محادثات في فيينا لبلورة إستراتيجية تنقذ الاتفاق النووي

فيينا- يسعى المسؤولون الإيرانيون خلال محادثات فيينا للدول التي لا تزال في الاتفاق النووي مع إيران المقررة الجمعة برئاسة الاتحاد الأوروبي، وراء ضمانات من الأوروبيين بأنهم قادرون على حماية التجارة.
وينعقد اجتماع فيينا للمرة الأولى منذ أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق. ولا يرى دبلوماسيون أفقا واسعا لإنقاذ الاتفاق بعد أن توعدت واشنطن بأن تصبح صارمة ضد طهران أكثر من أي وقت مضى.
وسيحاول مسؤولون من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا بلورة استراتيجية مع نائب وزير الخارجية الإيراني لإنقاذ الاتفاق بالإبقاء على تدفق النفط والاستثمارات مع الالتفاف على العقوبات الأميركية التي قد تعرض الاقتصاد للخطر.
ويستند الاتفاق المبرم عام 2015 على تخفيف العقوبات والسماح بالأعمال التجارية مع إيران مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني. ويقول مؤيدو الاتفاق إنه ضروري لقطع الطريق أمام تحول إيران إلى دولة نووية والحيلولة دون نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط.
كما قال القادة الإيرانيون إنهم سيلتزمون من جانبهم بالاتفاق، الذي يتضمن فرض قيود صارمة على برنامجهم النووي، وذلك إذا التزمت به بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، على الرغم من تجديد العقوبات الأميركية.
لكن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو هدد إيران الاثنين "بأقوى عقوبات في التاريخ" إذا لم تغير سلوكها في الشرق الأوسط. وقال دبلوماسي أوروبي "سنحاول التشبث بالاتفاق أملا في إمكانية عقد صفقة لكننا على دراية تامة بالوضع". وسينشد الإيرانيون خلال الاجتماع، الاطمئنان من جميع الأطراف على أنها ستواصل شراء النفط الإيراني.
وذكر دبلوماسيون آخرون إنه من المتوقع أن تسلط الدول الأوروبية الضوء على الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي لحماية الشركات الأوروبية التي لها علاقات مع إيران، قانونيا من العقوبات الأميركية.
بالإضافة إلى ذلك، يحاول الاتحاد الأوروبي التأكد من أن هذه الشركات لا تتأثر بالعقوبات الأمريكية التي تستهدف العلاقات المصرفية الدولية لإيران.
وقالت منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، هذا الأسبوع إن الاتحاد الأوروبي لا يسعى فقط لحماية فرصه الاقتصادية في إيران، بل يحتاج إلى الدفاع عن مصالحه ضد الولايات المتحدة وغيرها.
وأضافت "أعتقد أن هذه لحظة الحقيقة بالنسبة للأوروبيين". ووضع الزعيم الأعلى الإيراني سلسلة من الشروط الأربعاء حتى تبقى الجمهورية الإسلامية في الاتفاق.
وقال مسؤول إيراني "إنه اجتماع مهم جدا وسيظهر ما إذا كانت الأطراف الأخرى جادة حيال الاتفاق. سنفهم ما إذا كان بوسع الأوروبيين، ومثلما قال زعيمنا، تقديم ضمانات موثوق بها لنا".
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنه يتوقع من الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي تقديم "حزمة جديدة" في إطار الاتفاق ولا تشمل "أي قضايا أخرى".
وانسحب ترامب من الاتفاق قائلا إنه لا يشمل برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ودور طهران في صراعات الشرق الأوسط أو ما سيحدث عندما يبدأ انتهاء العمل بالاتفاق عام 2025.