مقاتلات التحالف تكثف غاراتها على مواقع متفرقة في محافظة الحديدة

مقاتلات التحالف العربي تشن أكثر من 15 غارة جوية على مواقع متفرقة في محافظة الحديدة وتأتي هذه الغارات بعد استهداف الحوثيين لناقلتي نفط سعودية قبالة الساحل اليمني.
الجمعة 2018/07/27
الغارات هي الأعنف على الحديدة منذ بدء تصعيد العمليات العسكرية فيها

صنعاء- كثفت مقاتلات التحالف العربي، في وقت مبكّر من الجمعة، غاراتها الجوية على مواقع متفرقة بمحافظة الحديدة، غربي اليمن.

وقال سكان محليون إن مقاتلات التحالف العربي شنت أكثر من 15 غارة جوية على مقر الشرطة العسكرية بمحافظة الحديدة ومواقع متفرقة في مديريات زبيد والزيدية والدريهمي.

وأضافت المصادر، أن هذه الغارات هي الأعنف على الحديدة منذ بدء تصعيد العمليات العسكرية فيها، حيث هزت انفجارات عنيفة المحافظة وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من على المواقع المستهدفة.

وبحسب المصادر، لا يزال تحليق الطيران مستمر حتى هذه اللحظة في أجواء المحافظة بشكل مكثف وعلو منخفض. ويسيطر الحوثيون على محافظة وميناء الحديدة، وأجزاء واسعة من المحافظة.

تطهير الساحل الغربي

الحكومة اليمنية تدعو المجتمع الدولي لمساندتها في جهودها لتطهير الساحل الغربي من ميليشيا الحوثيين
الحكومة اليمنية تدعو المجتمع الدولي لمساندتها في جهودها لتطهير الساحل الغربي من ميليشيا الحوثيين

وتأتي هذه الغارات بعد إعلان قوات التحالف العربي، عن استهداف الحوثيين لناقلتي نفط سعودية قبالة الساحل الغربي لليمن. والخميس، دعت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي إلى الوقوف بشكل فوري في مساندة جهود الحكومة العسكرية لتطهير الساحل الغربي من ميليشيا الحوثيين، والضغط عليها بالانسحاب من محافظة الحديدة.

وتتهم الحكومة اليمنية الشرعية وقوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، جماعة الحوثيين بتلقي الأسلحة من إيران عبر الساحل الغربي لليمن، وهو ما تنفيه إيران.

ويحاول سكان محافظة الحديدة التأقلم مع الخنادق والحواجز التي نصبها مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثي)، في الشوارع والطرقات الرئيسية بالأحياء الجنوبية للمحافظة.

لكن أسلوب الحياة الجديد فرض على أكثر من 600 ألف شخص، يسكنون المحافظة واقعًا جديدًا، أصبحوا فيه مقيدين في أحياءهم، بعد أن قطّعت تلك الحفريات والحواجز أوصال المحافظة الواقعة على ساحل البحر الأحمر.

وقال سكان في المحافظة إن الخنادق التي حفرها الحوثيون، والحواجز الأسمنتية والسواتر الترابية، عقّدت حياتهم، وباتت الحركة في المحافظة ثقيلة، رغم حالة النزوح الكبيرة منها.

ولا تقتصر الحفريات والخنادق والحواجز على محافظة الحديدة فقط، بل امتدت إلى الطرقات الرئيسية التي تربطها بالمدن، والبلدات الواقعة في جنوب المحافظة، ما أثر على حركة السير والتنقل.

وقالت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، في بيان، الإثنين، إن "الأنشطة التجارية يتم استئنافها ببطء، رغم أن العديد من الطرق داخل المحافظة وحولها لا تزال خطرة".

ونصب الحوثيون سواتر في الطرقات الرابطة بين مديريات بيت الفقيه، والدريهمي وزبيد والجراحي، وقال مسافرون إن الطريق باتت أطول من المعتاد بسبب العوائق، وتضاعفت الفترة الزمنية للانتقال بين محافظة وأخرى. كما يخشى المسافرون من زراعة الألغام في الطرقات.

وأوضح مصدر عسكري حكومي أن المسلحين الحوثيين لجأوا إلى تلك الاستراتيجية العسكرية، من أجل إبطاء تقدم القوات الحكومية، حال شنت هجومًا للسيطرة على المحافظة، وميناءها الاستراتيجي. وأفاد المصدر إن الحوثيين نشروا العشرات من المسلحين بالقرب من تلك الخنادق والحواجز، لجر القوات الحكومية لخوض قتال شوارع.

قتال شوارع

حالة نزوح كبيرة من المحافظة
حالة نزوح كبيرة من المحافظة

قال وزير الخارجية اليمني، خالد حسين اليماني، إن "الحوثيين قاموا بحفر الخنادق داخل المحافظة، ما يشير إلى توجههم لخوض قتال شوارع في محاولة لاستدراج الجيش الوطني".

وأضاف خلال لقائه مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق عمليات الإغاثة، مارك لوكوك، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، إن الرئيس اليمني أكد مرارًا على أن القوات الحكومية لن تنجر لحرب شوارع.

ومنذ 13 يونيو الماضي، تنفذ القوات الحكومية بإسناد من التحالف العربي بقيادة السعودية، عملية عسكرية لتحرير الحديدة، ومينائها الاستراتيجي على البحر الأحمر من مسلحي الحوثيين. ودخلت المعركة شهرها الثاني من التجميد بضغوط دولية، بعد أن وصلت إلى مطار الحديدة الدولي.

ووصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى العاصمة صنعاء، الأربعاء، في مستهل جولة جديدة من المباحثات مع مسؤولي جماعة أنصار الله (الحوثي) حول استئناف المفاوضات لحل الأزمة، ووقف العمليات العسكرية في محافظة الحديدة، غربي البلاد.

ومنذ أكثر من ثلاثة أعوام يشهد اليمن حربًا بين القوات الحكومية، مدعومة بتحالف عربي تقوده الجارة السعودية، من جهة، وبين المسلحين الحوثيين، المتهمين بتلقي دعم إيراني، من جهة أخرى، والذين يسيطرون على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.