البنك المركزي الأوروبي الذي يقوده الإيطالي ماريو دراغي، إلغاء الدين الإيطالي المقدر بـ250 مليار يورو في شكل سندات خزينة.

وفور نشر الوثيقة تواترت ردود فعل في الصحافة، حيث انتقد الصحافيون والخبراء خصوصا “سذاجة مضمونها”.

5