شينزو آبي يلغي زيارة عمل إلى إيران استجابة لضغوط ترامب

طوكيو - ألغى رئيس وزراء اليابان شينزو آبي زيارة لإيران، هذا الشهر، امتثالا لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كافة الدول إلى وقف تعاملاتها مع طهران، فيما يقوم الرئيس الإيراني حسن روحاني بجولة أوروبية للقيام بمحاولة إنعاش اتفاق نووي دخل مرحلة العناية المركزة بعد انسحاب واشنطن منه.
وقالت وكالة كيودو للأنباء إن الزيارة التي كانت ستصبح الأولى لزعيم ياباني لإيران منذ 40 عاما، كان مقررا لها أن تكون جزءا من جولة لرئيس الوزراء في الشرق الأوسط تبدأ في 11 يوليو الجاري.
وأضافت الوكالة نقلا عن مصادر في الحكومة أن اليابان أبلغت إيران بأن آبي لن يتمكن من زيارة طهران رغم ترتيبات كانت تتخذها لمحادثات يجريها مع الرئيس حسن روحاني.
واتخذ قرار عدم زيارة إيران على ضوء حملة ترامب لعزل طهران وخنق صادراتها النفطية بعد أن قرر الرئيس الأميركي في مايو الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع مع إيران في 2015، حاثا اليابان وحلفاءها الآخرين على وقف شراء النفط الإيراني تماما بحلول الرابع من نوفمبر القادم، تاريخ بدء سريان العقوبات.
وأكدت كيودو أن اليابان التي ربطتها تقليديا علاقات مستقرة مع إيران، واعتمدت عليها للعشرات من السنين كمصدر رئيسي للنفط، أبلغت إدارة ترامب بأنها ليس بإمكانها قطع أو وقف استيراد المزيد من الخام من إيران خشية أن تكون في ذلك مخاطر على اقتصادها، فيما تشير تقارير غربية أن طوكيو بصدد البحث عن مصدر بديل للخام الإيراني.
ويأتي استثناء رئيس وزراء اليابان لزيارته لإيران من جدول زيارته الشرق الأوسطية، فيما يقوم الرئيس الإيراني حسن روحاني بجولة أوروبية قادته إلى كل من سويسرا والنمسا الأربعاء، بحثا عن دعم أوروبي لإنقاذ الاتفاق النووي تفاديا للعقوبات الأميركية.
وتعرف إيران أن مواقف قادة الاتحاد الأوروبي قد تعطيها دفعة سياسية حينية في مواجهة ضغوط البيت الأبيض، لكنها في النهاية لن تعطيها أي ضمانات طالما أن الشركات المنفذة للمشاريع تستعد للمغادرة، وأن العقوبات الأميركية ستخلق لها تعقيدات كبيرة.
وقال خبراء اقتصاديون ومحللون إن الشركات الكبرى ستكون صاحبة القرار الأخير في حسم الجدل بشأن العقوبات الأميركية، وإن مواقف الساسة الأوروبيين البارزين ستكون في النهاية صدى لمواقف تلك الشركات التي لا يمكن أن تضع مصالحها في سلة السوق الإيرانية وتهدد أنشطتها في أسواق أخرى أكثر أهمية، فضلا عن تأثير العقوبات عليها على المدى البعيد.
ويستبعد المراقبون أي تراجع أميركي بخصوص العقوبات على إيران، لافتين إلى أن الأمر أكبر من العقوبات، وأنه يرتبط برغبة أميركية واضحة لدفع إيران إلى التراجع عن رغبتها في إنتاج أسلحة نووية، أو خلق تقدم عسكري يهدد جيرانها الخليجيين، فضلا عن الدور التخريبي لها في ملفات المنطقة.
واتفق قادة الاتحاد الأوروبي على السعي للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني والإبقاء على تعاونهم الاقتصادي مع طهران بعد انسحاب ترامب منه، لكنهم لم يتوصلوا إلى قرارات ذات بال، مما يبرز قدرة النفوذ الأميركي في التجارة والتمويل الدولي على تقييد نطاق التحركات الأوروبية.
وأربك توقيف دبلوماسي إيراني معتمد في فيينا يشتبه بتورطه في التخطيط لتفجير تجمع للمعارضة الإيرانية في باريس السبت، جولة روحاني الأوروبية، حيث استدعت فيينا على عجل الأربعاء، السفير الإيراني لإبلاغه بأنها ستسحب اعتماد الدبلوماسي الذي أوقف في ألمانيا وذلك قبل ساعات فقط من استقبالها روحاني.
ويصادف الاشتباه بممثل رسمي للحكومة الإيرانية في التخطيط للاعتداء أسوأ وقت بالنسبة إلى طهران والجهات الأخرى الموقعة على الاتفاق.
و دعا الرئيس الإيراني الأربعاء في فيينا إلى الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني، قائلا “سنظل في الاتفاق طالما كان ذلك ممكنا لإيران ولن نتخلى عنه، بشرط أن نتمكن أيضا من الإفادة منه”، مضيفا أن “إيران ستبقى في الاتفاق إذا قدمت الدول الموقعة الأخرى ضمانات لمصالحها”.