#سيدي_الرئيس.. رسائل إنسانية وسياسية في إعلان تجاري

الرياض - تسبب إعلان شركة الاتصالات زين فرع الكويت بعنوان “سيدي الرئيس” مع أول يوم من رمضان، في جدل واسع بين مؤيد ومعارض لفكرة الإعلان.

وحقق الإعلان أكثر من مليون مشاهدة بعد أقل من 24 ساعة على تحميله على قناة الشركة على يوتيوب، وقد لاقى ردود أفعال متباينة بين معجب ومستنكر.

وتناول الإعلان معاناة اللاجئين الفارّين من مناطق الصراع والدمار.

وجسّد عدد من الممثلين شخصيات زعماء عالميين، في الإعلان الذي حمل عنوان “سيدي الرئيس”، حيث ظهر الأطفال وهم يناشدون الرؤساء من أجل إنقاذهم مما حلّ بهم بسبب الحروب.

وتطرق الإعلان إلى قضية القدس بعبارة “سنفطر في القدس عاصمة فلسطين”، في إشارة إلى اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بها كعاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.

وثاني الرسائل كانت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتورطه وجيشه في القصف على المدن السورية، وسقوط قتلى مدنيين بطائراتهم.

كما ظهرت في الإعلان شخصية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهي تنقذ اللاجئين راكبي قوارب الموت، في دعوة للعناية بهم.

أما الرسالة الموجهة إلى الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، فهي أن يكف عن استخدام الأسلحة المدمرة، ليحل السلام في العالم. ثم تظهر شخصية أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة وهو ينقذ أناسا يفرون من الإبادة، في إشارة إلى
“الروهينغا”. وفيما وجد تعاطفا كبيرا من قبل مستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي بسبب طريقة العرض المثيرة والذكية وصناعة إعلان متميز في وقت حرج، انتقده آخرون مؤكدين أنه يروج للذل والخنوع ويحمل رسائل سياسية موجهة.

واختُتم الإعلان بمشهد لمدينة القدس و6 أشخاص في لباس خليجي، وذلك في إشارة إلى الأزمة الخليجية التي بدأت يوم 5 يونيو الماضي بعد مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين لقطر على خلفية دعم الأخيرة للإرهاب.

والإعلان من كلمات الكاتبة الكويتية هبة حمادة، وألحان بشار الشطي، وتوزيع ربيع الصيداوي، وإخراج سمير عبود.

وأعادت الملكة رانيا العبدالله، زوجة الملك عبدالله الثاني العاهل الأردني، نشر الفيديو عبر حسابها الرسمي على تويتر، قائلة “سنعمل جيدا للاستماع إلى أصوات الأطفال”. وقال مغرد باسم أحمد راغب “إعلان زين سيدي الرئيس مستفز جدا”.

واعتبر معلق “الإعلان مرفوض، فيه الكثير من الذل والخضوع، نحن أقوى من أن نستسلم وتهان كرامتنا.. ولماذا يا سيادة الرئيس هؤلاء ليسوا بسادة علينا وصاحب الحق لا يتوسل بل يحارب من أجله”.

وغرد الصحافي الكويتي عياد الحربي “من المؤسف أن يظهر الإعلان بهذه السطحية مقارنة بعظمة قضاياه من فلسطين والقدس ودمار المنازل والمهجّرين والانفجارات والأطفال وغيرها، قضايا مثل هذه يجب أن يكون خطابها أكثر قساوة وحدية وبالطبع لا يبدأ بعبارة على شاكلة سيدي الرئيس”.

وتهكم مغرد “#إعلان_زين تشعر أنه في كوكب زمردة.. فراشات وعالم وردي، والرسالة مضمونها ‘مشان الله يا سفاحين العالم اسمحوا لنا نفطر في القدس فقط في رمضان وبس يخلص رمضان بنرجع زي ما كنا'”. وأشار محمد العثيم “يا ليت شركاتنا وتجارنا يستفيدون من هذا الإعلان بدلا من السخف الذي ينشرونه يستعينون بكتاب وأدباء لكتابة دعاياتهم فتكون مفيدة تضرب عصفورين بحجر واحد”.

وكتب مروان المريسي “غبي غبي غبي… الجماعة شكلهم تحسسوا زيادة من نقد الناس لكلمة (سنفجّر) في إعلان رمضان الماضي، فانتقلوا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وطلعوا لنا بهذا الكوم المبتذل من الخضوع والخنوع واستعطاف الجلاد!”.