ميركل تذعن لتهديدات واشنطن بالانسحاب من الناتو

بروكسل – ألمحت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل الخميس، إلى إمكانية الاستجابة لطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيادة الإسهام في ميزانية “الناتو”.
وقالت ميركل إن هناك التزاما واضحا من الجميع تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وجاء تلميح ذلك ردا على سؤال حول ما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد هدد بالانسحاب منه، ما لم ترفع الدول الأعضاء إنفاقها العسكري إلى 4 بالمئة من الناتج المحلي، بدلا من 2 بالمئة.
وتأتي تصريحات ميركل، بعد أن وجّه ترامب، تهديدا صريحا لشركاء بلاده في حلف الناتو، بالخروج من الحلف في حال عدم إيفاء الدول الأعضاء بتعهداتهم حيال النفقات الدفاعية.
في المقابل، نفى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه التهديدات بقوله في مؤتمر صحافي في بروكسل “ترامب لم يقل لي أبدا ولم يذكر في الاجتماعات أنه سينسحب من الناتو”.
وأشارت ميركل إلى استعداد أعضاء الحلف لتقديم “إسهام” في ضوء تغير الأوضاع الأمنية. وفي تصريحات على هامش اجتماعات الحلف، قالت ميركل إن “النقاشات الجارية بين قادة الدول الأعضاء في الحلف، جوهرية للغاية”.
وتابعت “يمكنني فقط تلخيص ما هي النتيجة “هناك التزام واضح من الجميع تجاه حلف الأطلسي، وهناك استعداد واضح من الجميع أيضا للقيام بإسهام في ظل تغير الأوضاع الأمنية”.
وأضافت “الرئيس الأميركي دعا إلى تغيير توزيع الأعباء داخل الحلف، وأوضحت له نيابة عن نفسي، وأوضح الآخرون أيضا، أننا نسير باتجاه ذلك (تغيير توزيع الأعباء)”، من دون تفصيل.
ومضت قائلة “نحن نساعد بعضنا البعض داخل الحلف، ونحن أقوياء معا، وهذا ما نريد استمراره في المستقبل”. مضيفة “الأمر يتعلق بالمساعدة المتبادلة والقوة المشتركة”.
ولفتت إلى أن “ألمانيا ثاني أكبر مساهم بالقوات في حلف الأطلسي، ومشاركة في قوات الحلف بأفغانستان منذ سنوات”.
وكانت تقارير قد ذكرت بأن ترامب هدد بالانسحاب من الحلف في حال لم ترفع الدول الأعضاء إنفاقها العسكري. وتحتل الولايات المتحدة المركز الأول بين الدول الأعضاء في حجم الإنفاق الدفاعي للحلف، بمبلغ 706 مليارات و63 مليون دولار ما يعادل أكثر من نصف حجم الإنفاق الكلي للحلف.
وتأتي بعدها بريطانبا بمبلغ 61.5 مليار دولار، تليها فرنسا بـ52.2 مليار دولار.
كما تأتي ألمانيا في المركز الرابع بمبلغ 51.09 مليار دولار، ثم إيطاليا بـ25.78 مليار دولار، وكندا بـ21.6 مليار دولار، فيما ستخصص تركيا مبلغ 15.219 مليار دولار من إجمالي الناتج المحلي لها.
وكانت أشغال قمة حلف شمال الأطلسي قد افتتحت الأربعاء في بروكسل في ظل أجواء متوترة كانت رهينة مزاج الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يدعوه الأوروبيون إلى “تقدير” حلفائه خاصة بعد أن أشعلت تصريحاته الأخيرة التي سبقت القمة بخصوص ألمانيا ثاني أكبر اقتصاد في حلف الناتو والتي اتهمها فيها بأنها “أسيرة” لروسيا بدعمها مشروع خط أنابيب غاز في بحر البلطيق في مقابل التلكؤ في رفع مساهماتها في الإنفاق الدفاعي للحلف.
واتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء ألمانيا بأنها “أسيرة” لروسيا أثناء اجتماع قادة غربيين في بروكسل للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي الذي يريد ترامب من الدول الأوروبية زيادة مساهماتها فيه.
وأدت تصريحات ترامب حيال الأوروبيين وبأن “ألمانيا تتحكم فيها روسيا بالكامل”، إلى رد لاذع من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي وصلت إلى القمة في وقت لاحق.
وقالت ميركل عن فترة شبابها في ألمانيا الشرقية الشيوعية “خبرت بنفسي كيف أن جزءا من ألمانيا كان يسيطر عليه الاتحاد السوفييتي”.
وأضافت “يسعدني للغاية أننا الآن متحدون، ونتيجة لذلك يمكننا القول إن بإمكاننا وضع سياساتنا المستقلة واتخاذ قراراتنا بشكل مستقل”. ودافعت ميركل عن إسهام ألمانيا في حلف الناتو، الذي يقول ترامب إنه يحمل دافعي الضرائب الأميركيين العبء الأكبر.