"المدينة التي تنتصر دوما" لعمر هاملتون تفوز بجائزة عربية في باريس

باريس - أعلنت أخيرا لجنة تحكيم جائزة الأدب العربي في باريس، التي أسسها معهد العالم العربي ومؤسسة جان-لوك لاغاردير، عن فوز رواية “المدينة التي تنتصر دوما” لعمر روبرت هاملتون بالجائزة في دورتها الجديدة هذا العام.
اختارت لجنة التحكيم، التي يرأسها هذه السنة ألكسندر نجار الكاتب والمسؤول عن الصفحات الأدبية في مجلة لوريان إكسبرس، رواية هاملتون معتبرة إياها “الرواية الأولى القوية والمُحكمة التي تغوص بالقارئ في مصر في زمن ثورة 2011، وترسم ملامح الشباب المصري الملتزم بنضاله من أجل الحرية”.
ونوّه أعضاء لجنة التحكيم بالجودة العالية التي تمتعت بها الكتب التي شاركت في هذه الدورة للجائزة لسنة 2018، وهي “ثرواتنا” لكوثر عظيمي، و”ظل الشمس” لطالب الرفاعي، و”شابّ غاضب” لسليم باشي، و”هرّة سيكيريدا” لرشيد الضعيف، و”نساء الكرنتينا” لنائل الطوخي، ختاما برواية “الأجنحة البعيدة” لجاد هلال.
وفاز هاملتون بالجائزة عن روايته “المدينة التي تنتصر دوما” الصادرة عن دار غاليمار للنشر ومجموعة “من العالم أجمع”، والتي ترجمتها سارة غورسيل للفرنسية عن الإنكليزية الأميركية.
ويكتب هاملتون في روايته “المدينة التي تنتصر دوما” يوميات الثورة المصرية بطريقة مشحونة يكشف من خلالها الغطاء عن الأحداث والتفاصيل الصغيرة المجهولة، تلك التي أهملتها وسائل الإعلام، أحداث منسية ومتسارعة يمسكها الكاتب بقلمه نجده يكتب مثلا “القاهرة في عام 2011. الشوارع مِلؤها الصراخ والشكوى. أمطار من الحجارة والشعارات تهطل على الجيش. نساء عنيفات. والمستشفيات مكتظة كما قاعات الموتى. الشعب المصري يقف في وجه نظام الرئيس مبارك. بدأ خليل ومريم وحافظ والآخرون بتنظيم المقاومة. عاد خليل لتوّه من الولايات المتحدة ليكون إلى جانب أبناء بلده في النضال والكفاح. مريم تعتني بالجرحى وتسعى لتأمين ما يلزم لعمل الممرضين والمساعدة في تحرير المعارضين المعتقلين. حافظ يقوم بتوثيق المعارك والشجارات وينشر صورها على الشبكات الاجتماعية”.
ونشير إلى أن عمر روبرت هاملتون من مواليد لندن سنة 1984. اضطلع عقب دراسته للأدب في أوكسفورد، بإخراج عدد من الأفلام القصيرة، وشارك بتأسيس مهرجان الأدب الفلسطيني. وقد قام إبان الثورة في مصر بتصوير التجمعات في ساحة التحرير في شهري يناير وفبراير 2011، قبل أن يشارك بتأسيس مجموعة “مُصرّين” الهادفة لتوثيق المظاهرات بمصر. يقطن عمر روبرت هاملتون حاليا في القاهرة. وتُعتبر رواية “المدينة التي تنتصر دوما” روايته الأولى.
أما حفل تسليم الجائزة فسينعقد مساء الـ25 من أكتوبر 2018 في رحاب معهد العالم العربي بباريس، بحضور رئيس المعهد جاك لانغ وبيير لورا المدير المشارك لشركة لاغاردير والإداري المنتدب لمؤسسة جان-لوك لاغاردير، إلى جانب الحائز على الجائزة ولفيف من الشخصيات من عالم الأدب والفن.
كما سيحل الحائز على الجائزة ضيفا على اللقاء الأدبي الذي ينظمه معهد العالم العربي عشية السبت في 27 أكتوبر.
ونذكر أن جائزة الأدب العربي تعتبر الجائزة الفرنسية الوحيدة المُخصّصة للإبداع الأدبي العربي في هذا المجال، ويُشرف عليها كل من مؤسسة “جان لوك لاغاردير” ومعهد العالم العربي بباريس. وتهدف الجائزة لتشجيع نشر الأدب العربي بلغة موليير، وتبلغ قيمتها 10 آلاف يورو.
وتمّ إطلاق هذه الجائزة في باريس عام 2013، كجائزة سنوية تُمنح لكاتب عربي عن عمل أدبي منشور له باللغة الفرنسية أو مترجم من العربية، على أن يتناول موضوعه واقع الشباب العربي اليوم. وتشمل الأعمال الأدبية التي من الممكن ترشيحها، الرواية والمجموعات القصصية أو الشعرية.
وتعتبر جائزة الأدب العربي الفرنسية من أهم الجوائز الممنوحة للمبدعين العرب في مجال التأليف، وتهدف بشكل أساسي للتعريف بالثقافة العربية ونشرها.