سينمائيون يحررون الكلمة في مهرجان كرامة لحقوق الإنسان

مهرجان كرامة يعتبر واحدا من المهرجانات التي تهتم بعرض أفلام تتطرق في مضمونها إلى مواضيع الكرامة والإنسانية في المنطقة العربية.
الاثنين 2018/07/23
الموسيقى تفتح عالمها الغريب للسينما

انتهت مساء 20 يوليو فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان كرامة لحقوق الإنسان في نسخته اللبنانية، والتي أقيمت في سينما متروبوليس أمبير، بعرض فيلم “الفرقة” للمخرج العراقي الباقر جعفر، وهو المهرجان الذي تنظمه الجمعية اللبنانية “معمل 961- للفنون”، بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام، وسفارة كل من هولندا وسويسرا وتشيكيا في لبنان.

ويعتبر مهرجان كرامة الذي بدأ أولى دوراته العربية في العاصمة الأردنية عمان قبل أن ينتقل إلى بيروت، واحدا من المهرجانات التي تهتم بعرض أفلام تتعلق بحقوق الإنسان في المنطقة العربية، ولا تضم أجندة اهتماماته إقامة مسابقة للأفلام المشاركة، بقدر رغبة منظميه في إلقاء الضوء على الأفلام التي تتطرق في مضمونها إلى مواضيع الكرامة والإنسانية، ويختار المهرجان في كل دورة من دوراته شعارا جديدا له.

وكان مهرجان كرامة الذي بدأ فعالياته في السابع عشر من الشهر الجاري بعرض الفيلم الفلسطيني الألماني “نادي ركوب الأمواج في غزة” 2016 للمخرجين فيليب غناد وميكي يامين، قد حاول تسليط الضوء على أفلام السينما “الرافضة للعنصريّة، وخطاب الكراهية، والتمييز، والظلم”، متخذا لنفسه في دورة هذا العام عنوان “حرروا الكلمة”، ولقد سبق لمديره هيثم شميص أن أكد في المؤتمر الصحافي الذي عقد للمهرجان أن موضوع حرية التعبير “لا يتعلق فقط بالقراءات المحّرفة للدساتير، بل يتجاوزها إلى درجة الأذى بالكرامة الإنسانية، أحد الحقوق المؤسسة لشرعية حقوق الإنسان الكونية. وإننا بدورنا لا نقف فقط كمراقبين بل كمتضررين، تمت استباحة كرامتهم الإنسانية عبر مصادرة حقهم أيضا في المعرفة والتعبير”.

المهرجان حاول تسليط الضوء على أفلام السينما "الرافضة للعنصريّة، وخطاب الكراهية، والتمييز، والظلم"
المهرجان حاول تسليط الضوء على أفلام السينما "الرافضة للعنصريّة، وخطاب الكراهية، والتمييز، والظلم"

وشاهد الجمهور خلال دورة هذا العام 16 فيلما من لبنان والعالم العربي وأوروبا وأميركا وآسيا، بينها سبعة أفلام وثائقية طويلة وأربعة أفلام وثائقية قصيرة وخمسة أفلام روائية قصيرة، نذكر من أهمها الفيلم الوثائقي “ذاكرة باللون الخاكي” للمخرج السوري ألفوز طنجور، وهو واحد من الأفلام التي عرضت في مختلف مهرجانات العالم، وحصد العديد من الجوائز، بالإضافة إلى الفيلم الروائي القصير “شحن” للمخرج اللبناني كريم الرحباني، والذي تدور مجريات أحداثه حول طفل سوري وجده، يعيشان تجربة اللجوء، بالإضافة إلى الفيلم الفلسطيني “نايلة والانتفاضة” لكل من رأفت الزقوط ونائلة العايش، وفيلم “أرض المحشر” للمخرج السوري ميلاد أمين، وغيرها من الأفلام.

وتماشيا مع شعار دورة هذا العام “حرروا الكلمة” أقيمت ندوة بعنوان “واقع الحريات في لبنان” شارك فيها كل من الصحافية اللبنانية ديانا مقلد، صاحبة برنامج “بالعين المجردة” الذي جاب أكثر من ثلاثين مدينة مضطربة، وطرح قضايا سياسية واجتماعية وقضايا تتعلق بحقوق المرأة، إلى جانب أيمن مهنا المدير التنفيذي لمؤسسة الصحافي اللبناني الراحل ضحية الكلمة والرأي سمير قصير، بينما أدارتها مديرة البرامج في المهرجان نجوى قندقجي.

ومن أبرز الأفلام التي عرضها المهرجان فيلم “الفرقة” 2017 وهو من إنتاج لبناني عراقي ومن سيناريو وإخراج الباقر جعفر، وتدور أحداث الفيلم الوثائقي حول مجموعة من الشباب العراقيين الذين يجمعهم حبهم للموسيقى الصوفية، فيشكلون فرقة موسيقية تحمل اسم “فرقة حلم” تصبح مشهورة ولديها تسجيلات على “اليوتيوب” وتحيي حفلات موسيقية في مدينة بغداد، لكنهم رغم كل ما سبق لا يملكون الحق ولا الجرأة على إقامة حفل غنائي في مدينتهم التي ينتمون إليها “مدينة الصدر”، لأن ذلك
يعتبر ضربا من الفساد وجرما محرما يعاقب عليه بالقتل، وعلى مدى زمن الفيلم 67 دقيقة، تلاحق كاميرا المخرج أفراد الفرقة في رحلة تنقلهم بين أحياء مدينة الصدر، للتعرف عليهم وعلى أحلامهم وأمنياتهم.

وكان مخرج الفيلم في حديثه لـ”العرب” قد أشار إلى أنه تعرف صدفة إلى أعضاء الفرقة المكونة من ستة فنانين، ينتمون إلى مدينة الصدر التي هي أيضا مدينته، وشعر أن لديهم حلما يشاركهم به، هو كسينمائي وهم كموسيقيين، حلم يتمنون تحقيقه وسط مدينتهم.

أما فكرة تصوير فيلم وثائقي عنهم، فقد جاءت في اليوم الذي سألهم فيه عن الطريقة التي ينقلون فيها أدواتهم الموسيقية داخل المدينة للاجتماع وإجراء التدريبات، وكانت المفاجأة بالنسبة إليه حين عرف أنهم ينقلونها عبر حاويات القمامة إلى سيارة الأجرة التي يستقلونها للانتقال إلى مكان إجراء البروفات.

ويتابع جعفر “وجدت فيهم أبطالا حقيقيين، لأنهم يصرون على تحقيق أحلامهم، ويتدربون كفريق، وهو أمر خطير جدا في مدينة الصدر. عند تلك اللحظة بدأت معهم الخوض في تجربتهم لتحقيق حلمهم في إحياء حفل خاص بهم في مدينة الصدر، بين أهلهم ومدينتهم والبيئة التي تربوا فيها، والتي تعتبر الأحوج إلى الاستماع إلى الموسيقى لتتثقف وتطّلع على العالم الجيد، وتتعالج من الأمراض المتطرفة والمعقدة.

يذكر أن فيلم “الفرقة” قد عرض في عدة مهرجانات عربية وحاز على عدة جوائز، نذكر منها جائزة الفيلم الوثائقي في مهرجان وهران في العام 2017، وجائزة مهرجان العالم العربي في باريس في العام 2018.

14