النظام السوري يكثف غاراته الجوية على ريف درعا

القاهرة - أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين بأن القوات الحكومية السورية شنت عشرات الغارات على ريف درعا قرب الحدود مع الأردن، وهزت أصوات الانفجارات الجانب الأردني من الحدود.
وذكر المرصد أن القصف الجوي على القطاع الشرقي من ريف درعا يتواصل، حيث شنت طائرات حربية أكثر من 34 غارة استهدفت خلالها أماكن في عدة بلدات وقرى.
ورصد المرصد عملية تصعيد جديدة من قبل القوات الحكومية طالت قطاعا آخر من محافظة درعا، إذ استهدفت القوات بعد منتصف ليل الأحد بأكثر من 55 صاروخا يعتقد أنها من نوع أرض - أرض أماكن سيطرة الفصائل بمدينة درعا وأطرافها الغربية.
وواصلت الفصائل من جانبها استهداف مناطق سيطرة القوات الحكومية بالمدينة.
وتتواصل حركة النزوح من أبناء ريف درعا الشرقي، نحو مناطق بعيدة عن جبهات القتال ومواقع القصف.
وتعتبر درعا واحدة من آخر المناطق الباقية تحت سيطرة فصائل المعارضة في سورية.
وذكرت صحيفة "الغد" الأردنية أن أصوات انفجارات قوية هزت منازل المواطنين في لواءي الرمثا وبني كنانة مصدرها الجانب السوري، وتعتبر الأقوى بعد هدوء استمر أكثر من عام.
ومع استمرار التوتر، حذر الأردن المجاور لسوريا، من انه لن يستقبل المزيد من اللاجئين. كما أبلغت واشنطن الفصائل المعارضة ألا تتوقع تدخلاً عسكرياً أميركياً إلى جانبها، وفق ما قال قيادي في احد الفصائل.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد مقتل خمسة مدنيين في "قصف جوي روسي" استهدف بلدات الحراك والصورة وعلما في ريف درعا الشرقي.
وارتفعت بذلك حصيلة قتلى الغارات في درعا منذ الثلاثاء إلى 25 مدنياً.
وتشارك طائرات حربية روسية منذ ليل السبت، للمرة الأولى منذ عام، في شن غارات ضد مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب البلاد دعماً لقوات النظام.
وطال "القصف الجوي الروسي على الحراك"، وفق عبد الرحمن، منطقة يقع فيها أحد مشافي البلدة، ما تسبب بأضرار اخرج هذه المنشأة الطبية موقتا عن الخدمة الى حين اعادة تجهيزها.
وترد الفصائل المعارضة باستهداف مناطق سيطرة قوات النظام في درعا والسويداء المجاورة. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الاحد عن استهداف الفصائل مدينة السويداء وقرية الدور ما أدى الى مقتل طفلة.
وتسيطر الفصائل المعارضة على 70 في المئة من محافظتي القنيطرة ودرعا، ويقتصر تواجدها في السويداء على أطراف المحافظة الغربية.
وخلال ستة أيام من الاشتباكات عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، تمكنت قوات النظام من السيطرة على أربع قرى.
لا لجوء إلى الأردن
وثق المرصد نزوح أكثر من 17 ألف مدني جراء الاشتباكات غالبيتهم من ريف درعا الشرقي. واوضح ان عددا منهم يقترب من الحدود مع الأردن بحثا عن الأمان.
وحذرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على نحو 750 الف شخص في مناطق سيطرة الفصائل في الجنوب.
وبعد سيطرتها في الشهرين الماضيين على كامل العاصمة ومحيطها، حددت دمشق منطقة الجنوب السوري وجهة لعملياتها العسكرية.
وتكتسب المنطقة الجنوبية خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع اسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق. ويحضر مستقبلها في محادثات تدور بين روسيا الداعمة لدمشق، وبين الولايات المتحدة وأيضاً الأردن واسرائيل.
وفي عمان، قالت جمانة غنيمات وزيرة الدولة لشؤون ان "القدرة الاستيعابية في ظل العدد الكبير للسوريين الذين نستضيفهم، من ناحية الموارد المالية والبنية التحتية، لا تسمح باستقبال موجة لجوء جديدة".
ويستقبل الاردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عددهم بنحو 1,3 مليون.
رسالة أميركية
بدورها، أبلغت واشنطن الفصائل في رسالة إنها لن تتدخل عسكرياً في الجنوب، وفق ما قال قيادي في احد الفصائل لفرانس برس.
وجاء في الرسالة التي كتبت باللغة العربية "لا بد من توضيح موقفنا: نفهم أنه يجب اتخاذ قراركم حسب مصالحكم ومصالح أهاليكم وفصيلكم وينبغي ألا تسندوا قراركم على افتراض أو توقع بتدخل عسكري من قبلنا". ولم يصدر اي تعليق من واشنطن على الرسالة.
وقال القيادي في الفصيل ان "محتوى الرسالة (هو) إن أميركا لن تكون قادرة على مساعدة الجنوب، اي ما معناه دافعوا عن أنفسكم"، موضحاً أن الرسالة جاءت كـ"توضيح وليست رداً على طلب من الفصائل".
وأكدت واشنطن في رسالتها أنها لا تزال "تنصح الروس والنظام السوري بعدم القيام بأي عمل عسكري".
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قال إن هناك خيارين أمام الفصائل اما "المصالحة" أو الحسم العسكري.
وتعد محافظات الجنوب احدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا. وقد أُعلن فيها وقف لإطلاق النار برعاية أميركية أردنية في يوليو الماضي.
وكانت قوات النظام سيطرت على منطقتي خفض تصعيد خلال الأشهر الماضية هما الغوطة الشرقية وريف حمص (وسط) الشمالي، ولم يبق بين المناطق الأربع سوى جنوب البلاد ومحافظة ادلب (شمال غرب).