انستغرام يشهر سلاح الفيديو للإطاحة بيوتيوب

واشنطن - قال موقع التواصل الاجتماعي انستغرام المملوك لشركة فيسبوك إنه سيضيف قسما مخصصا لمقاطع الفيديو الطويلة ليوسع نطاق تطبيقه لمشاركة الصور ضمن منافسة بين خدمات البث على وقت المستهلك.
وقال الرئيس التنفيذي لانستغرام كيفن سيستروم خلال حفل في سان فرانسيسكو إن القسم سيحمل اسم “آي.جي.تي.في” IGTV وسيضم مقاطع فيديو من مشاهير الإنترنت الصاعدين والفنانين.
وأضاف أن القسم سيبدأ كجزء من تطبيق انستغرام كما سيكون متاحا كتطبيق خاص.
وسوف تعرض خاصية “آي.جي.تي.في” مقاطع الفيديو في الوضع العمودي، ويقول انستغرام إنها “الطريقة الطبيعية” التي يستخدم من خلالها الأشخاص هواتفهم.
وقال سيستروم إن الشركة تريد “تغيير طريقة صناعة ومشاهدة الناس للفيديو”، ونقلها إلى ما هو أبعد من وسائل الإعلام التقليدية مثل أجهزة الكمبيوتر المكتبية وأجهزة التلفزيون.
وأضاف “كشفت جميع البيانات التي لدينا أن وجود الناس أمام التلفزيون يقل بشكل مطّرد، في حين يقضون وقتا أطول على الهواتف”، وعقّب بقوله “يشاهد المراهقون الآن محتوى تلفزيونيا أقل بنسبة 40 بالمئة مما كان عليه الحال قبل خمس سنوات… حان الوقت ليتقدم الفيديو ويتطور”. وقال إنه يشعر بـ”المسؤولية” تجاه إجراء هذه التغييرات على انستغرام.
وأبلغ سيستروم الصحافيين والموظفين وصانعي مقاطع الفيديو بأن انستغرام تجاوز في الآونة الأخيرة مليار مستخدم نشط شهريا للمرة الأولى منذ إنشاء هذه الشبكة الاجتماعية في 2010.
وبهذا يصبح انستغرام المنصة الرابعة التي تصل إلى مليار مستخدم، بعد فيسبوك الذي تجاوز ملياري مستخدم، وواتساب وماسنجر.
وتخطت منصة انستغرام شبكات تواصل اجتماعي منافسة مثل تويتر وسناب شات، وباتت تكسب المزيد من المستخدمين الشباب.
وتنفق شركات تكنولوجية مثل فيسبوك وألفابيت، التي تملك يوتيوب، وسناب، التي تملك سنابشات، بسخاء لتطوير خدمات مقاطع الفيديو المصورة بالهواتف المحمولة لجذب المستخدمين وشركات الإعلانات على حد السواء.
ولن تكون الدعاية جزءا من الخدمة الجديدة في البداية لكن شركة “إيماركتر” قالت إنها تتوقع ألا تخلو “آي.جي.تي.في” من الإعلانات في نهاية المطاف. وتحظر الإرشادات على المستخدمين نشر محتوى عنيف أو يتضمن عريا أو به تمييز وعنصرية أو كراهية، لكن كيفن اعترف بأن الشركة لن تتمكن من الموافقة على كل فيديو قبل تحميله. وقال “نريد التأكد من أن انستغرام منصة آمنة ولطيفة وودودة مع الجميع”.
ويقول مؤسس انستغرام كيفن سيستورم، إنه من الصعب التكهن بكيفية مراقبة “آي.جي.تي.في”، لكننا “سننظر في كيفية تقديم المنتج للمستهلكين والتأكد من أنه آمن وعادل”.
ويعلق خبير التكنولوجيا ،أليكس بريناند، من مجلة TenEighty قائلا إن الخاصية الجديدة يمكن أن تمنح تطبيق انستغرام المزيد من الهيمنة على صناعة الإعلام الاجتماعي.
وقال بريناند “لم نر حتى الآن بالضبط قوة انستغرام، إلا أنني متأكد أن هناك الكثير من المناقشات التي تجري حاليا في منصات أخرى منافسة حول مدى تهديد الخاصية الجديدة، ومدى صلاحية تطبيقها”.
ولا تزيد مدة عرض الفيديو المسموح بمشاركته حاليا على انستغرام عن 60 ثانية. وعن المقارنة التي لا مفر منها مع يوتيوب، قال سيستروم إن مقاطع الفيديو على الخاصية الجديدة ستكون “أكثر جاذبية وربما أكثر إثارة للمشاعر”.
ورغم كل ذلك، فإن مسؤولا تنفيذيا في مجال تقنية الإعلانات يعمل مع كلا الشركتين -طلب عدم ذكر اسمه وفقا لموقع “سي.أن.بي.سي” الإخباري- قال إن شركة غوغل غير متخوفة من اندفاع فيسبوك إلى مجال الفيديو لأن من الصعب تغيير سلوك المستهلك، فالناس اعتادوا استخدام فيسبوك للاطلاع على منشورات المشاركات الاجتماعية والتعرف على ما يفعله الأصدقاء والعائلة، وهم لا يفكرون في فيسبوك بصفته المكان الذي يتوجهون إليه لمشاهدة الفيديو.
ويوافقه على ذلك الرئيس التنفيذي لشركة وكالة “إنيشيتيف” الإعلامية مات باكستر، مضيفا أن الفيديو على الإنترنت أصبح بالفعل مكانا مزدحما إلى حد ما وشركة فيسبوك دخلت اللعبة متأخرة، وقال إن “يوتيوب منصة فيديو”، و”فيسبوك شبكة اجتماعية أولا وقبل كل شيء، مع إضافات”.