موجة تطرف تجتاح المرشحين للانتخابات الأميركية المقبلة

واشنطن – مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وجد التطرف والتعصب ونظريات تفوق البيض ومعاداة السامية زخما جديدا، حيث حظيت هذه النظريات هذا العام بمنبر على المستوى الوطني، تبين أن أنصارها عدد من المرشحين للانتخابات المقبلة ومعظمهم من المحافظين، ما يطرح مشكلة حقيقية تحرج الحزب الجمهوري.
ويشير خبراء إلى الرئيس الأميركي على أنه المسؤول الأكبر خلف هذا العدد غير المسبوق من المرشحين العنصريين لانتخابات منتصف الولاية الرئاسية.
ورأت هايدي بايريش الخبيرة في مركز “ساذرن بوفرتي لوو سنتر” الذي يتابع المجموعات الداعية إلى الحقد منذ 1999 أن “استخدام ترامب غير المعهود للأمور المرتبطة بالعنصرية ومعاداة الإسلام، وكل هذا الخطاب المتعصب، فتحت في الحياة السياسية بابا لم يكن موجودا من قبل”.
وأضافت بايريش “لطالما كانت لدينا حفنة من النازيين الجدد لكن ذلك زاد الوضع سوءا”، مشيرة إلى أن مثل هذه المواقف لكانت من قبل “وضعت حدا” لأي ترشيح.
وأوضحت أنه “بإسقاطه هذه المحرمات وفوزه بالرئاسة، فإن ترامب فتح طريقا إلى نجاح انتخابي كان الجميع يفترض أنه لا يفضي إلى نتيجة”.
و يجاهر آرثر جونز بنازيته، أما جون فيتزجيرالد، فيعتبر محرقة اليهود خرافة، فيما يعتزم ريك تايلر العمل على "جعل أميركا بيضاء من جديد"، كلها أفكار تذكر بزمن ولى رغم أن الثلاثة هم مرشحون لانتخابات نوفمبر في الولايات المتحدة.
وآرثر جونز الذي يعتبر المحرقة “أكبر وأخبث كذبة في التاريخ”، هو المرشح الجمهوري عن ولاية إيلينوي إلى الكونغرس بعدما فاز في الانتخابات التمهيدية دون أي منافس جمهوري في دائرة معروفة بتوجهها الديمقراطي.
وأما منصب رئيس مجلس النواب في واشنطن الذي سيخلو مع انسحاب بول راين في نهاية ولايته، فمن المتوقع أن يفوز به بول نيلن الذي يتصدر السباق بين الجمهوريين في ويسكونسن، غير أن نيلن أثبت نفسه كقيادي كبير لتيار اليمين المتطرف الأميركي ويصفه منتقدوه بأنه شخص يريد أن يمنح القوميين البيض والمعادين للسامية تأثيرا أكبر على الثقافة والسياسة الأميركيتين.
ويحمل موقع حملة ريك تايلر المناصر لدونالد ترامب والمرشح عن تينيسي لمقعد في الكونغرس، رسما للبيت الأبيض يرفرف فوقه 12 علما كونفدراليا، العلم الذي يشكل برأي الكثيرين رمزا لماضي العنصرية والرق في هذا البلد.
ويستغل المرشحون المتطرفون لدى الناخبين الإحساس بأنهم لا يحظون بتمثيل جيد أو بأن الحزبين التقليديين الجمهوري والديمقراطي يهملانهم.
وتبرأ الحزب الجمهوري من عدد من هؤلاء المرشحين بمن فيهم جونز ونيلن، لكن مركز “ساذرن بوفرتي لوو سنتر” لفت إلى أن تأييد ترامب لمرشحين موضع جدل مثل مسؤول شرطة أريزونا السابق جو أربايو في ترشحه لمقعد في مجلس الشيوخ، يوجه رسالة إلى الشريحة المتطرفة من الحزب بأن ثمة مساحة لهم في الخطاب السياسي.