داعش يحاول إعادة تجميع قواه في ضواحي الموصل

الموصل (العراق) - أعلنت القوات العراقية، الإثنين، عن إحباطها مخططا لتنظيم داعش لاستهداف مواقع أمنية ومدنية في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى بشمال العراق.
وكانت استعادة المدينة المذكورة من يد التنظيم صيف العام الماضي بعد حرب مدمرة استمرّت حوالي سبعة أشهر، قد مثّلت منعطفا حاسما في حرب داعش بالعراق، بحيث أنهت عمليا “خلافته” التي أعلنها على أجزاء واسعة من الأراضي السورية والعراقية، غير أنّ التنظيم لم ينته بالكامل، ونقل معركته من حرب الجبهات إلى حرب العصابات.
وقال المقدم جعفر الحديدي، مسؤول وحدة المتابعة والرصد الأمني في القيادة العسكرية بالجيش العراقي، إن “قوة مشتركة من الرد السريع وجهاز مكافحة الإرهاب والأمن الوطني نفذت بناء على معلومات استخبارية، عملية استباقية ضد أوكار داعش في منطقة بادوش غرب الموصل أسفرت عن القبض على اثنين وعشرين عنصرا مسلحا”.
وأضاف الحديدي متحدّثا لوكالة الأناضول أن “الإرهابيين الذين تم القبض عليهم كانوا يخططون لتنفيذ عمليات انتحارية وهجمات مسلحة داخل مدينة الموصل تستهدف مواقع أمنية وأسواقا شعبية وبنى تحتية، بهدف زعزعة أمن واستقرار المدينة”.
ولفت إلى أن “القوات ضبطت بحوزة الإرهابيين خمسة أحزمة ناسفة، و54 قنبلة يدوية، وسلاحا ناريا رشاشا، ومواد تدخل في صناعة العبوات الناسفة، وصواعق وأسلاك تفجير، وأجهزة اتصال متطورة، ومخططات بالمناطق السكنية لمدينة الموصل وأطرافها”.
وأشار إلى أنّ “جميع الإرهابيين هم من عناصر تنظيم داعش وقد فروا خلال العمليات العسكرية (حملة استعادة الموصل بين أكتوبر 2016 ويوليو 2017) وتخفوا بوثائق هوية مزورة، ثم أعادوا تنظيم صفوفهم خلال الأشهر الماضية، وبدأوا بالتحرك والاستعداد لتنفيذ عمليات إرهابية”.
ورغم انتهاء حرب الجبهات ضد داعش، إلاّ أنّ حربا أمنية واسعة النطاق ضدّ التنظيم ما زالت تدور في العراق.
وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش العراقي، الإثنين، عن تدمير خمسة أنفاق للتنظيم، وعدد من الصواريخ والعتاد الخفيف شمال الموصل.
وذكرت المديرية في بيان أن “مفارز الاستخبارات العسكرية في الفرقة 20 وضمن منهاجها بتنفيذ عمليات استباقية تهدف للوصول إلى الملاذات والمضافات التابعة لداعش، وبمعلومات استخبارية دقيقة تمكنت من العثور على خمسة مضافات على شكل أنفاق في منطقة جبل بادوش، شمال الموصل”.
وأشار البيان إلى أن “القوات قامت بمداهمتها، حيث عثرت بداخلها على عدد من صواريخ آر بي جي، وصواريخ كاتيوشا، ومنصات لإطلاق الصواريخ، وقاعدة هاون، وعتاد خفيف وفُرش وأغطية ومواد غذائية”.
ولفت إلى أنه تم تدمير الأنفاق والمواد التي بداخلها، مشيرا إلى تمكّن “مفارز مديرية استخبارات وأمن نينوى الميدانية، التابعة للمديرية العامة للاستخبارات والأمن بالتنسيق مع قيادة شرطة نينوى من إلقاء القبض على أحد عناصر داعش”.
وتلاحق القوات العراقية المشتبه في صلتهم بالتنظيم واعتقلت آلافا منهم منذ استعادة الموصل. وأعلنت بغداد، في ديسمبر الماضي، اكتمال استعادة الأراضي التي كان يسيطر عليها داعش منذ صيف 2014، والتي مثلت ثلث مساحة العراق. لكن التنظيم يمتلك خلايا نائمة في أرجاء العراق وعاد إلى شن هجمات خاطفة في مناطق متفرّقة من البلاد.