اليمين يحكم قبضته على المجر بمعاداة الهجرة والأجانب

بودابست تسعى إلى تشكيل تحالف للدول المعادية للمهاجرين المسلمين.
الثلاثاء 2018/04/17
مظاهرات مناوئة لأوربان عقب إعلان فوزه

بودابست - يعتبر فوز حزب فيدس اليميني الحاكم في المجر، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء فيكتور أوربان، بفترة ثالثة، امتدادا لصعود اليمين المتطرف الأوروبي، حيث مثلت الخطابات المعادية للهجرة والأجانب أهم البرامج الانتخابية التي قادت هذه الأحزاب إلى سدة الحكم أو شغل منصب المعارض له تأثير قوي على السياسات العامة للبلدان الأوروبية.

وعزز فوز أوربان، بولاية ثالثة على التوالي، موقف تحالف دول وسط أوروبا في مواجهة سياسات الهجرة التي يتبنّاها الاتحاد الأوروبي، ما يعمّق الهوة مع بروكسل التي تحاول فرض سياساتها على جميع أعضاء الاتحاد حتى لو استوجب الأمر فرض عقوبات.

وطرح أوربان نفسه كمنقذ للثقافة المسيحية في مواجهة هجرة المسلمين إلى أوروبا وهي صورة كان لها صداها لدى الملايين من الناخبين خصوصا في المناطق الريفية، ما يعطي صورة عن يمين أوروبي يتمسك بهوياته القطرية في أوروبا، حيث تمثّل إعادة انتخابه دليلا جديدا على الشرخ القائم في أوروبا.

وأكد رئيس الوزراء المجري خلال حملته الانتخابية أنه يرغب في التعاون مع إيطاليا والنمسا لتشكيل تحالف للدول المعادية للهجرة المسلمة، في وقت وصل ائتلاف بين المحافظين واليمين المتطرف إلى الحكم في فيينا منذ ديسمبر، في حين تقود الرابطة (يمين متطرف) بزعامة ماتيو سالفيني الائتلاف اليميني في روما الذي حل في طليعة انتخابات الرابع من مارس الماضي.

وعلى الرغم من معارضته تعزيز التكامل الأوروبي، لم يهدد أوربان يوما بالانسحاب من الاتحاد، فيما تعتبر المجر من أبرز المستفيدين من الأموال الأوروبية التي ساهمت في إنعاش اقتصادها بعد أزمة نهاية سنوات الـ2000.

مارين لوبان: المجر ترفض مجددا الهجرة الكثيفة التي يدعمها الاتحاد الأوروبي
مارين لوبان: المجر ترفض مجددا الهجرة الكثيفة التي يدعمها الاتحاد الأوروبي

ورغم انتقاد خدمات الصحة العامة الرديئة في المجر وهجرة الشباب والممارسات المشكوك فيها والمحسوبيات في أوساط السلطة، لم يكن اليسار والليبراليون خيارا يحظى بمصداقية لدى الناخبين، بعد أن منحوا ثلثي أصواتهم لحزب فيدس، ما يمكنه من أغلبية برلمانية مريحة.

وأكد متحدث باسم الحزب أن فرض حزمة ضرائب على المنظمات غير الحكومية التي تدعم الهجرة سيكون بين أول النصوص التي سيتعرض لها البرلمان الجديد.

واظهرت النتائج التي شملت أصوات المجريين في الخارج، فوز الحزب اليميني برئاسة اوربان وحلفائه الديمقراطيين المسيحيين بـ133 مقعدا من أصل 199 في البرلمان، ما يعني أن رئيس الوزراء سيكون مطلق اليد للحكم أربعة أعوام إضافية.

وفاز حزب جوبيك اليميني المتطرف بـ26 مقعدا وتحالف يسار الوسط الذي يقوده الاشتراكيون بـ20 مقعدا والائتلاف الديمقراطي (يسار) بـ9 مقاعد والحزب المدافع عن البيئة بـ8 مقاعد.

وحصد حزب اوربان 49.6 في المئة من الأصوات بفارق كبير عن جوبيك (19.2 في المئة) وتحالف يسار الوسط (12 في المئة).

وستتيح غالبية الثلثين لأوربان الذي يحكم منذ 2010 مواصلة إجراءاته بحق بعض المنظمات غير الحكومية التي تدافع عن حقوق الإنسان وتحظى بدعم الملياردير الأميركي من أصل مجري جورج سوروس.واعتبر مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في تقرير هذا الأسبوع، أنه رغم أن عمليات التصويت جرت في ظروف مرضية فإن قدرة الناخبين على التصويت واجهت “خطابا معاديا للأجانب” و”انحيازا لوسائل الإعلام”.

والسبت، تظاهر عشرات الآلاف من المجريين في العاصمة بودابست رفضا لإعادة انتخاب أوربان، حيث أكد المنظمون أنهم حشدوا مئة ألف شخص، داعين إلى تظاهرة مماثلة السبت المقبل.

وقالت زعيمة الجبهة الوطنية في فرنسا مارين لوبن تعليقا على نتائج الانتخابات في المجر “تم مجددا رفض الهجرة الكثيفة التي يدعمها الاتحاد الأوروبي”، لتنضم بذلك إلى زعيم المعارضة اليمينية في هولندا النائب المعادي للإسلام غيرت فيلدرز، الذي يزور بانتظام أوربان في بودابست لتقديم الدعم له.

5