الجمهوريون يسابقون الزمن لاحتواء ترامب بعد ورطة التقرب من بوتين

الجمهوريون ينضمون إلى قائمة المنتقدين للرئيس الأميركي دونالد ترامب وينضمون إلى صفوف الديمقراطيين لتأكيد أن روسيا متهمة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية.
الجمعة 2018/07/20
انتقادات واسعة لترامب

واشنطن - أثار الموقف التصالحي لدونالد ترامب ازاء فلاديمير بوتين خلال قمة هلسنكي الصدمة حتى داخل معسكر الرئيس الأميركي لكن أعضاء الكونغرس من الجمهوريين لا يملكون سوى وسائل محدودة لاحتواء الرئيس الأميركي.

مع أن الجمهوريين لا يميلون عادة إلى انتقاد رئيسهم إلا انهم انضموا هذه المرة إلى صفوف الديمقراطيين لتأكيد أن روسيا المتهمة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية للعام 2016 لا تزال تشكل تهديدا مع دنو موعد انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر. ورد هؤلاء على الرئيس الذي أمام كاميرات العالم أجمع بدا وكأنه يبرئ ساحة نظيره الروسي بعد لقائهما على انفراد في فنلندا.

بالنسبة إلى كثيرين شكل سلوكه خيانة لوكالات الاستخبارات الأميركية التي أجمعت على التنديد بهجوم منسق من قبل السلطات الروسية ضد العملية الانتخابية في الولايات المتحدة.

وعلق السناتور الجمهوري بن ساس "لقد ابتعدنا عن الواقع" متهما ترامب بمجاملة "بلطجي أصبح طاغية روسيا"، وذلك تعليقا على قول الرئيس الأميركي انه لا يرى "سببا" للشك في تدخل روسي.

أكد ترامب ان الأمر كان زلة لسان لكن بعض أعضاء الكونغرس باتوا يدفعون في اتجاه أخذ المبادرة واحتواء السياسة الخارجية بعد أسبوع دبلوماسي حافل انتقد فيه ترامب بشكل مباشر الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

وكتب الجمهوري بوب كوركر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ على تويتر "لم تعد هناك ضوابط"، مضيفا "حان الوقت ليتدخل الكونغرس بشكل أكبر واستعادة حقوقنا".

كما علق السناتور الجمهوري ليندساي غراهام "عدم القيام بشيء سيشكل خطأ سياسيا"، مع انه غالبا ما يكون منسجما مع ترامب، مضيفا ان تدخل روسيا "احتمال من نوع اعتداءات 11 سبتمبر يمكننا الحؤول دون وقوعه".

وتقدم عضو الكونغرس الجمهوري ايضا جيف فليك الاربعاء باقتراح يعيد التأكيد على قناعة اجهزة الاستخبارات بحصول تدخل روسي وبأن موسكو ستتحمل مسؤولية أفعالها لكن دون المضي أبعد من ذلك.

لكن اقتراحا أقدم كان تقدم به السناتور ماركو روبيو يعود بقوة في هذه المرحلة فهو يقترح فرض عقوبات تلقائية على روسيا في حال تدخل جديد في الانتخابات.

وألمح زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الثلاثاء إلى إمكان عرض النص على التصويت.

لن يترشح أي من كوركر او فليك لولاية جديدة وبالتالي بإمكانهما انتقاد ترامب علنا لكن الباقين لا يمكنهم المجازفة اذ أن حادثة مارك سانفورد لا تزال حاضرة في الأذهان. فقد خسر هذا العضو في مجلس النواب الذي شن الرئيس حملة ضده بعد انتقاده له في انتخابات أولية لحزبه في كارولاينا الشمالية لصالح مرشح آخر موال لترامب.

كما كشف استطلاع اجرته شبكة "سي بي اس نيوز" ونشر الخميس ان 68% من الاعضاء الجمهوريين في الكونعرس يؤيدون أداء ترامب خلال قمة هلسنكي.

الا ان الجمهوريين لا يملكون سوى غالبية محدودة في مجلس الشيوخ (51 مقعدا في مقابل 49)، وفي غياب جون ماكين الذي يعاني سرطانا في الدماغ، تكفي معارضة صوت واحد لقلب النتيجة.

وقال السناتور الديمقراطي براين شاتز "كل ما نحن بحاجة اليه هو شخص يريد ان يكون في الجانب الصحيح من التاريخ".

وعلق السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال "أعتقد ان موجة القلق في تزايد" داخل الحزبين الرئيسيين.

ويريد بلومنتال على غرار أعضاء آخرين ان يمثل المترجم الذي رافق ترامب خلال لقائه على انفراد مع بوتين أمام الكونغرس لمعرفة ما قيل بالفعل.

لكن الجمهوريين يفضلون الاستماع إلى شهادة وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون اللذين من المفترض انهما على اطلاع على مضمون المحادثات.

ودعت كبرى وسائل الإعلام الأميركية الجمهوريين الذين يتمتعون بالغالبية في المجلسين إلى التدخل من أجل احتواء ترامب.

وتحت عنوان "حان الوقت لنرفع الرأس"، حضت صحيفة "نيويورك تايمز" الكونغرس على التصويت على مذكرة بحجب الثقة بعد قمة هلسنكي.

الا ان صحيفة "وول ستريت جورنال" المحافظة اعتبرت ان على أعضاء الكونغرس اعتماد "استراتيجية لاحتواء" ترامب من أجل "تقليص هامش التحرك الدبلوماسي المتاح له".