مستثمر سعودي يستحوذ على حصة كبيرة من صحيفة الإندبندنت

لندن - استحوذ رجل الأعمال سلطان محمد أبوالجدايل على حصة كبيرة من صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، والتي يملكها رجل الأعمال الروسي إفغيني ليبيديف، وذلك ضمن خطة توسعية للصحيفة تهدف إلى المزيد من الانتشار في منطقة الشرق الأوسط.
وحصل أبوالجدايل البالغ من العمر 42 عاما على نسبة تبلغ 30 بالمئة في شركة “ديجيتال نيوز آند ميديا”، وهي الشركة الأم المسيطرة على الصحيفة البريطانية بشكل رسمي. وفقا لصحيفة “فاينينشيال تايمز” البريطانيةِ.
وتشتمل حصة أبوالجدايل، على أسهم من مساهمين أصغر حجما من الشركة الأم، وذلك في إطار خطة شاملة لتوسيع نطاق انتشار الصحيفة البريطانية بمنطقة الشرق الأوسط، وإصدار نسخ باللغة العربية خلال الفترة القليلة المقبلة.
وقال أحد كبار المسؤولين التنفيذيين للفريق الذي يعمل مع رجل الأعمال الروسي المالك للصحيفة، إنه بينما كان ليبيديف لا يزال أكبر مساهم، غير أنه لم يعد يتمتع بالسيطرة على كامل نفوذ صحيفة الإندبندنت.
وكشف أيضا أن أحد الأسباب التي جعلت ليبيديف يقدم على هذه الصفقة مع أبوالجدايل، هو تقديم الدعم والاستثمار للدفع إلى الشرق الأوسط، لا سيما وأن الصحيفة البريطانية لديها خطط لفتح النسخة الأردية والعربية لموقعها الإلكتروني.
ولم تفصح الإندبندنت عن المبلغ الذي دفعه أبوالجدايل مقابل حصوله على حصة في قطاع الإعلام في المملكة المتحدة، ولكن الموقع الإلكتروني “ميدل إيست آي”، والذي كان أول من أورد تلك الأنباء، قال إن الصفقة تقدر الموقع بنحو 100 مليون جنيه إسترليني.
وقال المتحدث الرسمي باسم صحيفة الإندبندنت إن استثمار سلطان محمد أبوالجدايل “سيضمن المزيد من النمو الاستراتيجي” لمنصة الأخبار، التي أصبحت العام الماضي أول صحيفة وطنية تتحول إلى منصة رقمية.
وجاء في بيان من المتحدث الرسمي “في الوقت نفسه، تمت حماية استقلال الخط التحريري لصحيفة الإندبندنت رسميا بموجب اتفاق جديد بين المساهمين. إن الاستثمار الجديد وضمان الاستقلالية للخط التحريري سيسمحان للإندبندنت بالازدهار في المستقبل”.
سلطان محمد أبوالجدايل حصل على حصة تبلغ 30 بالمئة في شركة ديجيتال نيوز آند ميديا المسيطرة على الصحيفة
وكتب المحرر كريستيان بروتون في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين، “ستظل الصحيفة مستقلة عن أي مساهم أو مصالح تجارية”.
ويملك إفغيني ليبيديف، صاحب شركة “إيسي ميديا”، وهي المؤسسة الأم لصحيفة الإندبندنت، حصة تقل عن 50 بالمئة في حين يحتفظ غوستين بيام شو، مدير “إيسيس ميديا” بنسبة هامة من الأسهم.
وكان ليبيديف أعلن في فبراير من العام 2016 عن مشروع توقيف النسخة الورقية لصحيفة الإندبندنت وملحق يوم الأحد والاكتفاء بموقع إلكتروني ومنصة الديجيتال، في خطوة كانت الأولى من نوعها بين الصحف البريطانية، وتهدف إلى تعزيز النمو الكبير الذي شهده موقع الإندبندنت الإلكتروني، إضافة إلى تأمين مستقبل مربح ومستدام.
وسجل الموقع الإلكتروني للصحيفة أكثر من 100 مليون مستخدم شهريا. ونقل موقع الصحيفة عن مالكها ليبيديف قوله حينها، إن “صناعة الصحافة تشهد تغييرات يقودها القراء، إذ أنهم يظهرون لنا أن المستقبل إلكتروني”.
وأضاف أن “عائلتي اشترت واستثمرت بشكل كبير في الإندبندنت لأننا نعتقد بأهمية الصحافة العالية المستوى”، مؤكدا أن “الخطوة تؤمن مستقبل هذه القيم الصحافية المهمة”، إذ أن “القرار يحفظ سمعة الإندبندنت ويسمح لنا بالاستمرار في الاستثمار بالمحتوى التحريري الرفيع لدى الصحيفة والذي يجذب المزيد من القراء عبر الإنترنت”.
وقال المدير التنفيذي لـ”مجموعة “أي.أس.آي” ستيف أوكلاند إن “الخطوة الفريدة للإندبندنت تناسب تماما الأفق الإلكتروني العالمي”. وحققت المنصة الإلكترونية للصحيفة أرباحا صافية تجاوزت مليونا وسبعمئة ألف جنيه إسترليني في السنة إلى غاية الثاني من أكتوبر 2016 مقابل مليون وثلاثمئة ألف جنية إسترليني في 2015. كما تضاعفت الإيرادات من 8.2 مليون جنيه إسترليني إلى 14.3 مليون جنيه إسترليني.
وكانت الصحيفة قد غيرت “اللوغو” في نهاية عام 2013، إلى عمودي يمتد على ارتفاع الصفحة بدلا من اللوغو الأفقي المعمول به في غالبية الصحف، إضافة إلى اعتماد قطع “برليني” بدلا من القطع الكبير في تجربة هي الأولى بين الصحف البريطانية الكبرى.
واعتمدت الصحيفة في تحريرها الجديد على المقالات المطولة في خطوة اعتبرها المتابعون جريئة لأنها ستبدو كمجلة أدبية شهرية أكثر منها صحيفة يومية. لكنها قالت إن قوتها تكمن في اسمها المستقل للدفاع عن حرية الرأي الذي تحتاجه بريطانيا اليوم، في وقت تراجعت فيه قيم الحياد في الصحافة البريطانية.
واحتاج “الفصل الجديد الشجاع” في التغيير -حسب الصحيفة- أياما من هيئة التحرير للاستقرار عليه، مستعيدة قولا مأثورا في “فليت ستريت” عن ولع الصحافيين بإعادة تغيير التصميم كي لا يمل القراء.