من يعرف ما دار بين ترامب وبوتين.. لا أحد غير المترجمين

واشنطن - لا يبدو أن النخب السياسية الأميركية ستطوي بسهولة ملف القمة التي جمعت الاثنين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي.
والظاهر أن الجدل حول هذه المسألة يتجاوز مسائل السياسة الخارجية والموقف الأميركي من موسكو باتجاه عامل داخلي يتعلق باستحقاق الانتخابات النصفية في نوفمبر 2018 والتي يجري فيها انتخاب كل أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ وعدد من حكّام الولايات الخمسين.
ويطلب جمهوريون وديمقراطيون في الكونغرس إجابات بشأن الاتفاقات التي ربما توصل إليها ترامب خلال الاجتماع الذي استمر ساعتين واقتصر الحضور فيه على مترجمي الرئيسين.
وواجه البيت الأبيض غضبا يتعلق بعدد من القضايا الخاصة بالقمة ومن بينها عدم مواجهة ترامب لبوتين بما توصلت إليه وكالات المخابرات الأميركية بخصوص تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية عام 2016 واقتراح بوتين السماح للسلطات الروسية باستجواب مواطنين أميركيين.
وعلى الرغم من أن انتقادات ضد أداء ترامب صدرت عن قيادات في الحزب الجمهوري إلا أن السجال يندرج في جانب منه في المنافسة التقليدية مع الديمقراطيين كما في التباين ما بين رؤية البيت الأبيض وبقية مؤسسات الإدارة، لا سيما الأمنية منها.
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر إنه يتعين على الرئيس دونالد ترامب ألا يلتقي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع ثنائي آخر إلى أن يعلم الأميركيون ماذا دار خلال القمة الأولى بين الزعيمين في هلسنكي هذا الأسبوع.
وأضاف في بيان “إلى أن نعرف ماذا حدث خلال الاجتماع الذي استمر ساعتين في هلسنكي، يتعين ألا تكون هناك أي لقاءات ثنائية أخرى للرئيس مع بوتين، لا في الولايات المتحدة ولا في روسيا ولا في أي مكان آخر”.
واعتبر مراقبون أن عزم البيت الأبيض على دعوة بوتين إلى زيارة البلاد هو هروب إلى الأمام للرد على الحملة متعددة المصادر التي تشنها المنابر الأميركية ضد ترامب.
ويشدد مراقبون على أن المؤسسات السياسية والدستورية والأمنية لا تعرف مضمون المحادثات الثنائية بين الزعيمين على نحو يبيح انفلات التكهنات والاتهامات، خصوصا أن ما أعلن في المؤتمر الصحافي المشترك زاد من نسبة القلق والغموض حول الأمر في واشنطن.
وقال مدير المخابرات الأميركية دان كوتس إنه لا يعلم ماذا حدث خلال الاجتماع. وأضاف خلال منتدى أسبن الأمني في كولورادو “حسنا أنتم على حق، لا أعلم ماذا حدث في ذلك الاجتماع″.
وأوضح “أرى أننا سنعرف المزيد بمرور الوقت وبعد أن تحدث الرئيس بالفعل عن بعض ما حدث. لكن هذا من صلاحياته”.
وطالب عضوان في الكونغرس باستدعاء المترجمة مارينا غروس التي حضرت الاجتماع من أجل الإدلاء بشهادتها ومعرفة حقيقة ما دار خلال لقاء الزعيمين.
والمترجمة مارينا غروس والتي يمكن وصفها بـ”الصندوق الأسود”، كانت الأميركية الوحيدة الموجودة في الاجتماع الخاص الذي جمع بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي والذي انضم إليه أيضا مترجم شفوي.
ولفت المراقبون إلى اتهامات وجهها ترامب إلى المنابر الأميركية بتعطيل الوفاق بين البلدين.
وكتب الرئيس الأميركي على تويتر قائلا “القمة مع روسيا نجحت نجاحا عظيما، لكنها لم تكن كذلك مع عدو الشعب الحقيقي، وسائل إعلام الأخبار الكاذبة. أتطلع إلى اجتماعنا الثاني كي يتسنى لنا بدء تنفيذ البعض من الأمور العديدة التي بحثناها، بما في ذلك التصدي للإرهاب وأمن إسرائيل والانتشار النووي والهجمات الإلكترونية والتجارة وأوكرانيا والسلام في الشرق الأوسط وكوريا الشمالية وغيرها”.
وفي موسكو قال بوتين إن قوى “نافذة” في الولايات المتحدة تحاول تخريب ما حققته القمة، إلا أن زعيمي البلدين مضيا قدما على كل الأحوال في تحسين العلاقات الأميركية الروسية.